:: آخر الأخبار ::
الأخبار رئيس البرلمان العراقي يقترح على ايران دعم استقرار سوريا (التاريخ: ٤ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١٠:٤٧ ص) الأخبار الكهرباء ترسل تطمينات بخصوص خطة التشغيل الصيفية (التاريخ: ٣ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٣:٥٥ م) الأخبار ايران تزيح الستار عن منظومة باور ٣٧٣ للدفاع الجوي بنسختها المطورة (التاريخ: ٢ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٤:٣٩ م) الأخبار القضاء على (٧) ارهابيين في صلاح الدين بضربات جوية (التاريخ: ٢ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١٢:١٠ م) الأخبار العراق: الإعدام بحق تجار مخدرات ضبطت بحوزتهم ١٨٦ كغم (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٩:١٢ ص) الأخبار وزارة الكهرباء: الوقود (تحدي اكبر) (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٨:٢٧ ص) الأخبار القاء القبض على مسلح يخطط لقتل وزراء ترامب (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٨:٢٣ ص) الأخبار عراقجي: الهجوم على المنشآت النووية في ايران سيؤدي الى كارثة سيئة في المنطقة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:٤٩ م) الأخبار ترامب: لم أتراجع عن فكرة نقل الفلسطينيين من غزة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:١٩ م) الأخبار اندلاع حريق في احد مخازن السيراميك في مدينة كربلاء المقدسة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:٠٢ م)
 :: جديد المقالات ::
المقالات مركز صحي خيري في البصرة .. بشراكة الهلالين العراقي والكويتي (التاريخ: ١٥ / يناير / ٢٠٢٥ م) المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه ) (التاريخ: ١٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ (التاريخ: ٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كِيدوا كيدَكُم (التاريخ: ٢٣ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب.. (التاريخ: ١١ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟ (التاريخ: ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية (التاريخ: ٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم) (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م)
 القائمة الرئيسية
 البحث في الموقع
 التأريخ
٥ / شعبان المعظّم / ١٤٤٦ هـ.ق
١٦ / بهمن / ١٤٠٣ هـ.ش
٤ / فبراير / ٢٠٢٥ م
 الإحصائيات:
عدد المتواجدون حالياً: ٤٠١
عدد زيارات اليوم: ٧٦,٩٣٦
عدد زيارات اليوم الماضي: ١٤٢,٣٧١
أكثر عدد زيارات: ٢٨٧,٠٨١ (٧ / أغسطس / ٢٠١٤ م)
عدد الزيارات الكلية: ١٨٦,٨٢٨,٢١٧
عدد جميع الطلبات: ١٨٣,٨١٨,٣٦٤

الأقسام: ٣٤
المقالات: ١١,٣٢٠
الأخبار: ٣٨,٩٠٨
الملفات: ١٥,٢٢٤
الأشخاص: ١,٠٦٢
التعليقات: ٢,٤٣٦
 
 ::: تواصل معنا :::
 المقالات

المقالات التحليل السياسي : حسني ومرسي ..الزنزانة المصرية هل مازالت تتسع؟

القسم القسم: المقالات الشخص الكاتب: مؤسسة وطنيون الاعلامية التاريخ التاريخ: ٢٤ / يوليو / ٢٠١٣ م المشاهدات المشاهدات: ٤٣٠٤ التعليقات التعليقات: ٠

لم تكن ارض مصر ثابتة الرحى السياسية في استقبال مايسمى الربيع العربي بعدما انطلقت في ٢٥ يناير من عام ٢٠١١ لتضع حكم حسني مبارك خارج نطاق السلطة , فكما يبدو ان الثورة المصرية تضم في جنباتها اكثر من فصل, ليكون ٣٠ يونيو ٢٠١٣ الجزء اللاحق لها والذي اسفر عن عزل رئيس الجمهورية محمد مرسي وتولي المجلس العسكري ادارة البلاد.

