ان يطرح المرشح نفسه او رئيس قائمته مشروعه امر طبيعي تكفله القوانين والاعراف ان يتحدث عن امنيات واحلام امر ايضا اصبح من المسلمات في الحملات الانتخابية مادمت لم تجرب او تتم تجربتك من قبل الناس فربما تكون صادقا في النية والاعمال بالنيات ،لكن الغير طبيعي في الموضوع ، هو العمل بقاعدة تجريب المجرب وخطأ هذه النظرية ان يعيد المجرب نفس الكلام الذي كان قد ساقه علينا قبل سنوات بنفس الفصاحة والوقاحة دون ان يعير اهمية لعقولنا او احترامه لنفسه ان يظهر علينا ليقول ان الانجازات التي تحققت هي بفضله وحده دون مساعدة احد وان الاخفاقات التي تمت على كثرتها كانت بسبب الاخرين ولم يكن له فيها لا يد ولا قدم ولا بطن.
بعض هذه الخطابات اصبحت غير مستغربة من افواه البعض من مسؤولينا ولكن الذي يجب استغرابه هو استخفافهم بعقولنا وعيوننا الى الدرجة التي اوصلتهم الى فكرة انهم يتحدثون الى مجموعة من الاطفال من اجل اقناعهم ان هذا الدواء المر هو حليب تغير لونه اذا انها قد تمر للمرة الاولى ولكن عليهم ان يجدوا جملة اخرى في المرة الثانية من اجل اقناعنا ان ظنوا ان عقولنا تشابه عقول الاطفال.
من تسبب ياترى بطريقة مباشرة او غير مباشرة بالموت الذي نعانيه يوميا فرادى وجماعات بمفخخات تارة وكواتم تارة اخرى ، بالفقر والجوع الذي نعانيه ،بعيشنا في بيوت الصفيح ومدن المزابل والمقابر والتجاوز و(الحواسم) ،بالدمار الاقتصادي والزراعي والصناعي ،بالتراجع المالي و الاخلاقي والثقافي ،بالتقدم في مجالات الفساد ومعدل الجريمة وانتهاك حقوق الانسان عدم الالتزام بالعهد والمواثيق بالتراجع عن الاقوال والافعال قد لايكون هذا المتحدث الانتخابي هو من نفذه ولكنه تسبب فيه بقول او فعل او اخفاق لانه كان متصديا لمسؤولية وعليه ان يمتلك الشجاعة ويعترف بأخفاقاته ثم يعد الناس بالتصحيح والبدء من جديد .
عليه ان يقول انه اخفق وفشل ومن ثم يعد بالنجاح ويعطي الطريقة الى ذلك لا ان ينسب النجاح له والاخفاق لأعدائه ومنافسيه يوم يريد ان يقرر فهو يقرر بالنيابة عن الجميع ويتخذ القرار ويوم الحديث عن فشل القرار فأن له اباء كثر.