ألمشهداني و آلقيم ألأسلامية ألسّلفيّة:
ألمشهداني يرى و كما ورد في مقاله(أحاديث في الأسلام السياسي):
( بأنّ جميع الصحابة عدول) ..
كما يرى (بأن إيران و تركيا آفلتان) ..
و يعتقد (بأنّ السّلفيين المعاصرين دون غيرهم هم المســلمين و السائرين على خط الرسالة) ..
و بجانب هذا كلّه لا يذكر .. بل أنكر بتعمد و تعصب وجود أيّ دور أو مكانة لأئمة أهل البيت(ع) في آلأسلام بل قدّم عليهم آلصّحابة حتى و إن كانوا قد إرتكبوا الجرائم الكبرى بحق الأسلام و المسلمين و للأسف الشديد ..
و أخيراً لا ينكر أيّ دور للعقل في معرفة آلأحكام و الواقع الأنساني!
و نقول في جوابنا:
أمّا بآلنسبة لعقيدته بكون جميع الصحابة عدول؛ فأنني أتساءل و أقول:
هل يا سيد محمود تفهم معنى العدالة و خصوصياتها كمصطلح فقهي أو لغوي على الأقل!؟
بآلطبع يقيناً و بآلأستناد إلى النتائج أعلاه فقد ثبت لي بأنه لم يفهم أبسط معاني و أبجديات العدالة و لم يعرف أبسط خصوصياتها و معانيها اللغوية أو الأصطلاحية .. لأنه لو كان يعلم ذلك ما كان أطلقَ تلك الصّفة(العدالة) على جميع الصّحابة الذين بعضهم إرتكب أبشع أنواع المُحرّمات و آلرذائل و الظلامات و آلجرائم بحقّ النّاس؛ كآلزنى المحصن و الغدر و غصب حقوق الناس و في مقدمتهم حق أهل البيت و حتى إرتكاب القتل – كمقتل مالك بن نويرة - أو تغيير ألسُّنن والأحكام الألهية من قبل بعض خلفائهم!؟
فكيف يُمكن أن يكون الأنسان .- أيّ إنسان – عادلاً و هو يرتكب كلّ تلك آلجرائم و الذنوب الكبيرة .. بل و أكبر من الكبيرة!؟
أيّ دين هذا الذي يقِرّ "ألعدالة" لصحابيّ "كخالد بن آلوليد" مثلاً ألذي إرتكب السّرقات و الزنى المحصن و القتل و تغيير سنة الرسول العظيم(ص) و أحكام الله و بعلم و توجيه الخليفة الأول!؟
و كذلك ما فعله بعض الصحابة علناً و أمام مرآى الناس بتغيير أحكام الله تعالى الثابتة بلا حياء كما فعل الخليفة الثاني الذي قال:
(مُتعتان كانتا على عهد رسول الله(ص) و أنا أحرّمهما؛ مُتعة الحجّ و مُتعة النساء)!؟
لا أعتقد و لا أعتقد بوجود إنسانٍ سويٍّ واحد في آلعالم كلّه يعتقد بأنّ هناك ديناً أو مذهباً أنسانيّاً أو حتى معتقداً أرضيّاً يقُرّ بعدالة من نُسب له كلّ ذلك .. إلّا آللهم أنْ يكون كاذباً أو منافقاً و مجرماً محترفاً يُعادي الله و رسوله و يعتقد بمبادئ الصهيونية و الميكافيلية!؟ و عندها يكون القلم مرفوعاً عن أمثال هؤلاء!
أنا – و أعوذ بآلله من الأنا – أوصي هذا السلفي بأن يُطالع القرآن بوعي من جديد ليرى الكثير من الآيات التي أشارت و في مواضع كثيرة من القرآن الكريم إلى إنحراف ألكثير من الصحابة و خيانتهم للرسول(ص) و حتى نفاقهم و في أيام حياته المباركة!
هذا ناهيك عن أفعالهم و مواقفهم المخزية بعد وفاته عليه السلام .. من غصب للخلافةو سرقة فدك من فاطمة و قتل الصحابة النّجباء كمالك بن نويرة و الزنى المحصن الذي إرتكبوه بحق زوجته و زوجات أصحابه من قبل جلاوزة الخليفة الأول و ما إلى ذلك من جرائم كبرى يندى له جبين الأنسانية إلى يوم الدين!
هذا بآلأضافة إلى تغيير أحكام الشرع الأسلامي و كما أسلفنا في تحريم ما حلل الله و بآلعكس و بإعتراف عمر بن الخطاب حيث قال:
[مُتعتان كانتا على عهد رسول الله و أنا أحرّمهما؛ متعة الحجّ و متعة النساء]!
