يعد العراق في مقدمة الدول في العالم لامتلاكه كثير من الموارد الطبيعية، ويمتلك ارضا خصبة وسياحة دينية وفصليه، وبهذه الامور يكون محط انظار جميع المحيط الاقليمي والعربي، وموضع اهتمام عالمي، لا سيما وان العالم كله مقبل على جفاف في الثروات الطبيعية التي تستخرج من باطن الارض، وهذا ما جعل العراق ساحه للطامعين والمتخاصمين على تلك الثروات التي يمتلكها العراق، وادخلته مسارات ضيقة ووصلته الى حافت الهاوية، حيث يعيش اكثر أبناءه تحت خط الفقر حسب الاحصائيات الاخيرة التي اجريت من قبل منظمات دولية، وتفاقمت تلك الحالة بعد سقوط النظام البعثي في عام ٢٠٠٣ وتسلق الى مقاليد الحكم سياسي الصدفة والطائشين في طوفان الغرور والمراهقين في افعالهم، وقد بلغة ميزانيات العراق خلال العشر سنوات المنصرمة مئات مليارات الدولارات أي ما تعادل ميزانية ثلاث دول البحرين، والاردن، وسورية، لأكثر من ثلاثة عقود، وشعبة الان يسكن في بيوت الصفيح، وتملئ الشوارع والتقاطعات والساحات العامة الشحاذين.
حيث اصيب اليوم الكثير من السياسيين العراقيين بداء الاستحواذ على الحبشكلات (الاموال) والتغافل عن الهدف الاسمى، وهو المشروع الوطني، والانساني، والاخلاقي، وغير مبالين بالحفاظ على الأمانة الكبرى التي قلدهم اياها الشعب، وتغلب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية، وجعلوا رواتبهم وامتيازاتهم لا يقبلها العقل وتفوق حتى الخيال، والقصور الفارهة وتامين مستقبلهم ومستقبل ابنائهم واحفادهم لعدت عقود مستقبلا، وقد امتدت تلك الظاهرة السيئة الى اغلب طبقات المجتمع العراقي، واجتاحت جميع مفاصل الدولة والمؤسسات الحيوية والإنسانية، وصار اسلوب غير مستهجن ومن الامور الطبيعية في الاوساط العامة.
ان ظاهرة الاستحواذ على الحبشكلات (الاموال ) اضحت شبح يهدد الجميع ويعيق تقدم البلاد، سياسيا، وحضاريا، واقتصاديا، وامنيا، وتجعله يدور في دوامة الفساد الاداري والمالي.
فلابد من الوقوف امام تلك الظاهرة سيئة الصيت، والتي تبدا من هرم البلاد بتخفيض الرواتب الرهيبة، والغاء امتيازات وايفادات المسؤولين التي اخذت (الصاية والصرماية) وجعلت الشعب همه الوحيد الحصول على الحبشكلات، وعلى الجميع محاربة الذات ومحاسبة النفس، دينيا، وانسانيا، واخلاقيا، في هذا الشهر الفضيل والذي دعينا فيه الى ضيافة الله تعالى...