محمود المشهداني ترأس آلبرلمان ألعراقي عام ٢٠٠٦ – ٢٠٠٩م و أُتهم قبل ذلك عام ٢٠٠٤ بآلمادة ٤ إرهاب لتعاونه مع تنظيمات ألقاعدة السّلفية و الأرهابيين و تمّ إعتقاله من قبل وزارة الداخلية العراقية و أطلق سراحه فيما بعد, حيث إتصف بآلعنف و آلشّرور و قلة الأدب و كثيراً ما يستخدم لسانه البذئ و حتى يديه ضد خصمه و عُرف عنه بصاحب النفس و العقلية التكفيرية, و هو سلفيّ أسّس جمعية المُوحدين ألسلفية عام ١٩٨٠م بشكل علني و بمعرفة البعثيين الذين سجنوه لفترة عام تقريباً ثمّ أطلق سراحه لكونه كان ضابطاً و طبيباً يعمل مع الجيش العراقي و بسبب علاقات عائلته الطيبة بحزب البعث!
إنّ مشكلة المشهداني كنموذج .. هي مشكلة كلّ تكفيريّ ضال يميل للعنف و آلقتل و آلذبح و غصب حقوق الناس, بسبب ألنّفس ألسّلفي ألذي توارثوهُ من شيوخ "سقيفة بني ساعدة" و الذي يطغى عليهم بوضوح .. بعيداً عن ألعقلانيّة و آلأعتدال و آلأنصاف وآلحقّ !
لقد إتّصف ألمشهداني بحالة ألخلط و العشوائيّة و التّعصب ألأعمى و الأنانيّة على حساب حقوق ألآخرين, حيث إشترط بعد ما رفضته كتلته في "جبهة التوافق السّنية" التى كانت تمثل السنة في الحكومة العراقية؛ إشترط مقابل إستقالته بأنْ يُدفع لهُ راتباً تقاعدياً مقداره ٢٠ مليون دينار شهرياً, بينما مُعدّل ألرّواتب في العراق للعاملين مع الحكومة لا يتجاوز النصف مليون دينار عراقي لِيَقتطِعْ بتلك آلملايين حقوق ملايين ألأرامل و الثكالى و المحتاجين و الفقراء في العراق!
و هكذا إوحت لهُ نفسه الأمارة بآلسّوء ليملأ بطنهُ بآلمال الحرام لينتفخ بطنه ثم ليكتب ما أوحت له تلك النفس الأمارة بآلسوء و التكفير و القتل و الظلم ألمُمتد جذوره من "سقيفة بني ساعدة" ألتي تجَسّدتْ فيها كلّ قيم الجاهلية و آلخيانة و الأحقاد القبلية و التكفيرية لتنعكس بقوة على كل الأزمنة الاسلامية و إلى يومنا هذا ليعيش آلأسلام ألفتنٌ بعد آلفتنٌ لتُضاف و تصطف بجانب فتنة آلخليفة "عمر بن الخطاب" ألتي إعترف بها أنذاك بنفسه بعد خراب الاسلام و المسلمين حين قال:
[لقد كانت السقيفة فتنة وقانا الله شرها]!
و نتساأل؛ أيّة وقاية وقّى آلله بها الأسلام و المسلمين!؟
و أي نجاة تمّ للاسلام و المسلمين من وراء تلك الفتنة!؟
أ لا تعيش جميع الشعوب و الدول العربية و الأسلامية الأربع و الخمسين اليوم أسوء أيامها لتخبطها في عقيدتها الأسلامية ألتي غيرتم قواعدها و أصولها حتى إختلط فيها آلحقّ و الباطل بأبشع صوره بسبب المبادئ المنحرفة التي توارثها معاوية و اسلافه عبر التأريخ و من بعده ألسلفيون حتى يومنا هذا بعد ما ماتت قلوبهم و تجمّدت عقولهم و إدراكهم لفهم حقيقة الاسلام المحمدي الاصيل!؟
و هنا لا أخاطب فقط السيد محمود ألمشهداني كطبيب .. حيث ثبت لي أن الكثير من الشّهادات التي منحت للعراقيين إبان حكم صدام والبعث كانت غير علمية و حقيقية!
بل سنتحاكم معه كباحث سلفي من خلال ما طرحه مؤخراً من أفكار سلفية متخلفة في كتاب له بعنوان: [أحاديث في الأسلام السياسي] و الذي نشر على موقع الرافدين!
فآلعنوان الكبير الذي ركّز عليه هو إعتقاده [بأنّ الحكم الأسلامي لا يتأتى إلّا من خلال إيجاد تأثير ألكتاب و آلسُّنة و آلأجماع على حكومات ألمجتمعات, و إنّ السياسة في آلدِّين ليستْ قِيَماً أخلاقيّة و حدوداً قانونيّة جزائيّة, بلْ هي سدّ ألجّوع و آلفقر و آلبطالة و آلأزمات و رعاية ألصّحة و تخطيط تنموي كلّي لا جزئي] و بغضّ ألنظر عن عدم ذكرك أو ربّما نسيانك للمصدر الرابع للحكم الأسلاميّ و هو القياس بحسب مبادئ أهل السقيفة فأنك قد كشفت حقيقة عقيدتك.
