:: آخر الأخبار ::
الأخبار رئيس البرلمان العراقي يقترح على ايران دعم استقرار سوريا (التاريخ: ٤ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١٠:٤٧ ص) الأخبار الكهرباء ترسل تطمينات بخصوص خطة التشغيل الصيفية (التاريخ: ٣ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٣:٥٥ م) الأخبار ايران تزيح الستار عن منظومة باور ٣٧٣ للدفاع الجوي بنسختها المطورة (التاريخ: ٢ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٤:٣٩ م) الأخبار القضاء على (٧) ارهابيين في صلاح الدين بضربات جوية (التاريخ: ٢ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١٢:١٠ م) الأخبار العراق: الإعدام بحق تجار مخدرات ضبطت بحوزتهم ١٨٦ كغم (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٩:١٢ ص) الأخبار وزارة الكهرباء: الوقود (تحدي اكبر) (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٨:٢٧ ص) الأخبار القاء القبض على مسلح يخطط لقتل وزراء ترامب (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٨:٢٣ ص) الأخبار عراقجي: الهجوم على المنشآت النووية في ايران سيؤدي الى كارثة سيئة في المنطقة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:٤٩ م) الأخبار ترامب: لم أتراجع عن فكرة نقل الفلسطينيين من غزة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:١٩ م) الأخبار اندلاع حريق في احد مخازن السيراميك في مدينة كربلاء المقدسة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:٠٢ م)
 :: جديد المقالات ::
المقالات مركز صحي خيري في البصرة .. بشراكة الهلالين العراقي والكويتي (التاريخ: ١٥ / يناير / ٢٠٢٥ م) المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه ) (التاريخ: ١٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ (التاريخ: ٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كِيدوا كيدَكُم (التاريخ: ٢٣ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب.. (التاريخ: ١١ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟ (التاريخ: ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية (التاريخ: ٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم) (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م)
 القائمة الرئيسية
 البحث في الموقع
 التأريخ
٥ / شعبان المعظّم / ١٤٤٦ هـ.ق
١٦ / بهمن / ١٤٠٣ هـ.ش
٤ / فبراير / ٢٠٢٥ م
 الإحصائيات:
عدد المتواجدون حالياً: ٣٧٦
عدد زيارات اليوم: ٧٦,٧٧٢
عدد زيارات اليوم الماضي: ١٤٢,٣٧١
أكثر عدد زيارات: ٢٨٧,٠٨١ (٧ / أغسطس / ٢٠١٤ م)
عدد الزيارات الكلية: ١٨٦,٨٢٨,٠٥٣
عدد جميع الطلبات: ١٨٣,٨١٨,٢٦٢

الأقسام: ٣٤
المقالات: ١١,٣٢٠
الأخبار: ٣٨,٩٠٨
الملفات: ١٥,٢٢٤
الأشخاص: ١,٠٦٢
التعليقات: ٢,٤٣٦
 
 ::: تواصل معنا :::
 المقالات

المقالات التحليل السياسي الاسبوعي ....العراق في مواجهة التدخلات الاقليمية

القسم القسم: المقالات الشخص الكاتب: مؤسسة وطنيون الاعلامية التاريخ التاريخ: ١٢ / أغسطس / ٢٠١٣ م المشاهدات المشاهدات: ٤٧٤٢ التعليقات التعليقات: ١

تمهيد
شهد العالم تطورا فريدا في العلاقات الدولية ، وقد تشكلت بفعل هذه العلاقات الكتل العالمية الكبرى كالاتحاد الاوربي والاتحاد الآسيوي والاتحاد الافريقي ، ومجموعة الثمانين وغيرها ، ومن المفكرين من يروج لمشروع دولة عالمية متأثرا بتطور وسائل الاتصال والمواصلات والعولمة الثقافية .

