تحملت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وعلى مر التاريخ الكثير من المحن والمشاكل والابتلاءات والتضييق والتقتيل والسجن والتشريد لكنها بقيت صامدة تؤدي دورها الأساس في توجيه الأمة والحفاظ على هيبة الاسلام وديموته بشكله النقي دون تحريف او انبطاح او ارتهان الى طرف على حساب طرف اخر فحافظت على استقلاليتها وبقيت بعيدة عن الشبهات والأقاويل والدس والاتهام ولكنها مع ذلك لم تسلم من السن المنافقين والمدعين والماجورين والفاشلين ومع كل مرحلة وزمان تواجه المرجعية الدينية مثل هذه الحثالات والشواذ والانتهازيين الا انها ومن خلال محافظتها على ثوابتها ونهجها الصحيح في القيادة تتمكن من تجاوز هذه المطبات وتنتكس كل رايات المخالفين وحتى طاغية العصر الملعون صدام ومع كل محاولاته الشيطانية وتهديداته وتضييقه للحوزة العلمية الا ان الايام كشفت عن هلاك صدام المقبور وثبات المرجعية وديمومتها.
وبعد عام ٢٠٠٣ ومع حصول التغيير في العراق بهلاك النظام البعثي توقع الجميع ان المرجعية ستعيش مرحلتها الذهبية بعد زوال الأخطار المحيطة بها الا ان هذه المرحلة كانت مرحلة اختبار ألاهي صعب ثمثل في كيفية اخراج العراق من عتمة الفوضى التي خلفها الاحتلال الأمريكي وتكالب الاعداء وغباء وجهل الاصدقاء والمحبين الا ان المرجعية الدينية بتوكلها على الله وإخلاصها وحنكتها وشعورها العالي بالمسؤولية استطاعت ان تحرق الكثير من المراحل وان تسير بالعراق الى بر الامان بعد ان تمكنت من تحديد الخطوط العريضة للقيادة والاتستقرار والية الحكم ولهذا فان كل ما هو حقيقي وجيد في العراق يعود الفضل فيه الى المرجعية الدينية العليا ومن هذه الاشياء الدستور ونظام الحكم والبرلمان والانتخابات والتداول السلمي للسلطة اما تفاصيل الامور اليومية فالمرجعية لا تتدخل فيها وهي تراقب من بعيد اما في المواطن المفصلية والحساسة فان المرجعية تعلن كلمتها وتتدخل لوقف الانحراف والانهيار الذي يمكن ان يؤدي الى ضرر الشعب العراقي وضياع تجربته الديمقراطية وهي بمثابة الاب الحنون الرؤوف في توجيهاته ومخاوفه وليس لها مصلحة في الحكم والسلطة والجاه والمال.
الا ان مواقف المرجعية الدينية التي تتخذها وتعلن عنها في خطب الجمعة في كربلاء المقدسة المصححة والمساندة للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية ومع محاولة تخفيفها نجد من يعترض عليها ويرفض الالتزام بها بل وصل الامر بالبعض الى ان يرد عليها وبطريقة وقحة ومثال على ذلك ما صدر من بديل المالكي وسمسار إعادة البعثيين والمجرمين والقتلة وصاحب الليالي الحمراء في بيروت وتركيا المدعو عزت الشابندر عندما اعتبر حديث المرجعية الدينية عن عديمي الغيرة والنخوة والشرف من النواب والمسؤولين الذين لا يبالون بما يحدث للشعب العراقي من قتل وتدمير وسوء الخدمات يمس ذاته النكرة بل اعتبر ان هذا الحديث يؤدي الى مسائلة المرجعية الدينية لكنه لم يقل لنا من هي الجهة التي تستطيع مسائلة المرجعية هل هو ام مجلس النواب المهلهل البائس ام الحكومة الفاشلة والفاسدة والمرتبكة والتي لم تتمكن ان تدفع ضيما عن العراقيين.
ان حديث السيد الصافي عن الذين لا يشعرون بالمسؤولية والذين فقدوا الحياء والنخوة والغيرة أصاب عزة بمقتل لانه اكثر النواب تنطبق عليه هذه الصفات الرذيلة لذا تراه انتفض اكثر من غيره.
ان العتب ليس على هذا النكرة المدعو عزة الشابندر بل العتب على من جاء به وجعله نائبا يتحدث باسم الشعب العراقي رغم ان الشعب العراقي لفظه لسوء سمعته وأخلاقه وسيرته العفنة ولم يمنحه فرصة الوصول الى مجلس النواب.
ان الشابندر قال ان تصريحات الصافي تجعل المرجعية امام مسائلة وتحقيق والسؤال الى الشابندر هو من هي الجهة التي بإمكانها محاسبة المرجعية ..انت ..البرلمان ...الحكومة..دلنا على جهة حتى نطالبها باستجواب المرجعية إكراما لسواد عيونك التي امتلأت بمناظر الفجور والفساد والخنا.
اطمئن الشابندر الى انم انه سيبقى محفوظا مع صاحبه لان المرجعية لا تنزل الى مستوى التافهين بل هي اكبر من كل التفاهات ولن تلتفت الى ما قاله هذا القاصر ولو ان المرجعية كانت تفكر بمبدا ردات الفعل او أنها طالبت بلجم هذا البائس لكان اليوم الشابندر ومن معه في خبر كان.