و قبل الأشارة إلى آلأخطاء ألجّوهرية ألتي إبتليتَ و أُصبتَ بها و من معكَ على الخط بسبب إعتمادك على كتاب الله و السنة و الأجماع بحسب قياسات أسلافك من دون ذكر ألثقل الآخر و هو "العترة الطاهرة" ألذين إعتبرهم الرسول(ص) بمثابة الثقل الثاني بجانب الثقل الأول(الكتاب) و أنهما لا يفترقا حتى يردا عليّ الحوض, بلْ و أكثر من هذا جعل حبّ أهل البيت(ع) – بمعنى موالاتهم و تقديمهم على جميع الناس بلا إستثناء في الحكم و القيادة من بعده هو المعيار لدخول الجنة و بعكسه هو المعيار لدخول النار و العياذ بآلله بحسب الآية المحكمة:[ قلْ لا أسئلكم عليه أجراً إلّا المودة في القربى]!
لا نريد أن نتناقش في هذا الخطأ الجوهري ألذي وقع فيه المشهداني على الرغم من وروده و تأكّده في صحاحهم كآلترمذي و مسلم و آلبخاري و غيرهم ناهيك عن مصادر خط أهل البيت(ع)؛ بل نقول له أيها المُفتري:
أيّ سدّ جوع و فقر و بطالة و أزمة و رعاية صحية و تخطيط تنموي تعني في مقولتك يا هذا؛ و أنت بنفسك إقتطعتَ من قوت و دم فقراء و أرامل العراق ألملايين من الدنانير بغير حقّ حين فرضتَ على مجلس ألنواب ألمجرمين شرطكَ ألتقاعدي ألظالم مُقابل تقديم إستقالتكَ من المجلس بعد ما طردتك جبهتك التوافقية من صفوفهم!؟
أ ليس هذا هو النفاق و آلظلم و التّعدي بعينه على حقوق الناس الفقراء ألذين يُعانون الجوع و المرض و الفقر و الفاقة يا أيها المشهداني!
أ ليس هذا هو آلتجاوز الواضح و عن سبق الأصرار على حقوق المظلومين و الفقراء العراقيين بآلذات و بآلتالي حقوق الله و نبيه و المؤمنين!
لماذا هذا الكذب و الخداع و التزوير و النفاق و أنت تدعي تطبيقك لسنة الله و رسوله!؟
هل تلك كانت هي سنة الله و رسوله !؟
أم سنة "ألشّيخين" و معهم الخليفة "عثمان بن عفان" ألذين فرّقوا في العطاء بين المسلمين على أساس التعصب القبلي و العشائري و القومي .. ذلك التميز في العطاء الذي إعتبره الأمام علي(ع) و من معه كأبا ذر الغفاري ظلماً و فساداً في الأرض, ممّا سبب لهُ – أيّ للأمام علي(ع) - موقفه هذا مشاكل كبيرة كانت السبب الأساسي في شهادته و انهاء حكمه العادل الذي رفض الظلم و الطبقية و التفريق في العطاء كسنة للخلفاء و التربية المنحرفة التي تربى عليها الزبير و عمر بن العاص و أمثالهم من النفعيين والمقربين لسياسة الخلفاء!؟
ثمّ متى كانت الأمّة على حقّ .. بل كيف يُمكن أن تكون الأمة على حقّ و روادها و خلفائها بهذا المستوى!؟
أ ليست هذه أمّتك العربية ألضّالة اليوم؛ وهي تتخبط يميناً و شمالاً و لا تدري أين الحق و أين الباطل!؟
أو أين الظالم و أين المظلوم!؟
بل و تتحكم بهم الصهيونية من الأندلس غرباً و حتى العراق شرقاً!؟
و ليس هذا فقط .. بل آلصهيونية اليوم تتحكم بتفاصيل حياة و سياسة آلسّلفيين و توجههم كيفما تشاء في كل العالم خصوصاً في بلاد الشام و مصر و أفغانستان و باكستان لغوض آلمغامرات و آلمعارك ألخطيرة و الأرهاب المنظم لتدمير مستقبل الأمة و كرامتها لتحقيق أهداف الأمبريالية بقيادة المنظمة الأقتصادية العالمية, و هذا ما أكّده و إعترف به حتى بعض قادة السلفيين في لحظة من صحوة ألضمير!
فكيف يكون إجماع الأمة صحيحاً و طلائعها ألسّلفية و الأخوانجية بهذا الحال والمستوى .. حيث يقفون اليوم بوجه المقاومين للأحتلال الصهيوني و المخططات الأمريكية في كلّ الدول العربية والأسلامية, و يفجرون الناس و يذبحونهم بدم بارد!؟
كلّ هذا آلخلط و التشويه و الأنحراف والأجرام ما كان ليكون لولا أنّكم إعْتبرتم و إعْتقدتم بأنّ جميع آلصّحابة عدول, و من هنا بدأ مكامن آلأنحراف حتّى بلغ ما بلغ في مداهُ و آثاره التخريبية في يومنا هذا .. بحيث أصبح آلسّلفي يُقاتل جنباً إلى جنب نيابة عن إسرائيل لتحقيق أهداف أعداء الأمة الأسلامية بوقوفهم ضد المخلصين ألمقاومين و بعضهم – أيّ السّلفيون – يهتفون بكلّ غباء "الموت لأسرائيل"!
فتابعوا معنا ألمزيد عن حقيقة هؤلاء ألسّلفيين المجرمين ألمنافقين من أمثال المشهداني في الحلقة القادمة إن شاء الله.
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي