في مصر حسني مبارك وليس في مصر الاخوان والسلفية كانت هناك دراسة تقدم من قبل المؤسسات الاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني عن دور وفاعلية مجلس الشعب المصري ،تتضمن هذه الدراسة لطائف ونكت ومعلومات غير مألوفة عن دور وحراك وتاثير هذا المجلس والقرارات الصادرة والأشخاص الاكثر نشاطا وتأثيرا في النقاشات وحسم القرارات وفي مقابل ذلك فان هذه الدراسات كانت تحصي النواب الذي ليس لهم اي دور في نقاشات المجلس طيلة فترة الدورة النيابية وكانت تطلق على هؤلاء (ابو الهول) تشبيها لهم بتمثال ابو الهول الشهير في مصر وهذا التشبيه يعني ان هؤلاء صامتين كصمت ابي الهول في قبره وان وجودهم في هذا المكان خطا استراتيجي فضيع لان لهذا المكان استحقاقات كثيرة ومهمة طالما ان من ياتي الىه لديه تخويل من الاف الاشخاص الذي يمثلهم وبالتالي فان عدم مشاركته وتاثيره تعني ان حقوق من انتخبوه مسلوبة.
في العراق لم يكلف احدا نفسه وضع مثل هذه الدراسات سواء من قبل الاعلام او مؤسسات المجتمع المدني حتى وان كان بتسمية تختلف عن ابو الهول المصري مثل السندباد والاربعين حرامي وبقي اعضاء مجلس النواب العراقي وعلى مدار الدورتين السابقة والحالية امراء لا يجوز المس باوصافهم واعمالهم وكبريائهم حتى طفح كيل الفساد والسرقات المبطنة بقرارات دستورية اتخذت شكل هبات ومخصصات ونثرية قرطاسية وملابس داخلية ومخصصات ليلية ودراجات نارية مع ما يتقاضونة من مخصصات وامتيازات ورواتب وحقوق تقاعدية تم وضع احصائيات لها فكانت النتيجة ان موازنة العراق المالية بعد عشر سنوات سوف لن تسد رواتب وامتيازات الوزراء والنواب واصحاب الدرجات الخاصة مقابل جفاف كبير في رواتب المتقاعدين وافلاس كامل للعاطلين عن العمل والارامل والايتام وستتوقف كافة المشاريع الخدمية والصحية والاسكان والبنى التحتية.
هذا الوضع الغريب والذي لا يوجد له مثيل في كل دول العالم والذي يتمثل بحصول النائب على راتب تقاعدي ومخصصات وحراسات تصل الى اكثر من (١٥) مليون دينار عراقي حتى لو كان قد خدم مدة شهر او شهرين وحتى اسبوع بينما لا يحصل الموظف الحكومي الذي افنى نصف عمره في الوظيفة على معشار راتب النائب صاحب الشهر والشهرين ومثل هذا الخطا خلق تفاوت كبير بين طبقات المجتمع العراقي ،هذا الاستنزاف وهذا التفاوت جعل المرجعية الدينية في النجف الاشرف والاعلام ومؤسسات المجتمع المدني انضم اليهم فيما بعد عدد من الكتل السياسية القريبة من نبض الشارع تطالب بالغاء هذه الامتيازات والحقوق التقاعدية للرئاسات الثلاث وللنواب والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة.
وفعلا فقد اثمرت هذه المطالب والمناشدات عن استجابات سريعة من قبل بعض الكتل السياسية والنواب المستقلين فكان المجلس الاعلى بنوابه واعضاء مجالس المحافظات المنضوين في كتلة المواطن اول من اعلنوا تنازلهم عن الراتب التقاعدي ومخصصاته وتم ذلك بكتاب ارسل الى رئيس مجلس النواب تبعه على ذلك التيار الصدري بنوابه المنضوين في كتلة الاحرار وبتعهد امام كاتب العدل وسار الشيخ صباح الساعدي على نفس الطريق كما تعهد نواب كتلة التغيير الكردية بالسير على نفس النهج الاخلاقي والوطني الذي سارت عليه كتلة المواطن والاحرار.
مقابل هذه المواقف المشرفة والتي اعلنت استجابتها لنداء المرجعية الدينية في المحافظة على المال العراقي وتوزيعه لمن يستحقه رفضت بعض الكتل مثل هذا الاجراء واعلن نواب عن استهجانهم لمثل هذه الخطوات وهدد "النائم" حسن العلوي بالقول انه لا يمكن لاي قوة في الارض ان تحرم ابناءه واحفاده عن الراتب التقاعدي الذي حصل عليه من عدم حضوره جلسات مجلس النواب اما بسبب المرض او السفر او الغياب اما النائب الثاني لرئيس مجلس النواب عارف طيفور فقد هاجم الكتل التي اعلنت عن تنازلها وتحديدا المجلس الاعلى وقال ان الراتب حق للنواب وهو سياق معمول به في كل دول العالم التي يعرفها .
قلنا في بداية حديثنا ان المصريين شبهو بعض نوابهم بابي الهول اما نجن فعلينا ان نعمل سجل يتم ارساله الى جميع الوسائل الاعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة والى منظمات المجتمع المدني والنشطاء تحتوي جردا بكل النواب الذين يرفضون التنازل عن الرواتب التقاعدية تحت عنوان الاربعين حرامي وسيكون حسن العلوي وعارف طيفور من الاسماء الاولى الذين دخلوا في سجل السراق والحرامية الذين يرفضون الامتثال الى ارادة المواطن العراقي والمرجعيات الدينية ومنظمات حقوق الانسان ونشطاء التواصل الاجتماعي.
بالمناسبة فان عارف طيفور يمكن ان يدخل في سجل نادي ابو الهول اضافة الى كونه الاسم الثاني في سجل الاربعين حرامي.
طيفور والعلوي والاربعين حرامي
