وهذه الضحكات التي لانعرف فيما اذا كانت نابعة من القلب ام انها مصطنعة للتسويق الاعلامي لا اكثر ولا لااقل.. الخلافات والصراعات التي دامت لمدة ثلاثة اعوام وكادت ان تصل الى المواجهة المسلحة بين الجيش الحكومي وقوات البيشمركة الكردية، توحي او تثبت بوضوح ان المشاكل والازمات لايمكن ان تحل بزيارتين متبادلتين، ومؤتمرات صحفية مشتركة.
الى وقت قريب جدا كان المالكي بنظر الاكراد، وبالتحديد بنظر البارزاني عبارة عن ديكتاتور يريد ان يعيد الانفال وحملات الكيمياوي على الاكراد، ووصلت الامور الى ان يتم تشبيهه بالمقبور صدام. وفي نفس الوقت كان البارزاني بنظر المالكي وائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة ليس سوى شخصية ديكتاتورية لاهم له الا ان يكون الحاكم الاوحد في اقليم كردستان لايكتفي بذلك، بل انه يطمح الى التمدد الى ابعد من حدود اقليم كردستان.
بين ليلة وضحاها تحول كل واحد بنظر الاخر الى شخصية وطنية مهمة ومحورية، وبين ليلة وضحاها اصبح الحوار هو السبيل الاسلم لحل ومعالجة الخلافات بين الطرفين، والدستور هو المرجع
من دفع ثمن الصراعات والحملات المتبادلة بين المالكي والبارزاني.. بلا شك من دفع الثمن هو الشعب العراقي، كما دفع ثمن خلافات المالكي مع التيار الصدري ومع المجلس الاعلى ومع السنة..
ماذا سيجني العراقيون من ضحكات وابتسامات زائفة ترتسم على شفاه المالكي والبارزاني.. هل ستوقف تفجير السيارات المفخخة، وهل سترتفع رواتب المتقاعدين، وهل ستغلى الرواتب الخيالية التقاعدية وغير التقاعدية لاعضاء البرلمان والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة،... وهل ستدوم تلك الضحكات والابتسامات، ام انها ستتلاشى وتختفي عند اول منعطف قادم.