أ ليس حلال محمد حلال إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامة!؟
فكيف يمكنك أن تطلق صفة العدالة على من غير سنة الله و رسوله!؟
بعد كل هذا تأتي و تقول في مقالك الغريب الشّاذ:
[ألسّلفي فقط هو الموحد و السائر على خط الرّسالة]!؟
سبحان الله .. كلامك هذا يشبه كلام السلفي الذي سبقك "محمد بن عبد الوهاب" حين كفّرَ جميع المسلمين و آمن بكل تابع له فقط!
و لعلك طالعت مذكرات "ألمسس بل" الجاسوسة البريطانية التي مهدت لنشر الفكر السلفي في البلاد العربية أنطلاقاً من الحجاز الذي سمّته بإسم عائلة آل سعود بآلمملكة العربية السعودية و كأن أرض الله ملك لآل سعود!
فتوالد القتل و الغارات و آلأرهاب منذ ذلك الحين على امة محمد و بآلذات الذين يمثلون خط الأسلام المحمدي الأصيل!
فما حدث و يحدث في العراق اليوم من إرهاب و قتل؛ إنما هي نتيجة ذلك الخط السلفي البغيض المنحرف ألذي أسس جذوره معاوية بن أبي سفيان كوارث شرعي لشيوخ سقيفة بني ساعدة ألذين وضعوا حجر الأساس للقضاء على دين محمد و آل محمد عليهم أفضل الصلاة و السلام ألذين هم الثقل الثاني في المنظومة الأسلامية الكونية بحسب ما ورد في كتبتك التي تعتبرها هي لصحيحة دون غيرها!
هذه الأنحرافات الخطيرة ألأجرامية إعتبرتها مجرّد أخطاء سطحية – و لا أدري هل لضعف لغتك العربية أم لضعف عقيدتك أم الأثنان معاً!؟
فكيف يُمكن أن يكون القتل المتعمد و المبرمج و المستمر لقرون طويلة مجرّد أخطاءاً بسيطة للمنتسبين لأهل السنة السّلفية بحسب تقريرك!؟
بيد أن قتل النفس و الزنى المحصن يُعتبران من أكبر الذنوب .. بل من أكبر الكبائر: إنها ذنوباً عظيمة ما بعدها ذنب يا أيها المشهداني ألذي حاولت و من سبقك أن تُحرّفوا حقائق القرآن و السنة النبوية الصحيحة والنصوص الاسلامية الثابتة!
بل و الغريب في مقالك؛ أنك ركّزتَ بدفاعك عن السّلفيين بعد كل هذا بآلقول: [إنّ ما لحق بآلربيع العربي من هجوم شامل خارجي و داخلي على السّلفيين خصوصاً داخل السنة و الجماعة كان بدعوى الخوف من حكم الأسلاميين, و السلفية تحت نار الهجوم الظاهري و الباطني]!
و تقول أيضاً: [حقاً إنّ أخطاء السلفيين كان – يفترض أن يكون كانت - كآلشعرة السوداء في الثور الأبيض]!
و الأكثر غرابة بعد كل هذا تقول و أنت في حيرة من الأمور و من نفسك: [أنا في حيرة و لا يزال سواي مثلها, في مشارق الأرض و مغاربها و أسئلة على الأختلاف و الأتفاق و الثوابت و المتغيرات], و ختمتَ قولك في هذا المجال و كأنك تواسي نفسك المعقدة قائلاً:
[أنا لا أملك أجوبة ألبتة على هذا البُعد, و لعلي أجد الراحة في أنّ جلّ عقلاء الأمة لا يملكون أجوبة لأسئلتي في زمن الفتنة]!؟
على ما يبدوا بوضوح؛ أنك إعتمدت على تلك الأسئلة الغبية على ذلك التراكم التأريخي ألذي إحتوى الغث و آلسّمين؛ الصدق و الكذب؛ ألتزوير و التحريف؛ ألنفاق و الكفر و كل أنواع الموبقات بحث اصبح في كثير من صفحات كتبكم ما هو حرام حلال و ما هو حلال حرام للأسف الشديد, فتاه عليكم كما يقول المثل العراقي ؛ الخيط و العصفور!
و لعمري هذا من أكبر الأنحرافات الفكرية و العقائدية التي إبتليت بها أنت أو من سبقك على هذا الخط .. بل سيرافق هذا الأنحراف كل من يؤمن بمقالك هذا!
و السبب في كل ذلك لأنك تجاهلت الخط العلوي .. أو لنقل بصراحة فصلت كتاب الله عن العترة الطاهرة فضللت الطريق لأنك لم تلتزم بما قاله الله على لسان نبيه حين قال:
(إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض), و لأنكم فرّقتم بين كتاب الله و أهل البيت(ع) فأصابكم ما أصابكم من الأنحرافات و المآزق و الضلال!
