لماذا قال جبران خليل جبران " ان تاج لويس الرابع عشر مع مارصع به من كرائم الاحجار وغوالي اللآلئ لايعدل في ميزان الحقيقة نعل علي عليه السلام" هل ان جبران مسلم من اتباع اهل البيت الذين يعتبرون علياً خليفة رسول الله وهو الامام الواجب طاعته وبالتالي يمجدونه ويعتبرونه افضل المخلوقات بعد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ام انه لم يكن من دينهم لكنه كان منصفا يذكر الحقائق ويشير الى مايخدم المجتمع , لاينظر الي قيمة التاج المادية فهو أي ـ جبران ـ انما قارن بين تاج لويس الرابع عشر وبين نعل علي عليه السلام انما ذكر سيرة علي عندما كان خليفة وبيده خزائن الارض ووجده احد الصحابة يخصف نعله بيده ، من هنا جاءت قيمة هذا النعل الذي قال عنه هذا الرجل المنصف انه افضل من تاج لويس الرابع عشر ,ولم يكن هذا التفضيل لأن نعل علياً كان مرصع بمجوهرات واحجار افضل من الاحجار والمجوهرات التي في تاج لويس وانما هذه الافضلية جاءت من سلوك هذا القائد الذي يحترم بيت مال الامة ويحافظ على المال العام ولايجمع ثروته على حساب الاخرين ولايستغل نفوذه وسلطته في تنفيذ رغباته الشخصية ولايستغل الرعية في قضاء حوائجه وكان يستطيع ان يأمر كثير من الناس الذين من حوله ان يقوموا بخصف نعله, ان لم يشتر من اجود وارقى انواع الجلود ويصرف من بيت المال ولم يكن عليه رقيباً الا الله, كان بامكانه ان يتخذ القرار بالصرف من بيت المال دون الرجوع لأحد او الخوف من نزاهة او مؤوسسات اخرئ لكنه يخشى الله ,اين انت ياابا الحسن من هؤلاء ؟ وكم هو الفرق بينك وبينهم ؟ الفرق بقدر حرصك على المال العام وتصويتهم على ميزانية ملابسهم والايفادات بالمليارات وكم من فقير لاعهد له بالشبع .
نقول اين محبي علي عليه السلام من هذا السلوك؟ لماذا احببنا علياً وتحملنا القتل والتشريد؟ ألم نكن ندعي اننا على منهجه ؟ لكن عندما اقبلت دنيا هارون اغرتنا والا سبيل علي عليه السلام واضح لا لبس فيه والفرق بين من يدعي انه من اتباعه وبينه مكشوف حيث اننا جميعا واقل واحد منا سمعها اكثر من الف مرة حادثة عقيل بن ابي طالب وهو اخو الخليفة القائد العام ولم يطلب المستحيل ولاقصور فارهة وانما اراد صاع من الشعير لانه بحاجة اليه في اعالة اولاده ونعرف مالذي حصل ...!!.
اليوم وفي هذا الاختبار العسير الذي لم ينجح فيه احد لحد الان نرى ونسمع ونشم مايتمتع به المسؤول العراقي الذي هو اقل من وظيفة قنبر ( خادم الامام ) في وقته والاملاك التي يحصل عليها بطرق غير شرعية من خلال التجاوز على المال العام ، لم نعترض على المسؤول وحاشيته وقلنا هذا امر طبيعي وصل بنا الحال الى انه يستأثر بالسلطة لحزبه وعشيرته واذا سرق احد من اتباعه حتى البعيدين عنه يدافع عنه بكل ما اوتي من قوة ونسي قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث قال ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
واخيراً نقول لمن يريد محاربة الفساد عليه ان يبدأ بالمقربين , ولايحاسب الفقراء ويترك المتنفذين, ومن اراد الاصلاح عليه ان يبدأ بنفسه وحاشيته لأن البطانة اذا صلحت صلح ماحولها ومن اراد عدالة اجتماعية فليبدأ بأحترام المواطنين وانصافهم , وان لايميز بين فئة واخرى, وهنا ايضا لعلي عليه السلام حكمة كبيرة وقول مشهود في حديثه (البشر صنفان اما اخو لك في الدين او نظير لك في الخلق)