الاحداث المتلاطمة في الجرف السياسي المصري وعلى الرغم في اختلاف التسميات التي اطلقت على انتفاضة ٣٠ يونيو سواء تصحيح للمسار او انقلاب على الشرعية, وضعت مصر امام جملة من التحديات الجديدة على الجانب الداخلي والخارج الدولي والاقليمي، وفتحت باب الاحتمالات فيما ستكون عليه مصر ما بعد الاخوان , فضلا عن ان صدى تلك الاحداث لا ينفك من تأثير مجرياته على المشهد العربي والاسلامي بل وعلى مستوى منطقة الشرق المتوسط بشكل عام, فما سقط في مصر قد اسقط معه اجزاء في بلدان اخرى وفي الوقت ذاته اعطى تأشيرة الحياة السياسية لبعض القوى  في مصر ومن يرتبط بتلك المعادلات معها داخليا وخارجيا, فالقضية المصرية باتت اكبر من حجمها الديموغرافي وهو ما يدفع بجملة استفهامات على طاولة تفكيك المعلومة واسقاطات الخبر :
•    لماذا اسقط الرئيس مرسي ؟
•    ماهي ابرز المحركات الداخلية والخارجية لتلك المظاهرات ؟
•    هل سينتهي الفصل الاخير لسقوط الرؤساء في مصر ام هنالك فصولا اخرى ؟
•    ماهو الاثر الاقليمي والدولي للاحداث المصرية على المنطقة بشكل عام والعراق على وجه الخصوص ؟
•    الاخوان المسلمون اين سيكون موقعهم في الخارطة السياسية المصرية ؟.
•    هل ستشهد مصر حروبا اهلية واقتتال طائفي؟.
مانطق به الاعلام:
•    وصفت جريدة القبس الكويتية مظاهرات الثلاثين من يونيو, بأنها ثورة أطلقها المصريون لاستعادة ثورة ٢٥ يناير، مشيرة لسياسة الإخوان المسلمين الذين يراهنون على سياسة النفس الطويل، إلا أنها أشارت لموقف الجيش المصرى الذى وصفته بالموقف الأكثر غموضاً فى المشهد المصرى والذي يحمل علامة الاستفهام الكبرى من الجميع من دون استثناء.
•    صحيفة الوطن القطرية وصفت ما يحدث فى مصر بالثورتين، الأولى مع الرئيس والثانية ضده، حيث أوضحت حركة الاحتجاجات الواسعة التى خاضتها القوى الثورية والشعب المصرى فى كافة المحافظات ضد الرئيس والمطالبة بإسقاطه، وعلى جانب آخر عرضت لوضع معتصمى رابعة العدوية والمؤيدين للرئيس.
•    اوضحت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية ان الثورة المصرية الثانية هزت الشرق الاوسط اكثر من سقوط الرئيس المصرى الاسبق محمد حسنى مبارك عام ٢٠١١ حيث حطم السقوط السريع لمحمد مرسى ولحكومة الاخوان المسلمين، نموذجا كان يستخدم لقراءة وتحليل الموقف الاقليمى برمته سواء لدى المؤيدين او المعارضين للربيع العربى.
•    صحيفة «حريت» التركية، بينت أنه بعد خيبة الأمل التي شعرت بها تركيا إزاء «الانقلاب العسكري» في مصر، والذي أطاح بأفضل حليف إقليمي لها وهو الرئيس المعزول محمد مرسي، تسعى الدبلوماسية التركية إلى تعديل مجمل سياستها في الشرق الأوسط مع تأكيد خاص على الكيفية التي سوف يتطور بها الربيع العربي وسط الاضطرابات المستمرة في مصر وسوريا.
•    صحيفة ديلي تلغراف  عرضت مقالا ,علق على موقف بريطانيا من الأحداث في مصر، مشيرا إلى أن وليام هيج لم يكن شجاعا كما ينبغي له كوزير خارجية، ولم يبد هو ولا ورئيس الوزراء أدنى ميل في تحدي المعايير الأساسية للسياسة الخارجية، كما رسخها رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، وأضاف أن بريطانيا لن تفعل أي شيء يغضب أو حتى يضايق الولايات المتحدة.
الاصداء الدولية لعزل مرسي
•    الرئيس الامريكي باراك اوباما, قال , نشعر بقلق عميق تجاه قرار القوات المسلحة المصرية عزل الرئيس مرسى، وأنني أناشد الآن المؤسسة العسكرية والمصريين أن تتصرف على وجه السرعة وبمسئولية كاملة لإعادة كامل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطية في أقرب فرصة ممكنة.
•    رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) اليكسي بوشكوف  بين ,أن إزاحة الرئيس المصري محمد مرسي عن السلطة يثبت أن "الربيع العربي" لم يجلب سوى "الفوضى"، وأن "الديموقراطية لا تنجح في الدول غير الغربية".
•    الصين اعلنت  تأييد "خيار الشعب المصري"، داعيةً للحوار بين جميع الأطراف. كما أكدت بكين ضرورة تفادي "جميع الأطراف المعنيين في مصر اللجوء الى العنف، وأن يتمكنوا من حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور بهدف تحقيق المصالحة والإستقرار الإجتماعي".
