بعد الجدل الذي حصل حولَ المسرحية الالمانية. على الرغم من أنني لست قريباً من الادارة العليا التي أتخذت القرار، الا أنني أعلم أنه يعرف جيداً قربي من الدكتور نوفل، فأجبتهُ بسؤال أستنكاري، وهل سبب الاعتراض كونه شاب أم لانه مهاب؟ وهل تعلم ياصديقي أن سبب نجاح أبرز العظماء والفلاسفة والمفكرين والقادة والاداريين في العالم هم الشباب والقائمة تطول..وهل أطلع المتسألون على التحولات الكبيرة التي أحدثها الدكتور نوفل أبو رغيف في المشهد الثقافي العراقي وهو يطرح أنموذجاً جديدياً في الادارة الثقافية، لم تشهدها المؤسسة الثقافية منذ عقود على مدار خارطة الثقافة العراقية، التي تجاوزها الدكتور الى المشهد الثقافي العربي عبر مشروعه الذي وضع أسسه في دار الشؤون الثقافية العامة التي حولها الى ورشة ثقافية تعمل على رعاية ودعم الطاقات المنتجة للثقافة وفق آليات جديدة، أعتمدة المنهجية والعلمية وترسيخ تقاليد ثقافية لم يألفها المشهد الثقافي العراقي، مثل حفل توقيع الكتاب الذي أصبح عرفاً ثقافياً أنتشرَ في كل المؤسسات الثقافية والاكاديمية العراقية، بعدَ أن كرسته دار الشؤون الثقافية العامة وكانت اول من يحتفل به في العراق بعد التغيير، والتحول الذي شهدته الدار، وفي توليفه ابداعية تجمع بين صناعة المعرفة المتمثلة بطباعة الكتاب، وماشهدهُ من تغيير على المستوى الفني والمعرفي بين الفعل الثقافي المشتمل على الندوات والمؤتمرات والمنتديات التي تم تأسيسها مثل – المقهى الثقافي – الذي يمثل حلقة وصل مع كل انواع الثقافي كالتشكيل والمسرح والسينما والرواية والقصة القصيرة والموسيقى والرؤية النقدية ، و- منتدى جسور – الذي يمثل حلقة تواصل بين المؤسسة الثقافية والمؤسسات الاكاديمية والتربوية والاعلامية والاجتماعية وهي تسلط الضوء على التحولات التي ظهرت في المشهد الثقافي والسياسي بعد التحول الديمقراطي الذي شهدهُ العراق، لتعالج وتناقش أشكاليات ظهرت حديثاً لم تكن موجوده في الثقافة العراقية سابقاً، مثل أزمة أدباء الداخل وادباء الخارج او ازمة الهوية الثقافية او ازمة السينما العراقية بعد التحول الديمقراطي او التجديد في المسرح العربي، والخطاب السياسي وتأثيرهُ في صناعة الخبر، والتكنلوجيا في الفن ((الادب التفاعلي أنموذجاً)) والرواية العراقية في مرحلة مابعد التغيير، والمناهج الدراسية وتنمية مهرات التفكير رؤية نقدية، والمرأة والمتغيرات السياسية ((الواقع والتحولات))...؟، وهذا التغيير لمسه الجميع متحدث عنه المنصفون من كبار المثقفين والادباء والاكاديميين العراقيين عبرَ شاشات التلفاز او في مقالاتهم المنشورة في الصحف العربية والعراقية مثل مقالات المفكر العراقي عبد الحسين شعبان والروائي جمعة اللامي والمخرج الكبير قاسم حول والشاعر جواد الحطاب والقاص والمسرحي شوقي كريم والكاتب خضير ميري والروائي حميد المختار والشاعر منذر عبد الحر والناقد المسرحي د. رياض موسى سكران والفنان د. رياض شهيد والروائي المغترب حميد حياوي وعباس داخل حسن والشاعر د. فائز الشرع ود. أثير محمد شهاب ود. سافرة ناجي ...، وهي أسماء راكزة في المشهد الثقافي العراقي ، ولعل السلاسل الطويلة التي أعتمدها الدار في أختيار ما أصدرَ عنها من مطبوعات تمثل النتاج الثقافي للعراق الجديد وهي تخص نوع المطبوع وفق أكاديمي ثقافي. وأنا اتسأل الم تكن مسابقة دار الشؤون الابداعية التي شملت كل حقوق الادب من شعر وقصة قصيرة ورواية ونقد ومسرح وادب الاطفال ودراسات فلسفية وأنثربولوجية وقد أبتدء العمل بها منذُ مجيء الدكتور نوفل ابو رغيف لتمثل نوعاً من الحراك الثقافي الذي يكسر الجمود ويحفز الراكد منه، والدكتور حريص على ان تخرج هذه المسابقة من الاطار المحلي ويجعل منها مسابقة دولية، وليس أخيراً النجاح الكبير الذي حققهُ معرض بغداد الدولي للكتاب بدورته الاولى والثانية وهو يقام رسمياً لاول مرة في العراق، ويكسر كل الرهانات التي كانت تتحدث عن عدم أمكانية أقامة مثل هذا الحدث في العراق في هذا الظرف، بل سعت الى أفشاله من خلال محاولة منع دور النشر الدولية والعربية، أما بالتخويف من الوضع الامني، أو بالرشوة التي قدمتها الى دور النشر بشرط عدم مجيئها الى العراق، فكان الدور الكبير للدكتور نوفل أبو رغيف في اقناع دور النشر المرموقة التوجه الى العراق وشرح الواقع الجديد الذي يشهدهُ من خلال الندوات والامسيات التي اقامها في معارض الكتاب التي شاركت فيها دار الشؤون لاول مره بعد التغيير: مثل معرض لندن وفرانكفورت وباريس والشارقة وبيروت والقاهرة...سبباً رئيسياً في النجاح الذي حققهُ المعرض في دورته الاولى اضافة الى الادارة والتنظيم والاتفاقات التي تم عقدها بين هذه الدور والمؤسسات العراقية، والاقبال الكبير من قبل مستهلكي الثقافة والمعرفة وهذا النجاح كان حافزاً لبقية الدور للمشاركة في المعرض بدورته الثانية على الرغم من وجود معارض بالتوقيت مثل معرض ابو ظبي أو معرض طهران الدولي، وقد وضع هذا المعرض اسم العراق ضمن القائمة الدولية الخاصة بمعارض الكتاب التي يصدرها اتحاد الناشرين الدوليين فضلاً عن دورهُ المحوري في تقديم الوجه الثقافي لبغداد عاصمة الثقافة العربية أذ قادَ ركب الاعلام الذي قدمَ تلك المناسبة المهمة والمنجز الوطني والدولي الكبير بكل اتقان واخلاص وتضحية وكان خير لسان لبغداد الثقافة، الا تكفي كل هذه الانجازات لتكون سبباً حقيقياً في ختيار الدكتور نوفل أبو رغيف لمعالجة الاخطاء والمشاكل التي تعاني منها مؤسسة السينما والمسرح منذُ أكثر من عشر سنوات، على الرغم من أنه لم يكن راغباً بهذه المهمة ولكن تم تكليفه بهذا العمل الوطني الثقافي نظراً للحاجة التي اولتها الظروف وثقة الوزارة بقدرته على تجاوز الازمة التي مرت بها دائرة السينما والمسرح، وأعتقد أن النجاحات التي ذكرتها كانت هي السبب الاول في اختيارهُ، وأنا أتسأل لماذا تخشى بعض المؤسسات الثقافية الصفراء من نجاح الدكتور نوفل ابو رغيف وهو يمثل نجاحاً للثقافة العراقية، واين كان اصحاب المقالات المدفوعة الثمن يخبئون اقلامهم حينما كانت هذه المؤسسة تدار من اشخاص لم تكن لهم علاقة بالثقافة وليس بالسينما والمسرح و يملكون من الماضي ما يعف اللسان عن ذكره، وكل امتيازاتهم انهم جاءوا في المحاصصة السياسية، وأين كانت اقلامهم مختبئه والفساد ينخر هذه المؤسسة.