( الليل لمن يجي ,, يلتمن همومي
أغمض بعيني جذب ,, واتوسل بنومي
كومي على حيلج بعد ,, يروحتي كومي )
والمثل الشعب ( جيب ليل وأخذ عتابه) , قليت تلك الكلمات في زمن لا تعرف فيه التفجيرات والسيطرات وأنقطاع الكهرباء في الليل , وكانت الحياة على بساطتها وقلوب فطرية , واليوم السهر في الليل أجباري تتذكر فيه كل هموم النهار , وتذكرت باب المعظم وجسوره المقطوعة ومعناة العابرين بين الكرخ والرصافة والمرضى للمستشفيات والأسواق وسيارات النقل وهم يسيرون مشياً على الأقدام ولا يدخلون الاّ بشق الأنفس وما قاله الشاعر وحيد خيون ( انا كل يوم أدخل الباب المعظم علك تدخلين ,, لكنك لا تدخلين , لكون الباب المعظم ملتقى الكرخ والرصافة والمدارس والكليات والاسواق والمستشفيات , نعم لا دخول للباب المعظم في مشروع معطل من سنوات يسير سير السلحافاة , اربعة عمال رأيت احدهم يدخن والثاني يستخدم الموبايل والثالث يراقب المارة ورابعهم كبير في السن نائم , كل من ينظر للمشروع وان كان غير مختص بالهندسة يستغرب كيف تم التخطيط وكيف وضع نفق قبل الجسر وقرب النهر , ولماذا الجسر باتجاه الشورجة بينما الزخم الأكبر للعبور , وكيف الصعود للجسر برصيف ٤٠ سم , لا أحد يعرف هل أجتمعت كل الجهات من مرور ومجاري وطرق وغيرها , المهم النتيجة ان نفق باب المعظم في وسط بغداد وفي منطقة ستراتيجية , السير في الباب المعظم يدل على بؤس التخطيط والتنفيذ وغياب الرقابة , وتشعر بحجم اللامبلاة بالانسان واحترام حقوقه وهو يسير في شوارع مقطوعة مغطاة بالاتربة والمخلفات , وحينما تأتي بك الصدفة الى ذلك المكان حتماً تسجل في ذاكرتك موقف أنساني لا تنساه , ولا يغب عني موقف تلك الام التي هرعت للمستشفى وهي تحمل طفلها المحروق مهرولة الى الى الطواريء , وحالات من الوفيات التي حدثت في سيارات المرضى او حتى سيارات الأسعاف لا تستطيع التخلص من الازدحامات .
واثق الجابري