•    بيان بثه التلفزيون الرسمي السوري وصف إطاحة الجيش المصري للرئيس محمد مرسي "بالإنجاز الكبير" و"الإنعطاف الجذري" لصالح الديمقراطية، مشيرةً الى ضرورة اهتداء الشعوب بهذا التحول لإسقاط "هذه التجربة الفاشلة"،.
•    وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقد صرّح أن بلاده "ستعمل" مع السلطة الجديدة في مصر، مؤكداً من جديد أن بلاده لا تدعم "التدخلات العسكرية".
•    نائب رئيس الوزراء التركي بوزداغ اعرب عن إن "تغيير الرئيس في مصر لم يأت نتيجة إرادة شعبية، لم يكن التغيير متماشياً مع القانون والديموقراطية".
•    وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله  وصف ما حصل في مصر "انتكاسة كبيرة للديمقراطية"
•    وزير خارجية الجمهورية الايرانية  علي اكبر صالحي اكد  ان "الشعب المصري هو الذي يجب ان يحدد مصير بلاده". كما انه اشاد بالجيش المصري ووصفه بالجيش الوطني.
•     رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اوضح في بيان له "في الوقت الذي نجدد فيه وقوفنا الى جانب الشعب المصري الشقيق والخيارات السديدة، نؤكد أن ثقتنا لا تتزعزع بقدرة مصر وشعبها العزيز على تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة دورها على المستويين الإقليمي والدولي".
مصر .. الفصل الثاني من الثورة
   يبدو ان التحول الذي شهده تنظيم الاخوان المسلمين من تشريد واعتقالات وتغييب وعلى مدار اكثر من ثلاثة عقود في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك  وتحولهم من مهمشين الى سلطويين في حكومة مرسي مابعد انتفاضة ٢٥ يناير, قد اوقع حزب الحرية والعدالة في فخ التصدي والرئاسة لشعب اعظم تحدياته رغيف الخبز أذا ما قلنا ان الاخير من يحمل تأشيرة الدخول الى قلوب المصريين, فضلا عن الكثير من المعوقات الاخرى التى تواجه النهوض في مصر من شح في الثروات والكثافة السكانية فضلا عن المديونية الكبيرة التي تقع على عاتق البيت المصري, فمصر التي انتفضت على حسني مبارك في ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت تتطلع الى من يزيح عنها افة الفقر والجوع والحرمان وتسييس المؤسسة المدنية المصرية, وطيلة العقود الثلاثة الاخيرة, مع ان تنظيم الاخوان المسلمين جزء كبير ومؤثر من تلك الثورة , الا ان رياح الأخوان لم تاتي بما تشتهي سفن الفراعنة , بعدما وجدوا ان الذي تغير في تلك المعادلة  الرئيس فقط ليس الا مع انتقال المشاكل والاخفاقات الحكومية الى مابعد انتفاضة يناير , ويمكن ايجاز الاسباب الرئيسية التي فجرت ثورة ٣٠ يونيو من خلال النقاط التالية:
*افتقار الإخوان للبرامج السياسية والاقتصادية والثقافية القادرة على التغيير في مصر, فنظام مرسي لم يقدم حلولا حقيقية لا على المستوى السياسي او الاقتصادي أو حتى الاجتماعي, لينحصر دور الإخوان في شكليات الرئاسة التي لا تعدو عن تغيير مسؤول أو استبدال وزير.
*سياسة المرشد:انتهاج الاخوان المسلمين لسياسة الاقصاء والتهميش للشركاء والثوار ومحاولاتهم الرامية الى "الاخونة " من حيث اخونة مؤسسات حكومية ومنشات هامة ومهمة الهدف منها السيطرة التامة عليها ومنها " الاعلام  الحكومي بمختلف فئاته مقروءه ومرئيه ومسموعه وانشاء وسائل مماثله لها وادارتها وفق سياستهم وأهدافهم.
*اخونة القضاء:اصرار حزب الحرية والعدالة ومن خلفهم الاخوان المسلمين  وعبر زعيمهم مرسي على الاستيلاء والتاثير على جهاز القضاء المصري المشهود له بالنزاهة والقوة من خلال تدخلاته المتكررة في شؤونه باصداره في ٢١ تشرين الثاني-نوفمبر ٢٠١٢ الاعلان الدستوري الذي اعلنه مرسي جاعلاً من خلاله قراراته كرئيس جمهوريه محصنه من اي طعن، حتى وان كان مرفوضا من  جانب القضاء، ومعيداً صلاحيات خطيرة للرئيس ومن هنا ظهر الاستهداف المتكرر للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود من خلال اقالته من قبل مرسي  وتعيينه  