و كان هذا مصير كل من سبقك حين أغمضوا عيونهم عن الحق المبين, و سيكون مصير كل من يسير عليه كذلك ما لم يُؤمنوا بتلك الحقيقة الواضحة كآلشمس ألتي طالما حاولتم تغطيتها بغربال!
فها هو دين محمد بدأ يشق طريقه بقوة و إقتدار في أوساط الأمة – بل العالم - بعد الثورة الأسلامية المباركة ألتي أحدثتْ الصحوة الكبرى في جميع المجتمعات العالمية, لكنك و أمثالك أنكرتم ذلك للأسف الشديد بتعمد و حقد دفين حتى اعمتك العصبية الجاهلية من معرفة الحق لأن قلبك محجوب عن رؤية الحق و حقيقة الثورة الأسلامية المباركة في إيران ألتي وحدها تقف اليوم أمام الصهيوسلفية المجرمة بقيادة و أموال شيوخ الأنبطاح و الضلال في الأزهر و دول الخليج و باقي بلدان العار العربية!
لقد بان جهلك و حقدك الدفين حين حاولت مراراً في مقالك بجعل إيران الثورة و الأباء ألتي تُقاتل وحدها ضد الصهيونية و الأمبريالية العالمية بمصاف تركيا التي مهّدت للظالمين على أرضها لبناء القواعد والمعسكرات الصهيونية و الأمريكية لضرب الأسلام و ثورتها العملاقة في آلدولة الأسلامية المباركة!
وهذا شيئ طبيعي لك و لمن معك .. لكونك لا تُشخص الحق من الباطل, و الظالم من المظلوم و المعتدي عن المعتدى عليه, و هكذا ضاعت عليكم آلحقيقة و من أوسع أبوابها للأسف الشديد!
نعم .. لقد تبيّن بوضوح إهمالك و جهلك للبعث الأسلامي الجديد بقيادة الأمام الخميني(رض) و الأمام الفيلسوف محمد باقر الصدر(قدس) أللذين مثّلا العمق الأسلامي الفكري الأصيل في زماننا هذا؛ حين قلت: (إيران و تركيا آفلاتان)!
بينما تعلم و يعلم جميع العالمين بأن حزب الرفاة التركي الأتاتوركي حين وصل للحكم بمساعدة الجيش و المخابرات الأسرائيلية - قد مهدوا – كردٍّ للجميل لتأسيس و نشأة القواعد العسكرية و منظومات الصواريخ الأمريكية التابعة للحلف الأطلسي لمراقبة الثورة الأسلامية في إيران, بل الحكومة التركية ما برحت تتوسل بذلة بآلغرب لقبولها كعضوة في المجلس الأوربي!
يا لها من مقارنات ظالمة و عمىً ما بعده عمى!؟
لقد وصل درجة العمى بك و بآلسّلفين حدّاً بتم معها لا تُفرّقون بين الحق و الباطل؛ بين القاتل و المقتول؛ بين الظالم و المظلوم, بل وصل الحدّ بكم لئن تُديروا بظهوركم عن العدو الحقيقي للأمة المتمثل بآلصهاينة لضرب الثورة ألأسلامية العظيمة و توابعها من المقاومين في بلاد الأسلام بدعم و بأسلحة اليهود و الأمريكان, و ما يجري في بلاد الشام و سوريا بآلذات خير مثال على تيه و ضلال السلفيين المجرمين!؟
فهل هناك أنحراف أكبر من هذا في عقيدتكم و مواقفكم .. لكنك قلت و بلا حياء: (بأنّ السّلفيين المعاصرين دون غيرهم هم المســلمين و السّائرين على خط الرسالة!؟
و لم يتوقف الأمر عند ذلك الحدّ .. بل حاولت و كرّرتَ القول بجعل حزب الدعوة ألذي سمّي بحزب الشهداء – رغم بعض مساوئه – بموازاة و مصاف الحزب الأسلامي ألذي كان ندّاً له .. و كذا حزب آلأخوان المسلمين ألذين قبلوا بكل المعاهدات و الأتفاقيات التي وقعها آلسادات و حسني مبارك والحكومات العربية مع اليهود ككامب ديفيد و المعاهدات الأقتصادية و حتى السفارات و المكاتب اليهودية في مصر و الدول العربية مقابل مجيئهم للحكم في مصر, أمّا الحزب الاسلامي فغنّي عن التعريف بكونه الحزب الأنتهازي ألذي مثله وترأسه البعثيون من أمثال الدكتور محسن عبد الحميد و طارق الهاشمي و غيرهم من الأرهابين الذين أوقعوا عشرات الآلاف من الضحايا في الشعب العراقي! و لا أعتقد بوجود حاجة للتعريف أكثر بحزب البعث و آلبعثيين؛ حزب النذالة و الجبن و الجهل و الأجرام!
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي