في حياتنا اليومية في العمل او السوق او المدرسة او الجامعة , دائما" نجد هؤلاء المتملقين الذين يمجدون ويمتدحون ويثنون على رئسائهم في العمل , لكي ينالوا رضاهم , أو طالب يقول انه فاهم الدرس, وهو غير فاهم ولكنه يتملق فقط لينال رضا المعلم !, او في الجامعة وغيرها كثير , ومن المواقف الطريفة أذكر لكم هذه الحادثة عن رجل ( لوكي ) , مر على عزاء ولكنه لايعرف من المتوفي أو من هم اهل المتوفي فدخل عليهم وهو يقول ( يبو حجي العدل ياهيبة الديوان ), فقال له اهل المتوفي ( ياهيبة ياحجي عدل المرحوم منغولي )! , والكثير من هذه النماذج التي جعلت المسؤولين والسياسيين ورؤساء الدول يطغوا, ويهملوا المواطنين لأن ( اللوكية ) لاينقلوا لهم حقيقة أعمالهم ومشاعر الشعب تجاههم , وانما دائما يمتدحون ويمجدون حتى يصدق المسؤول او الشخص مايقولوا عنه وهو في بعض الأحيان ( غير مقتنع ) بما يقولوه .
ولانذهب بعيدا" عن ( اللوكية ) , فمع تطور العلم الحديث وأنتشار الأنترنت وضهور مواقع التواصل ألأجتماعي ( فيس بوك – تويتر – يوتيوب ....الخ ) , ضهر لنا ( لواكة متطورة فيس بوكية ) , وأصبح ( اللوكية ) على شكل ( كروبات ) وليس افراد !, فمنهم من ينشيء صفحة على الفيس بوك تدعم السيد رئيس الوزراء تحت أسم ( بعد ماننطيها ) , ومنهم من ينشيء كروب تحت مسمى ( أنصار مختار العصر ) , وغيرها من الأسماء كثير , وكلها تمجد وتمدح وتهلل وتطبل للمسؤول , والشعب يموت جوعا" وفقرا" وبطالة وتردي في الأوضاع وألخدمات , ولكن حين تتكلم مع أحد ( اللوكية ) تشعر وكأنك لاتعيش في العراق !, فهو يصور لك المنجزات والمشاريع والأعمار والأمان والرفاه والخيرات التي ينعم بها الشعب لاتعد ولاتحصى !, وأذا لم تكن فعلا" تعيش واقع العراق المر ( تشك بنفسك من كلامهم ) !.
أما ( لوكية ألبنات ) فؤلاء هم الطامة الكبرى في الفيس بوك , بنت تقوم بنشر كلمة واحدة وهي ( هلو ) تجد ١٠٠ أعجاب ( لايك ) و٢٠٠ تعليق ( كومنت ) في دقيقة واحدة !, وأحد التعليقات يقول فيها أحد ( اللوكية ) المخضرمين ( اني انعجبت بيج من الهلو أحس رومانسية وحزينة ؟! لا بربك ) ,السر في كلمة الـ (هلو ) تحتاج الى تدقيق ربما تكون ( طلسم ) يفمهمه ( اللوكية ) ولانفهمه نحن ؟!, وتجد في المقابل شخص ينشر معلومات خطيرة أو معلومات مفيدة أو دراسة مهمة أو كلام جميل أو نقد للحكومة , ومايدور في الشارع العراقي , تجد ٣ أعجابات وتعليق ( مجاملة ) له من صديق مقرب !, وألمشكلة هناك أناس يدعون أنهم مثقفون وعلى مستوى ثقافي عالي ولكن ( أنصدم بيهم ) , حين أجدهم يسيرون على خطى ( اللواكة ) مع ألبنات , نعم أن الرجل يميل دائما" للنساء , ولكن ليس بهذه الطريقة وخصوصا" وهو لايعرف عنها فقط صورة مزيفة وأسم مستعار !.
أرجوا أن نبتعد عن التملق ونقول الحقيقة ولا ( نأله ) البعض من المسؤولين أو المدراء او رؤساء العمل او ألبنات ( الفيس بوكية ) على حساب ألشباب , ونجعل لنا مبدأ ومصداقية وهدف في الحياة ونقول كلمة حق , يقول أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : أنظر إلى ماقيل لا إلى من قال ( صدق امير المؤمنين ) .
الكاتب : محمد ناظم الغانمي