سفيراً لمصر في الفاتيكان دون الرجوع الى المجلس الاعلى للقضاء متخذاً قراراً إنفرادياً أثار موجه غضب عارمه في الشارع وبين الاوساط القضائية التي تملك حصانة كبيرة لم يسبق لاحد اختراقها ,ما اكسبها مكانه كبيرة في البلاد واحترام لامثيل لة وبعد الضغط والرفض من القضاء والشارع تراجع مرسي عن اقالة المستشار عبد المجيد محمود ومن ثم تلاها اعلان مرسي دستور معدل وتعيين المستشار طلعت عبد الله نائباً عاماً جديداً لعدة اشهر حتى اصدار محكمة النقض بعد تحركات قضائية واسعة النطاق انقضت شرعية تعيين النائب العام طلعت عبد الله واعادة المستشار عبد المجيد محمود ونائباً عاماً مكانه السابق.
*نظام الاقالات :الاقالات التي اعتمدها  محمد مرسي في سلوكه الرئاسي والتي تمثلت  باقالته لوزير الدفاع المشيرمحمد حسين  طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق والحاكم لمصر بعد مبارك ، وللفريق  سامي عنان رئيس اركان  الجيش المصري مزيحاً من طريقه قائدان عسكريان حكما مصر في اوضاع ملتهبه وبالذات بعد نشوب الخلاف بين الرئيس مرسي وهذان الرجلان ومجلسمها العسكري بسبب السلطة وشكل ادارتها الجديد وفعلاً ازاح مرسي طنطاوي وعنان وجعل من الفريق اول  عبد الفتاح السيسي بديلاً للاول وبعد اجراء تعديل كامل وشامل في الجيش وقادة الحرس الجمهوري وقبلها وزارة الداخليه التي وصفت بالوزراة الاخوانية.
بوصلة التغيير وصدى التداعيات
   المظاهرات المليونية التي خرجت في الثلاثين من يونيو في اغلب المدن المصرية والتي انتظمت فيها الكثير من الحركات كحركة تمرد وحركة شباب ابريل وجبهة الإنقاذ وغيرها من الأحزاب والتيارات العلمانية والاشتراكية واليسارية وحتى الإسلامية, كان تؤشر لنطق سياسي مبكر  برحيل مرسي ومن معه ومن خلال القراءات التي ظهرت فوق المشهد المصري والتي أدرك محتواها وزير الدفاع الفريق السيسي الذي حاول إن يضع الجيش  عرابا لإرادات ورغبات الأغلبية الجماهيرية, ليقدم على إعطاء مهلة ثمانية وأربعين ساعة من اجل العمل على تدارك الوضع من قبل السلطة مع القوى السياسية الأخرى, ومع انتهاء المهلة قطع العسكر الطريق إمام الاخوان وقام بتحرك ظهر ومن على شاشات التلفاز وهو يقف بجانب شيخ الأزهر وكبير الأقباط فضلا عن محمد البرادعي الناطق الرسمي باسم جبهة الإنقاذ , معلنا عزل مرسي وتعطيل الدستور بشكل مؤقت وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة شؤون البلاد , ومنحه سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية, وبذلك انتهت أول المطالب للمتظاهرين وأهمها في فترة لم تتجاوز الثلاثة ايام , وحقيقة الخبر لايقع كله في ذلك المشهد وانما  تمتد المخاوف من ان تكون تداعيات تلك الإحداث ما  بعد التغيير ,فالإخوان المسلمين ما زالوا يصرون على ان ما حصل هو انقلاب على الشرعية وصناديق الاقتراع, مطالبين بإطلاق سراح مرسي وأنهاء عزله, وهو المشهد الأبرز في رابعة العدوية شمال القاهرة , وهم يعدون العدة الى الخروج بمظاهرة مليونية تعيد لهم ما ضاع في الثلاثين من يونيو, بينما تقف على الجانب الأخر المظاهرات التي مازالت تنتظر مراحل انجاز التغيير وضمان عدم عودة الإخوان إلى رأس السلطة,  فيما تبقى الأحزاب الإسلامية وبألاخص حزب النور ذو التوجه السلفي بعيدا عن الدخول في جريان المظاهرات,  وهو الحزب الأقرب إلى الإخوان على  الرغم من محطات التوتر بين الجانبين، والتي كان أبرزها تجاهل النور في تشكيلة حكومة هشام قنديل والإطاحة بخالد علم الدين القيادي بالنور من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية,غير انه قد وفر غطاء سياسي لعزل مرسي من خلال مشاركة حزب النور في اجتماع مع عبد الفتاح  السيسي انتهى الى إقرار خريطة سياسية جديدة شهدت تعطيل الدستور وتعيين عدلي منصور رئيس مؤقت ,  بينما يباشر رئيس الوزراء حازم الببلاوي المكلف من قبل رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور  بتشكيل حكومته، مع القرارات القضائية الصادرة من النيابة المصرية والتي تقضي بأعتقال ابرز القيادات في تنظيم الاخوان.
