وغالبا ما يكون المحافظ من محافظات أخرى أكثر ولاءا للحاكم وليس من نفس المحافظة، ويجب أن يمتلك درجة كبيرة في الحزب الحاكم ولديه ميزة بتنفيذ الأوامر وعدم التردد في إصدارها، وان أكثر المحافظات تضررا المحافظات الجنوبية والوسطى فهي عانت التخلف الحضري والعمراني وهجرة الكفاءات والحصار الاقتصادي كان أكثر وطأة عليها، لم تكن الانتخابات الأولى بمستوى الطموح لكنها بينت تحول في انتخاب المحافظات لأبنائها لإدارتها ، والثانية لتعزيز الدور الانتخابي واليوم الثالثة، التي سترسم خارطة السلطة السياسية لان من يفوز بهذه الانتخابات قطعا سوف يمسك خيوط الانتخابات البرلمانية والتي يشكل من خلالها الحكومة الجديدة.
إن المشكلات تكاد تكون نفسها في اغلب المحافظات وهي ضعف الخدمات، باستثناء حصة المحافظات حسب السكان وهي غير صحيحة لبعضها للمحرومية وللميزات الخاصة بتلك المحافظات، والبطالة ومشكلة السكن الكبيرة و وتوفير الطاقة الكهربائية والفساد الإداري والمالي، والمفترض من الفائزين حفظ الواجبات وتأدية الحقوق وماهي واجبات الحاكم وما هي حقوقه، ويتصرف المسؤول كأنه في بيته فقطع شجرة من الشارع أو تهديم جدار للصالح العام كأنه يقطعها من حديقة بيته وجدار منزله، كما ويخطط لمستقبل بيته وعائلته بل أكثر لمستقبل بلده ومدينته، وهذه مسؤولية جماعية واحترام القانون منهجا بحيث يكون المسؤول أول من يحترمه وليس من يخرقه، وان يؤمن بحكم المؤسسات حسب الترتيب الإداري بتوزيع الأدوار، فنحن ليس بحاجة إلى أمير جماعة يطلق التهديدات ضد مؤسسات الدولة لأنه يمتلك السلطة وفرد من مجموعات مسلحة، متى ما أصبح الشعور الوطني لدى الحاكم والمحكوم وان هدفهم واحد عندها يعم السلام والازدهار ، نحن نبحث عن أمير عاصمة أو محافظ أو أي مسمى إداري بهذا المعنى يوزع المسؤوليات والأدوار ويشارك المهندسين والعمال ،وليس فقط من يطلق التصريحات والوعود والتمنيات والتغني بالأنهار والتاريخ والأمجاد ، الناس تبحث عن الذي يعمل وينفذ ويحترم القانون ويسير وفق المؤسسات ،واحترام أسس الديمقراطية وان يكون الحاكم أول من يطبق الأوامر القضائية حتى وان كان الأمر بفصله من المنصب بسبب تقصيره الإداري والمالي.