عانى العراق كثيراً من الحُكام المتسلِطين على مقدرات العِباد والبِلاد ودفعَ ثمناً غالياً بسببهم ولعقود طويلة من الزمنْ ، نتيجة التهور والاستبداد والتخندق الطائفي الذي مارسهُ أولائك السلاطين ، حيث أنهم لم يتورعوا عن زج شعبهم في أتون الحروب الدموية التي لم تَجلبْ إلا الخراب والدمار ومئات الآلاف من الضحايا والأرامل والأيتام ناهيكم عن تحطيم البنى التحتية والحصار الاقتصادي وما نتج عنه. نعم لقد تعرضَ الشَعبُ العراقي إلى مؤامرة حقيرة على يد السلطة البعثية الخائنة ، إذ لا زال العديد من أبناء العراق الشرفاء مغيبين حتى الآن لا يُعرف لهم مكان أو قرار،، وما المقابر الجماعية التي عُثِرَ عليها إلا نقطة في بحر إرهاب تلك العصابة الصدامية .. إن كل تلك الجرائم لم تكن لولا التحريض والدعم والإسناد المستمر من الخارج وصولاً بالداخل ولإغراض طائفية بحتة ، بدليل عندما سقط صنمهم عام ٢٠٠٣ تباكت عليه تلك الخيوط الظلامية ، فكشروا عن أنيابهم وحقدهم الدفين وتجلا ذلك بكل وقاحة بإقامة قبر الخسة والنذالة لرمز الظلم والجور هدام المقبور في مسقط رأس الفتنة ، حيث يُعد هذا العمل وصمة عار على جبين سُكان تلك المناطق كونه يمثل استخفاف واستهانة بمشاعر ومعانات الملايين من ضحاياهم وإثارة حفيظتهم ! بالإضافة إلى ذلك عَمِلوا جاهدين على مقاطعة ورفض بل واستهداف العملية السياسية الجديدة بِرُمتِها منذ ولادتها والى يومنا هذا ، وهناك العديد من المواقف والشواهد الحية على ذلك لا يتسع المجال هنا لذكرها ، محاولين الرجوع بالمعادلة السياسية إلى السابق وثني عجلة الإرادة الوطنية من التقدم ، فأخذوا يعيثون في الأرض فساداً قتلاً وترويعاً للناس الأبرياء في الشوارع والأسواق والمدارس وحتى المُقدسات على اختلافها لم تكن بمنأى من بطشهم الهمجي .. وما يسمى بساحات (العزة والكرامة) خير شاهد ودليل على عمق تخندقهم الطائفي المقيت ، حيث رفعوا صور الطاغية والأًعلام الخارجية والهتافات والشعارات المسيئة للحمة الوطنية .. كما إنهم سوفوا وماطلوا وصعدوا في مطالبهم والحقيقة هي غير ذلك "كلمة حق يراد بها باطل" ، فإذا كان للحكومة ذنبٌ وتقصير فما علاقة وفد العشائر الذي ذهب ليسمعهم ، أهكذا يُستقبل الضيوف عند أهل العزة والكرامة ! ثم يا تُرى متى سُلبت عزتهم ؟ فأن قالوا قبل عام ٢٠٠٣ فقد كذبوا وان قالوا بعده كذبوا أيضاً والدليل هم من رفض المشاركة كونهم لم يستطيعوا استيعابها أصلاً ،،، ولنقُل مجازاً أن الجُندي الذي قُتل بسيوفهم في مخيمات الخيانة والتأمر هو السبب على حد زعم أللآفي والسليمان وغيرهم ، أوهل يحق لهم تقطيع أوصالهُ بهذه الطريقة الوحشية التي يندى لها جبين البشرية. ثم ما مغزى ألاستعراضات والإرهاصات ونوايا التسليح المزعومة ؟ هل ينون القيام بتقطيع الشعب مرة أخرى بطريقتهم الجديدة ! أو أنهم يسعون للحصول على الإقليم عن طريق القوة ؟ لا لا لا نعتقد : لأنه عُرضَ عليهم في وقت سابق ورفضوه جملةً وتفصيلا بدواعي تقسيم البلد ، أذن من المحتمل ان يكون عملاً تكتيكياً يهدف لإخافة الصهاينة كي يتغير المشهد السياسي في فلسطين مثلاً ، أو فعلاً هؤلاء القوم لا يعجبهم العجب لأنهم وببساطة اختاروا نهج طاغيتهم صدام ...حيدر التكرلي