المشهد في ارض الاهرامات مايزال معقد الشكل صعب التكهن وكما اشرنا في بداية الفصل ان الاخوان جزء من ارتباط اقليمي يمتد عبر اكثر من دولة , فضلا عن جغرافية المثلثات الدولية والتقاطعات الناشئة من مجريات احداث مصر, فالمثلث التركي القطري المصري(الاخواني)  سقطت الكثير من مخططاته الرامية إلى تعميم مفهوم الاخونة , بينما  يعد الخط السعودي الإماراتي هو الأكثر انتشاءا بعد خروج الإخوان من سلطة مصر حتى لا يمتد ذلك الزحف الاخواني إلى جغرافية دولهم ,  مع البحث في التيارات السلفية ومحاولة تغذيتها  سلطويا داخل مصر من اجل إيجاد امتدادات سياسية لها, وهو ما يفسر  تضامن الجانب السعودي والإماراتي لعزل مرسي وتقديم قرض سعودي إلى مصر بقيمة ثمانية مليارات دولار,بينما يبقى المحور الغربي وما يرتبط به من مثلثات وخطوط دولية إقليمية  صاحب الدور الذي لايمكن غض الطرف عنه  في تحريك ما تستطيع تحريكه باتجاه ما يخدم مصالح الغرب ويؤمن السلام لأسرائيل, فما حصل وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة قد دعت الى انتخابات مبكرة في ظل حكومة مرسي غير ان الجيش كان له القول الفصل في حكومة انتقالية على انقاض حكومة مرسي, وهو ما يفسر الموقف الأمريكي  في مسك العصا من المنتصف بعد ان فقد الخيار في تلك المتغيرات ليقف عند الدعوة إلى إطلاق  سراح الرئيس المعزول محمد مرسي.
مابعد التغيير
   تظاهرات الثلاثين من يونيو قد وضعت الحياة السياسية المصرية في ارض رمال متحركة يصعب التكهن بما قد تنتهي إليه ولكن يمكن إيضاح بعض النقاط:
•    أن ما أسفرت عنه المظاهرات المصرية هو اول الغيث وليس اخر المطاف , بل قد أدخلت الحدث  المصري في معادلة تقبل القسمة على أكثر من رقم, فما تزال إلى حين كتابة هذه السطور, هنالك موجات غضب ومظاهرات مؤيدة لـمرسي , مع الخوف في ان ينقسم الشارع المصري إلى جبهات متناحرة ومتقاتلة.
•    غياب الأخوان عن السلطة في مصر يعني اختفاء امتدادات بعض الدول الإقليمية والدولية داخل الأراضي المصرية, وبالتالي فأن تلك الجهات ستحاول جاهدة اما بإعادة ما يمكن أعادته من الواجهة الاخوانية إلى السلطة, أو البحث عن منافذ وجهات أخرى تكون الرصيد لها بدلا من الاخوان.
•    استهداف السلطة المصرية للإخوان والتعامل معهم كأنهم فلول ربما سيزيد الأمر سوءا, وسيغير في طبيعة المواقف التي تقف بالضد من المظاهرات والتي من معها.
•    يمكن القول في الوقت الراهن, إن الإخوان لايبحثون عن عودة حقيقية جادة إلى رأس الهرم ولكنهم أدركوا  أن ما يدور في الشارع المصري من عدم تقبلهم من الآخرين خوفا ان يكونوا قرابين الثورة ,لذلك هم ينتهجون أسلوب الهجوم والتهديد والوعيد كطريقة للدفاع عن أنفسهم وضمان عودتهم إلى الحياة المصرية.
•    مازالت مصر تتسع لمتغيرات اكبر ومظاهرات أخرى في ظل الانقسامات الحزبية من تيارات ليبرالية واشتراكية وعلمانية وإسلامية المعتدلة.
•    اعتلاء الحركات الإسلامية بعد ما يسمى بالربيع العربي ,هي جغرافية سياسية لا تخلوا من تضاريس وطقوس دولية وإقليمية وأممية, فضلا أن مصر هي كبرى الحاضنات للإخوان بعد تركيا , ووفقا لذلك فأن مصر ما بعد الأخوان قد أسهم في قلب المعادلات في الوطن العربي والإسلامي ,فالإخوان حركة أريد لها أن تكون بديلة للقومية  كفكر ومعيار انتماء, وبذلك فان المتغير المصري الإخوان سيسهم في وئد أمال المد الأخواني من جهة, ومن جهة أخرى إقصاء الإخوان من السلطة في مصر, وإحداث ميدان تقسيم تركيا ,قد يسهمان بشكل كبير على الإحداث السورية وربما قد يسهم في رجحان كفة الأسد والجيش النظامي , فضلا إن ذلك ينعكس بشكل ايجابي على الوضع العراق إذا ما استطاعت الحكومة العراقية تحويل تلك المتغيرات إلى طاقة أمنية داخل الوسط العراقي, فكما معروف إن الفكر الاخواني لديه فروع ومقرات داخل غربية العراق تشترك مع بعض التيارات الإسلامية المتشددة داخل العراق في تأزيم وتعقيد المشهد العراقي لغايات وأهداف سياسية داخلية وخارجية.
مؤسسة وطنيون الاعلامية
 ٢٣/٧/٢٠١٣

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 
المقالات مركز صحي خيري في البصرة .. بشراكة الهلالين العراقي والكويتي

المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه )

المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ

المقالات كِيدوا كيدَكُم

المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب..

المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟

المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية

المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة

المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم)

المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب

المقالات سَننتصِر نُقطة، راس سَطر ✋

المقالات ما سر (قلق) الشعب الاميركي من الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل؟

المقالات كيف نقرأ فوز محمود المشهداني برئاسة البرلمان؟

المقالات كيف ستنتهي (معركة طوفان الأقصى)

المقالات المؤلف والمخرج والاول والآخر هو الله..!

المقالات ما أخفاه الكيان الإرهابي، يظهر على السطح ...

المقالات وإنكشف المستور...

المقالات ملامح الأنحطاط في الإعلام العربي..!

المقالات مسؤولية الجميع؛ الوعي والتضامن والدعم..!

المقالات واشنطن وتَل أبيب يهاجمان لبنان..أغبياؤنا يشاركون بمهارة..!

المقالات بوتين على خط الصراع، هل تستفيد المقاومة من ذلك..!

المقالات الى شعب المقاومة العزيز...

المقالات أغتيال إسماعيل هنية في طهران، ما هي الرسالة، وكيف الرد..!

المقالات علاقة العراق بالهجوم على لبنان..!

المقالات يوم الغدير يوم مرجعية الأمة..!

المقالات نتنياهو وملك الأردن أنقذونا.. وقبرص لا شأن لنا بالحرب..!

المقالات العراق بين مطرقة الصراع الداخلي السياسي وسندان الاحتلال

المقالات المندلاوي: تزامن استشهاد الصدر مع ذكرى سقوط الدكتاتور رسخ في الأذهان حقيقة انتصار الدم على السيف

المقالات الحاشية..!

المقالات انتفاضة ١٩٩١م الانتفاضة الشعبانية..!

المقالات قرار المحكمة الاتحادية يلزم بغداد، مواطن الإقليم..!!

المقالات رد نيابي عراقي حاد .. على البيان السعودي الكويتي بخصوص خور عبد الله

المقالات أمريكا؛ شرارة الحرب الاهلية الثانية

المقالات غزة هزة الكيان الصهيوني والبحر الأحمر اغرق الكيان

المقالات السقوط الاخلاقي في ظل التكنولوجيا

المقالات أبو غريب يمثل نوايا أمريكا...وما علاقة الموقع الأسود (black site) و CIA ….

المقالات "الإعلام المزيف وتأثيره على المجتمع والديمقراطية"

المقالات تهديم الدولة العميقة: مفهوم وتأثيراته

المقالات اصلاحات في النظام السياسي العراقي

المقالات الطفل خزينة الدولة والمجتمع...

المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة

 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم شبكة جنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني