هذا التقاسم للهموم وللخبز لم يقتصر على الإباء بل تعداه إلى الأبناء فقد رد الابن السيد مسعود هذا الجميل واحتضن أبناء المرجع الإمام ومحبيه في ربوع كردستان وتقاسموا الخبز واللبن والماء والقضية أيام الشدة والمحنة عندما تمرد البعث العفلقي على القيم والرجولة والمبادئ واستباح الأعراض وانتهك الحقوق وعاث في الأرض فسادا.
لم يتوقف تقاسم خبز الجنوب ولبن اربيل وتوارث الأبناء عهد الآباء فكانوا على موعد مع اللقاء في العراق من جديد بعد عام ٢٠٠٣ وسقوط صنم البعث الطاغية المقبور صدام فكانوا عنوانا لمرحلة جديدة في عراق جديد وضعوا أسسه وصاغوا دستوره وصنعوا نظامه السياسي الديمقراطي التعددي الفدرالي.
للاسف لم يتمسك من يحسب على جلدتنا بالوصية والرسالة وحاول ان يتنكر لها لانه لم يقدر قيمتها ولم يهمه استخلاص التجارب والعبر منها فحاول القفز على كل المنجزات باعذار وحجج لا ترقى الى ان يحدث ما حدث لانه لا يجيد قراءة التاريخ واستخلاص العبر ولم يقدر المخاطر التي تترتب على التخلي عن الوصية ولهذا فقد حاولت الاطراف الاخرى الدخول على خط القطيعة والاستفادة من هذا الجفاء لتفريق الاخوة الاشقاء من اجل الرجوع الى معادلة ما قبل ٢٠٠٣ او تحقيق مكاسب مالية وسياسية لم يكن الحصول عليها بالامر الهين لولا هذا الخلاف.
الحكيم عمار امتداد للمرجع الامام في الفكر وفي تقاسم الخبز والملح واللبن لانه يعلم ان التقاء الجبل بالهور يمثل عنصر قوة للطرفين وهذه القوة من شانها ان تقطع الطريق على أوهام وأطماع الاخرين لهذا حمل خبز الجنوب من جديد الى قمم جبال كردستان ليعيد صناعة التاريخ من جديد وليقول ان رسالة الامام المرجع لم تتغير حتى وان حاول البعض التنكر لهذه العلاقة لان هؤلاء سرعان ما يكتشفون انهم على خطأ وحتى وان لم يعترفوا بهذا الخلل فهم طارئون وسيرحلون وتبقى العلاقة صمام امان العراق ووحدته وقوته.