ربما نستطيع ان نقول بان العراق وصل وبعد مراثون طويل الى نقطة البداية مسيرة معاناة ورحلة عذابات وظلامات امتدت لاكثر من عقدين من الزمن بسبب حماقات ومغامرات عصابة القرية وطاغوت البعث دفع ثمنها الشعب العراقي باهظا ولازال يدفع لكن ما حدث مؤخرا وتوصل الحكومتين العراقية والكويتية الى اتفاقات نهائية تؤكد ايفاء العراق بكل التزاماته تجاه الكويت مما يؤهله للخروج من البند السابع او عقد الوصاية وشبح التدخل الخارجي والابتعاد عن دوامة السيادة المنقوصة والتخلص من ادران البعث ومخلفاته والتي لم يسلم منها العراق لحد الان ....ان لوصول الى هذه النقطة وبعد عشر سنوات من العمل والالتزامات والتعهدات يحتم على الحكومة العراقية العمل وبوتيرة سريعة لاستثمار هذه اللحظة وعدم التوقف عند نقطة معينة او المسير باتجاه واحد او الاتكال على الوعود والمجاملات صحيح ان وصول الملف العراقي الى مجلس الامن وبما ابداه الكويت من مرونة يجعل الامور مسالة وقت ليس الا لكن نحن بحاجة الى الوقت الان اكثر من أي مرحلة مضت فابقاء العراق طوال هذه الفترة تحت طائلة البند السابع جعله خارج الحسابات الدولية وغير معتاد على الاجواء العالمية مضاف الى ذلك من التغيير الذي حصل في السياسة العراقية وما يدور حوله في الاقليم والتهديد الذي يتعرض له الشعب العراقي وبشكل يومي باستباحة الدماء والممتلكات وتخريب متعمد للبنى التحتية وهو لا يستطيع ان يخطو خطة الى الامام باتجاه اخماد او مواجهة هذا الخطر لاسباب كثيرة اهمها فقدانه الاهلية بالاتفاق مع شركات رصينة او دول لشراء اسلحة ومعدات وبشكل مباشر وبالسرعة اللازمة او النظر اليه بعين المنقوص السيادة وانه لازال يمثل خطر على المجتمع الدولي فلا يستطيع ان يخطو خطوة قوية باتجاه الارهاب او الدول التي يمتلك ادلة تدينها بالتورط في دعم الارهاب على الرغم بان المجتمع الدولي اكد وبقرارات رسمية عدم تهديد العراق للسلم الدولي ......اذا نحن اليوم امام استحقاق جديد للعراق شعبا وحكومة فبعد اخراج العراق من البند السابع يتحتم النظر الى الامور بشكل مختلف وان ما كان يصح او يروج له في المرحلة السابقة لا يكون ملائما للمرحلة القادمة فيجب الاعتماد على النفس اولا لاثبات الذات وثانيا تأكيد للعالم كله بإننا شعب يستحق الحياة وامه حية فانقطاع ثلاثة عقود عن العالم الخارجي لا يعني الموت او الانقراض بل اننا نستطيع العودة وبقوة الى الحظيرة الدولية وممارسة دورنا في تطور الانسانية ....بقي ان نذكر ان هذه اللحظة تعد انجاز ونقطة مهمة في تاريخ العراق ولا بد ان يشكر كل من عمل عليها وانجازها واذا كان الامر كذلك فلن ينسى دور اول من تقدم وبادر ونبه وفي اوقات عصيبة نعم كان عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله )من اول المبادرين والعاملين على هذا الامر سوى بزياراته الطبيعية للكويت ومد الجسور مع الشعب والحكومة الكويتية في كل شهر رمضان او في اللقاءات الثنائية على المستوى الرسمي اما زيارة السيادة التاريخية والتي وصل فيها( رحمه الله) الى الولايات المتحدة مطالبا اياها اخراج العراق من طائلة البند السابع ولا نستطيع ان ننكر او نتجاهل او نتناسى بان هذه الزيارة اسست وبشكل قوي لهذه اللحظة التاريخية ومن ثم جاءت الخطوات اللاحقة فشكرا لعزيز العراق وشكرا للجميع وشكرا للكويت ولا اريد ان اخفي هذا الشكر فلن اكون متشنجا فما حدث للكويت كشعب وكنظام وكبنية وبيئة واقتصاد ليس بالشيء الهين وبغض النظر عن الذي يروج او ردات الفعل السلبية او الاراء المتطرفة لبعض الجهات الغير مسؤوله ومن الطرفين العراقي والكويتي فيجب ان يشكر الطرفين العراق على التزامه والكويت على تقبله وصبره وتفهمه للواقع العراقي الجديد .......