الفكر الأصيل والتاريخ المشرف والروح الوطنية والأمانة تجاه الوطن , نقيض لفكر الأستبداد والتفرد والدكتاتورية والظلم , ميراث كبير من التضحيات وعوائل الشهداء والسفر الخالد من تمازج الأصول العلمية والدينية والأخلاقية والألتزام للرسالة الخالدة , رؤوس أبت ان تخضع للأستعباد وبطش الجلاد وحملت هموم وشجون الوطن بين طيات انفاسها , قارعت الدكتاتورية في المنفى وشاركت المجاهدين في الاهوار , حملت على صدرها قضية العراق ومظلومية شعبه وأستباحة حرماته , مأساة لم يعرف لها التاريخ من مثيل وأبطال تحملوا غربة المنفى والدفاع في الأهوار ومشاركة المظلومين والمحرومين همومهم , فارقوا الاحبة والاصدقاء والعوائل , نذروا الغالي والنفيس من أجل وطن تطارده غربان الظلام وسياط الجلادين , قضية شعب وقفت ضدها كل الأنظمة وتكالب كل القوى لأبادة شعب كامل والتمتع بخيرات شعب أما قابع في السجون او مطارد من الأجهزة القمعية , السيد عبدالعزيز الحكيم حمل تلك القضية ولم تفارقه ليل نهار , حمل رسالة والده السيد محسن الحكيم في وحدة العراق وكفاح شهيد المحراب ضد الدكتاتورية , نقل معناة شعب كامل الى المحافل الدولية وشارك أخوانه المجاهدين في حرارة الصيف وبرد الشتاء , وما ان عاد الى وطنه الحبيب لم يدخر جهداً في إتمام رسالته ومشروع بناء الدولة التي يرومها , تحرك على كل المستويات الوطنية والشعبية والعالمية , وكان نقطة الألتقاء ومحور يدور حوله الفرقاء , لم يتوقف سعيه الواضح لكتابة الدستور بأيادي عراقية منتخبة وترسيخ مفاهيم الديمقراطية التي تحترم حقوق كل المكونات والأعراق , همه الأول أعادة السيادة للعراق ومنها أخراجه من طائلة البند السابع والعقوبات الدولية , وإخراج قوات الاحتلال الدولية من خلال إنشاء حكومة عراقية تشارك فيها كل القوى الوطنية تعيد للمؤوسسات هيبتها , عزيز العراق الى أخر لحظات من حياته , تحمل الكثير من الألام والأهات والمرض وكان يوصي بوحدة العراق , وسيادة ارضه وتشكيل قوى وطنية قادرة على التوازن السياسي والقرار الصائب , والعمل على اقرار مضامين الديمقراطية بماهيتها التي تكفل حق المشاركة في القرار وصناعتة بأيادي وطنية بعيدة عن التأثيرات الخارجية , أعلن صراحة في بناء التحالف الوطني العراقي وفي المقابل تمنى ان تكون كتل كبيرة توازي هذا التحالف لأنضاج التشريعات والعمل الحكومي , لم يكن في اولوياته التمترس خلف الطائفية والعرقية والقومية والسلطة , أنصهر في بناء دولة تكفل لمواطنيها العدالة الاجتماعية والمساواة وأعادة الحقوق وانصاف المظلومين والمحرومين , الفكر الأصيل الذي أسس له عزيز العراق لا يزال خالداً من تاريخه الوطني الذي لم يساوم على حساب وحدة العراق وسيادته في ارضه وحقوق شعبه , فحمل الامانة وصانها شعوراً منه بتلك المداليل الراسخة من ارثه الجهادي الطويل وتاريخه العائلي العريق من تاريخ تأسيس الدولة العراقية الى أرساء نظام ديمقراطي مستقر قادر على احتواء كل الأطياف يذوب في بودقة وطن جريح يتحمل قادته المسؤولية الكبرى لأعادة حقوقه , نذر عزيز العراق نفسه لهذا الوطن وصارع الدكتاتورية الى أخر انفاسه , وترك بصماته الواضحة وأسس لسيادة العراق وشعبه , وحقق حلم وأمال الجماهير بالخروج من الظلم والاستبداد والتفرد والعودة للدكتاتورية وحكم الحزب الواحد , السيد عبادالعزيز أنموذجاً للقائد الميداني في ساحات الجهاد والمفكر والسياسي المحنك في اروقة السياسة .