انا بنت بغداد ولدت ونشأت وترعرعت فيها .. ودرست وتعلمت ولم اعرف ولم اعشق مدينة غيرها، ورغم ما الم بها من كوارث وويلات فأني اجد نفسي منشدة اليها اكثر فأكثر، وانشدادي اليها يزيد من حرقة قلبي عليها وانا اشاهدها بهذا الواقع المزري المأساوي، وحين اقارنها بالعواصم الاخرى اشعر وكأن روحي تريد ان تخرج من جسدي لشدة اللوعة والالم.
هذه المدينة التأريخية التي يبلغ عمرها مايقارب الفين عام، تبدو وكأنها خربة، حيث الاهمال، لا نظافة ولاخدمات ولابناء ولا عمران ولا اي شيء من الموجود في عاصمة بالعالم. بغداد تمثل الحضارة والتأريخ والثقافة والادب والعلم والمعرفة، لكن كل ذلك لم يحظى بالاحترام والاهتمام، وفي عهد نظام المقبور صدام كانت كل امكانيات الدولة مسخرة له ولنظامه ولم يكن للناس اي قيمة، وسقط ذلك النظام بلا رجعة وتوسمنا خيرا ، لكن الخير لم يأت لان من تربعوا على عرش سلطة بغداد جاءوا ليملاوا جيبوهم وليكون منصب المحافظ بالنسبة اليهم جسرا ليعبروا من خلاله الى مناصب اخرى اعلى وارفع. ماذا فعل السيد محافظ بغداد الحالي بعد خمسة اعوام من وجوده في المنصب؟؟. لم نسمع منه غير الكلام المعسول، ولم نشاهد الا صوره الدعائية وهو يسلم فتاتا لبعض الفقراء ليخدع الناخبين بها. سأكون من خلال عدم تصويتي للمحافظ والتصويت لمخلصين والنزيهين بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير... والعاقبة للمتقين .