لكن الشرق الاوسط ما زال في علاقاته الدولية والاقليمية متأخرا لانه يفتقر للاستقلال السياسي ، وتبدو دوله كيانات شكلية تابعة لدول عظمى وتتاثر بالصراع بين الكبار فينعكس ذلك سلبا على علاقاتها ، وبالفعل تتخذ الولايات المتحدة دول المنطقة كحواضن لقواعدها العسكرية واساطيلها وحاملات طائراتها ، ومصادر للنفط الرخيص ، فيما يتخذ الغربيون بعض موانئ ومدن المنطقة كملاه كبير للترويح والتسلية ، كل ذلك يتم برعاية سرية من شرطي المنطقة اسرائيل ، شرطي يعتمد على هواجسه الموروثة ومخاوفه للتلاعب بالخارطة السياسية الاقليمية ، يقابل النفوذ الاسرائيلي والوصاية الامريكية على الشرق وجود ما يسمى معسكر الممانعة او الهلال الشيعي ، ويوصف هذا المعسكر بأنه يعترف بمصالح اميركا لكنه يرفض الهيمنة من طرف واحد ، ويؤمن باستقلال الدول والشعوب ، ويدرج العراق ضمن هذا المعسكر, أو ضمن مجاله الحيوي بفعل حتميات جغرافية وسكانية معروفة ، مع انه ليس بالضرورة ان يكون العراق كذلك ، وقد انجزت العملية السياسية فيه بمساعدة الولايات المتحدة التي تتصور دائما ان ثمارها تذهب الى المعسكر المقابل ! وفي هذا السياق اطلقت واشنطن المثلث السعودي القطري التركي الذي ينفذ مخططاتها في المنطقة بالشكل الذي يخدم اسرائيل . اسرائيل مهتمة بمشروعين الاول : تحويل الصراع في الشرق الاوسط من صراع (اسرائيلي – اسلامي) الى صراع (اسلامي – اسلامي) بين شعوب المنطقة ، وما يتطلبه من احياء للنعرة القومية والطائفية والكراهية واثارة الفتن لالهاء المنطقة بمعارك جانبية تشغلها عن اسرائيل وتجعلها آمنة منسية ، وقد بذلت المخابرات الغربية والاسرائيلية جهودا مطولة ودؤوبة لتنفيذ الخطوتين مستغلة ببراعة بعض امراض المنطقة التأريخية وهي:
١.    وجود انظمة حكم استبدادية قبلية عسكرية قمعية فاسدة صنعتها الدول العظمى.
٢.    وجود تيارات دينية متطرفة وتكفيرية وعنيفة تم تطويرها باشراف اسرائيل.
٣.    وجود مجتمعات تعاني من الفقر والتخلف والأمية والعزلة والبداوة.
في هذه الاجندة يحظى العراق باهتمام خاص ، فهو اولا يجب ان يخرج من معسكر الممانعة ، وثانيا يجب ان يتم تقسيمه الى دويلات .
اسرائيل تستخدم معسكرها الاقليمي ضد العراق 
الشعب العراقي كغيره من شعوب العالم يرفض الخضوع والتبعية والتقسيم والفتنة ، الا انه محروم من اداء دوره وتحصيل حقوقه ، وهو شعب اغلبيته مسلمة ومع انه مكون من طائفتين هما الاغلبية الشيعة والسنة ، ومن ثلاث قوميات هي العرب والكرد والتركمان واقليات كالمسيحيين والصابئة والايزديين ، لكنه يوصف عموما بأنه شعب عربي مسلم ، لأنه لم يكن مقسما اجتماعيا ولايشكل الانتماء الطائفي او القومي لديه هاجسا او عقدة ، والدليل على ذلك ان اغلب محافظات البلاد مختلطة اجتماعيا ، لكن منذ وصول حزب البعث الى السلطة سنة ١٩٦٨ بدأت نذر التمييز الطائفي والفرز والتصنيف والتسييس تلوح في الآفاق ، وعشية سقوط ذلك النظام بدأت نتائج سياساته تطفو على السطح بما يتناغم مع عناصر المشهد