قيل لرجل عرف عنه التدين ، لماذا اخترت التدين وقيدت نفسك بالصلاة والعبادة ؟ ماذا لو لم يكن هناك معاد او آخرة ولا جنة ولا نار ؟ فقال : عندها اكون انا الرابح الاكبر لانني لم اكذب على احد ولم اخن احدا ولم اغتصب حق احد ولم اقتل ولم اتجاوز ولم افعل القبيح ، وكسبت احترام الناس وتقديرهم فضلا عن رضاي عن نفسي . كلام الرجل دعاني الى ان اضع رجلين اعرفهما تحت المجهر ، مع انني اعي جيدا ان هذه المقارنة غير عادلة وانني بخست حق احدهما بفعلي هذا لكنني اجبرت نفسي على المضي قدما في هذا التقييم خصوصا وان احدهما يتهجم بطريقة مبرمجة على الاخر دون ان يرد عليه ، الرجلان هما السيد عمار الحكيم والاخر هو داود الفرحان ، والفرحان يتهجم على السيد الحكيم وعلى المجلس الاعلى كل يوم ، وعلى القاعدة التي اسسها الامام علي عليه السلام فسوف لن اكني احدهما واترك الاخر ، لانني ببساطة وضعتهما تحت المجهر، اذن عمار الحكيم ابن المرجعية ، تربى في بيت علم ودين وجهاد ، طبعا انا اتحدث عن امور اتفق الجميع عليها وليست نقاط خلاف ، جده زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم ( قدس) ووالده عبد العزيز الحكيم ( قدس) يقال عنه عزيز العراق ويقال عنه ايضا انه تبرع براتبه في البرلمان للفقراء ويقال عنه ايضا انه حصل على اغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية الاولى كانت تمكنه من حكم البلاد الا انه فضل مصلحة البلاد على المصالح الضيقة و(تبرع) بالرئاسة لغيره ، يقال عنه ايضا انه قارع الطاغية بالقول والفعل وجاهد في الاهوار وفي ساحات الجهاد كافة وسلك طرق الجهاد بشقيها الميداني والسياسي ، اما السيد باقر الحكيم ( قدس) فهو عم عمار الحكيم ، يقال انه عالم مجتهد له كتب بالتفسير والفكر الاسلامي والتحقيق وغيرها في الوقت الذي كان قائدا للمعارضة التي اقلقت النظام البائد واقضت مضجعه ، يقال انه الوحيد الذي استطاع ان يجاهد ويكتب ويؤلف كتبا قيمة اغنت المكتبة الاسلامية ، يقال عنه ايضا انه قتل (الانا) شر قتلة ، وخالف الهوى وتواضع لله فرفعه الى عليين ، قال عند دخوله بغداد منتصرا ( اقبل ايادي العلماء والمراجع ) الامر الذي لم يفعله غيره ، يقال انه كان صابرا محتسبا يحب بلده ويحب دينه وما اختلف في حبه الا مبغض او حسود ، اما عمار الحكيم فقد عرف عنه اللباقة واللياقة والادب والثقافة والحكمة ، يقال انه استطاع ان يكون حلقة الوصل بين مختلف مكونات الشعب العراقي ، على اختلاف مشاربهم وعلى صعوبة التوفيق بينهم ، استطاع ان يكسب رضا الجميع في وقت تناحر فيه الاخوة وتقاتل فيه الاشقاء ، وما يقال عنه كثير جدا حتى انه عالم مجتهد لانه ببساطة تربى في بيت المرجعية ، اما بالنسبة لداود الفرحان ، فيقال عنه انه متلون ، يقال انه كان ينتقد الوضع في العراق بامر من صدام ، يقال ان كتابه بلد صاعد بلد نازل صدر بموافقة البعث ، يقال ايضا انه رجل فوضوي سكير لا يعرف للدين طريقا ، ويقال ........ عذرا فهناك خلل بالمجهر .. ولكن اعتقد ان الفرق واضح وكبير ولا مجال للمقارنة فالحكيم حكيم والفرحان صاعد نازل .