بعيداً عن السرد والأبهام في قضايا المشاريع . فكل شيء يراد تحقيقه يجب ان يقترن بمسألة واحدة اكثر اهمية من غيرها ,هي نقطة البدء للعمل . كي يبدأ العد التنازلي للوقت المحدد لهذا المشروع !
هذا من الجانب الطبيعي والمستقر لأي بلد بأستثناء العراق . ففي الأخير يجب على صاحب المشروع أن يقوم بشيء حتمي وهو ان يبدأ من السالب خمسين ! (٥٠) على حد التعبير المجازي ,وهذا ما سنثبته في السطور القادمة .
منذ اربع سنوات منصرمة قام مجلس محافظة بغداد تحديداً ومجالس المحافظات في العراق عموماً ببدء العمل الذي لا اعرف معالمه الى اليوم ! من دون نجاح يذكر والـمـنـجــز ضـمـيــر مــسـتـتر تــقــديـــره الــفـســاد !
وكأن اعمالهم لأربع سنوات مرت هواء في شبك ! هذا واقع عملي لعراق تسلم زمام السلطة في محافظاته زمراٌ ما انزل الله بها من سلطان !
كيف لا والأذناب تتبع الرأس (اذا كان رب الدار في الدف ناقرو) والمغلوب على امره المواطن الذي لا يقوى حتى على التفكير في التغيير خلال السنوات المتفق عليها كردت فعل على سوء الخدمات او ما شابه...
وبعد كل ما ذكر بدأت انتخابات جديدة لمجالس الخدمة , ففاز من فاز وخسر من سرق ! وكأن الفرد شعر بجزء من المسؤولية وأحسن قليلاً او كثيراً من اختياره ,وعاقب من صعد كرشه ونزل ضميره واخرجهم من مراكز اتخاذ القرار .
وما على الفائزين الجدد الى ان يبدأوا من السالب وليس من الصفر كما اسلفنا في البداية, وذلك لوجود الكثير من الدمار الذي خلفه السابقون والبطالة المقنعة والمشاريع المعطلة ووو... الخ
بعد ان اعلنت التحالفات في المحافظات وبدأ الجميع يخطط كي يكون العراق من الدول المتقدمة عمرانياً سيما وان هذا من اختصاصات مجالس المحافظات . يعتقد الجميع ان العمل سيبدأ فور تسلمهم المهمة . لالا ! بل سيعمل اللاحقون على ما افسده السابقون .
ومن ثم يبدأ العمل الجاد لخدمة الوطن والمواطن وبناء الدولة العصرية العادلة . بتظافر الجهود والشعور بالمسؤولية والانتماء والثقة المتبادلة بين المواطن والساسة كل الهموم تنجلي ونصل الى الصفر الذي يكون هو نقطة الانطلاق الى ال ١٠٠ !!!
اعلم ان من المؤلم التكاتف جميعاً للوصول الى الصفر !
فهذا امر لا يوجد سوى في وطني لكثرة اتباع (علي بابا) فيه .
ولكن التفائل بالخير هو بداية قدوم النجاح لمشاريع الامة العراقية بكل محافظاتها ومدنها . فالعراق واحد موحد وهو بلد الجميع . والكل سينتظر التغيير من ممثلي الشعب ومن الذين انتخبناهم بكل ثقة كي يكونوا عوناً لنا في احنك الضروف.