الكل يعلم أن العراق قد عاش أكثر من أربعة عقود في ظل سياسة الإقصاء والتهميش والاستبداد في الحكم آنذاك , وتحت مشرط القتل والتعذيب من قبل السلطة الصدامية المقبورة , ألا أن سقط هذا النظام الدكتاتوري وسقطت كل قيمة ومبادئه البائسة الفاشلة , وبدأت مراحل الحرية والديمقراطية تتفعل يوماً بعد يوم في المجتمع العراقي حتى أخذت حيزاً كبيراً في الأوساط السياسية والاجتماعية .لكن وللأسف الشديد يبدو أن الانظمة الحالية في العراق ( السلطة الحاكمة ) قد سارت بخطى حثيثة مقتفية أثار من سبقها وعاصرها بل زاد علية أضعافاً مضاعفة , وجعل من هذه السياسة منهجاً يبقي نظامه أطول مدة ممكنة , وراح يثير ثقافة الإقصاء والتهميش والاستهانة والضحك على الذقون حتى أدخل البلد في دوامة الفساد الإداري والمالي , ودوامة الطائفية الفئوية المقيتة , دوامة استنزفت كل طاقات البلد وثرواته ,وأرسل أبنائه الى القبور باكراً , وشردت وأيتمت الكثير ..الكثير من العوائل , سياسة وجدت ضالتها في كثير من ضعفاء النفوس , والطامحين الذين استولوا على كل مفاصل الدولة برمتها وجعل العراق تحت وصايتهم وفقاً لقراراتهم وسياستهم الفردية ,( الإقصاء والتهميش ) هذه السياسة أن دلت على شيء , فأنها تدل على داء أصيب بة هؤلاء وهو داء الانزواء والعزلة السياسية . يمر المشهد السياسي الحالي بأطوار لاتنسجم مع مبتغانا رغم شبة علمنا المأمول ولكننا تغافلنا عن وقع أقدامنا وخطوتنا التالية , فبتنا في حالة الحيرة التي تسيطر على المشهد السياسي , نعم أرادة التغيير موجودة ,لكن المعاناة موجودة أيضاً من تلك السياسات التي خرجت من شبعات الأنظمة الدكتاتورية والتسلطية . أمرنا الله تعالى أن نعرف قيمة التعايش ومشاركة الآخرين بالرأي والرأي الآخر مع كل القوميات والأديان وفق سياسة ال ( نحن ) فعبر التنوع يستطيع الإنسان أن يدرك معنى التعايش والتسالم وهو الفطرة والطبيعة البشرية المبنية على التفاعل لقضاء الحوائج وحل المشكلات , باعتبار أن منطلق العقل والدين يدعوان إلى ألانسجام والاحترام المتبادل بين الكل وخاصة على الصعيد السياسي , بعيداً عن الإقصاء والانزواء داخل المنطقة الخضراء ( يارئيس الوزراء ) .