الاقليمي الذي يتلخص بوجود اسرائيل ومعسكرها الشرق اوسطي ، يقابله معسكر ايران وقوى الممانعة ، وهذا يفسر تنافر العراق مع محيطه الاقليمي ، والتناقض بين كونه رمزا للعروبة تأريخيا ، لكنه ايضا رمز للتشيع ، فهو بعروبته يرتبط بمحيطه العربي ، وبتشيعه يرتبط بمحيطه المذهبي ، لكنه بقي حتى الآن عاجزا عن توظيف هذا الامتياز ايجابيا بل اصبح يدفع ثمنه باهضا . ويقع معظم المحللين للموقف الاقليمي تجاه العراق في خطأ اساس عندما يفترضون ان دول المنطقة تتصرف بارادة مستقلة ، وينسون انها عاكفة على تنفيذ الرؤية الاسرائيلية في رسم مستقبل العراق ، وكانت كل من السعودية وقطر وتركيا هي التي تصدت للمهمة . لكن الحكام المكلفين بتنفيذ المخططات يتمتعون عادة بحرية نسبية تضمن لهم تحقيق مصالحهم الذاتية ضمن شراكة مع القوى الراعية تبدو شراكة متكافئة توفر لهم مساحة محسوبة من حرية التصرف مطوقة بخطوط حمراء لا يتجاوزونها ، لذا فكل دولة مكلفة بتنفيذ الرؤية الاسرائيلية لديها مشروعها الخاص ومصالحها الذاتية ايضا .
آليات متشابهة للتدخل الاقليمي في العراق :
   مع اختلاف المسميات ، تؤكد الوقائع تشابها لافتا في وسائل التدخل في شؤون العراق التي تستخدمها دول المنطقة الامر الذي يعكس وحدة التوجه ووحدة الهدف المنشود والجهة التي تريده ، ويمكن اختصار تلك الوسائل بالاشكال الآتية :
١.    تجنيد الارهابيين وتدريبهم وتمويلهم وتسهيل دخولهم العراق وربطهم بشبكة القاعدة .
٢.    تهيئة الحواضن لهم داخل العراق وهي حواضن عشائرية او سياسية او دينية وتمويلها .
٣.    رفع شعار الدفاع عن اهل السنة في مواجهة الخطر الشيعي .
٤.    تكفير الشيعة والدعوة الى قتلهم كمرتدين وتوفير الفتاوى الدينية اللازمة لذلك .
٥.    تمجيد صدام ونظامه وتلميعه بشكل مباشر وغير مباشر .
٦.    الطعن بعروبة العراق ووصفه بالصفوي او الفارسي .
٧.    ايواء المطلوبين من ازلام النظام السابق او الارهابيين وعدم الاعتراف بالقضاء العراقي او القوانين الدولية التي تجرم هؤلاء .
٨.    عقد مؤتمرات علنية وبتغطية اعلامية واسعة للمجرمين والمطلوبين الهاربين وعرض تهديداتهم وتحريضهم ضد العراق وشعبه وحكومته واشاعة خطاب الكراهية والفتنة .
 ويمكن استعراض اهم تلك الدول ورؤيتها :
تركيا :
منذ ان وصل حزب العدالة والتنمية الى السلطة سنة ٢٠٠٢ واصبح رجب طيب اوردغان رئيسا للحكومة بدات تتشكل ملامح جديدة للنظام السياسي التركي على اساس اعتبارات داخلية وخارجية اهمها :
١.    سعي تركيا لاعادة بناء اقتصادها باستثمار ميزات التنوع البيئي والموقع الاستراتيجي والبحري والامكانيات الزراعية والصناعية.
٢.    الوفاء بمتطلبات الانضمام الى الاتحاد الاوربي من معايير في حقوق الانسان والبنية الاقتصادية وتطور النظام الديمقراطي واحترام العلمانية والتعددية والانفتاح .
٣.    تحقيق طموحات اوردغان وحزبه وشعوره الوهمي الطاغي بانه امتداد للسلطنة العثمانية ، وسعيه الى اعادة الهيمنة على المنطقة كحلم طوراني قديم .
٤.    يجب ان يحقق الاتراك علاقات متينة مع الكتلة الخليجية النفطية والتي تنفق مليارات الدولارات في تمويل وتجنيد العصابات الارهابية لخلخلة امن المنطقة . فتدخل انقرة على خط الصراع لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية ، ويصبح اوردغان ضمن منظومة رؤساء العصابات .
ولا يمكن ذكر جميع حالات التدخل التركي في شؤون العراق في هذه السطور ونكتفي بذكر بعض الامثلة :
١.    اتصال تركيا ببعض التركمان العراقيين في كركوك والادعاء بأن انقرة تدافع عنهم ، وقد زار وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو محافظة كركوك في آب ٢٠١٢ بدون اي تنسيق مع الحكومة العراقية ، واعلن في وقت لاحق عن زيارة مرتقبة يقوم بها الى مدينة طوز خورماتو ذات الاغلبية التركمانية .
٢.    سعت انقرة الى ترتيب وضع خاص لما تسميه (حماية التركمان في كركوك). وكشف مصدر دبلوماسي عراقي إن مسؤولين اتراكا اجروا مباحثات مع مسؤولين في الحكومة الأميركية وآخرين في الأمم المتحدة لاجراء هذه الترتيبات ، بدون تنسيق مع الحكومة العراقية ، وهو تجاوز واضح على سيادة العراق .
٣.    برعاية تركية انعقد في اسطنبول مؤتمر تحت عنوان (ربيع العراق) وقد حضره أكثر من ١٥٠ شخصا بعضهم من الهاربين والمطلوبين للسلطات العراقية وهم يتداولون كيفية اسقاط النظام في العراق! وتم نقل وقائع المؤتمر الى ساحة الاعتصام في الانبار عبر شاشات كبيرة.
٤.    تستضيف تركيا نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام على خلفية جرائمه الارهابية ، ويواصل نشاطه الارهابي ضد العراق من الاراضي التركية ويقوم بدعم وتوجيه عصابات الجريمة المنظمة مثل الجيش الاسلامي الذي يقوده محمد الجبوري (ابو سجاد) وانصار السنة الذي يقوده سعدون القاضي(ابو نائل) وكلاهما مقيمان معه في تركيا ويتلقيان تمويلا من دول خليجية.
٥.    قامت تركيا بالتنسيق مع حكومة اقليم كردستان في عملية ترحيل مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المعارض الى الاراضي العراقية قرب جبل قنديل دون ان تحيط الحكومة العراقية علما في انتهاك واضح لسيادة العراق.
٦.    تتزعم تركيا موجة من الهجوم الطائفي الاعلامي السياسي على العراق مستعينة بشخصيات عراقية محسوبة على النظام السابق وبعضهم مشاركون في العملية السياسية ، وتعقد لهم ملتقيات ومؤتمرات عامة وبرامج اعلامية ليطلقوا السنتهم بالسباب للعراق ونظامه وشعبه ويحرضون على الارهاب ويتباكون على مظلومية اهل السنة مع وصف الحكومة المنتخبة بأنها صفوية ! ويعرف كثير من المراقبين ان السلوك التركي يتجاوب مع طموحات اوردغان العثمانية والذي يرى العراق ولاية تابعة له ...
السعودية :
تبنت السعودية منذ البداية الدعوة لاسقاط العملية السياسية في العراق ، لاسباب طائفية ، ويتضمن التوصيف السعودي القول بعدم السماح للشيعة بأن يقودوا الدولة في العراق ولا بد من اعادة السلطة الى السنة ، فقد خاطب الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي كان يرأس وفدا رسميا في زيارة الى المملكة قائلا : ( لقد اعطيناك ٣ مليارات دولار لاعادة السلطة الى السنة ولكن ما زال الشيعة في السلطة ! ) وترى السعودية في العراق وايران منافسين لها في الهيمنة على المنطقة ، وتخشى من ثورة في شرقها الشيعي الذي يضم ثروتها النفطية بدعم من البلدين ، وهناك امثلة على التدخل السعودي الكارثي في شؤون العراق :
١.    اعلن موقع ويكيليكس ضمن حملة كشف الاسرار تفاصيل مدهشة عن دعم السعودية للارهاب في العراق وسعيها الى اثارة الفتنة الطائفية واسقاط النظام القائم ، وقال الموقع ان الرياض تقوم بالاعمال الآتية في هذا السبيل :
‌أ-    تمويل العصابات التكفيرية العاملة في غرب العراق ، وقد اعترف ارهابيون معتقلون لدى السلطات العراقية بالدعم السعودي بالارقام .
‌ب-    ترتيب لقاءات سرية منتظمة لساسة عراقيين حاليين متعاونين مع السعودية مع رئيس جهاز المخابرات السعودي يتلقون فيها اموالا هائلة وتوجيهات.
‌ج-    قال الموقع ان السلطات العراقية لا تتخذ اي اجراء بشأن الساسة المرتبطين بالسعودية الذين يعملون على اسقاط النظام الذي هم شركاء فيه بشكل علني !
‌د-    في وقت سابق نشرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية مقالا للمستشار الأمني للحكومة السعودية نواف عبيد كشف فيه خطة بلاده بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق قال فيه ان اي انسحاب امريكي من العراق سيتبعه تدخل سعودي كبير وضخم لمنع ما وصفه قيام الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران بذبح السنة !! الا ان نواف عاد بعد ايام ونشر في الصحيفة نفسها نفيا لما جاء في مقاله وقوله انه لا يمثل رأي حكومته ! ثم تمت اقالته من منصبه لنشره قضايا سرية، وكونه استعجل في كشف الموقف السعودي الحقيقي من العراق.
‌ه-    اعلن ممثل السعودية في الامم المتحدة فواز العبيد ان بلاده سوف تتدخل في العراق لصالح (السُنة) لقتل شيعة العراق وكورده ، وبعد ردود الافعال الرافضة في اوساط الامم المتحدة لهذا التصريح اقالت المملكة العبيد الذي استخدمته في ايصال رسالة واضحة ، اتضح بعدها ان الملك السعودي أمر بأعطاء فواز العبيد مزرعة في عسير مع عشرة الآف جمل.
‌و-    عرفت السعودية بأنها المصدر الدائمي لفتاوى الابادة الطائفية التي تستهدف الشعب العراقي وبلغ عدد الذين افتوا بقتل شيعة العراق من علماء السعودية منذ سنة ٢٠٠٣ بلغ ٢٦  عالما وهابيا تابعين للبلاط الملكي ومقربين من الاسرة الحاكمة.
‌ز-    وفي فتوى مشتركة على شكل بيان سياسي طائفي افتى ٣٨ شيخا وهابيا بقتل الشيعة في العراق بحجة انهم يساندون الصليبيين والصفويين ضد اهل السنة !
‌ح-    تؤكد وثائق الأمن العراقية أن اغلب الارهابيين من انتحاريين وذباحين هم من السعودية . تم ارسالهم بالاتفاق مع المخابرات السعودية او تم السماح لهم بالتسلل الى العراق .
‌ط-    رعت المملكة عقد مؤتمر واصدار وثيقة مكة سنة ٢٠٠٦ لحل المشكلة في العراق ،  الا انها ارادت بذلك مساندة بقايا النظام السابق والطائفيين .
‌ي-    تؤوي السعودية عددا كبيرا من المطلوبين للقضاء العراقي وبعض رموز النظام السابق ، وتسهل لهم اتصالاتهم للقيام باعمال ارهابية داخل العراق .
قطر :
تعد قطر راعية للارهاب في المنطقة ، وهي الوحيدة التي اصبح ارتباطها باسرائيل اكثر وضوحا وعلنية ، ويصفها المراقبون بدويلة النفط الصغيرة التي تريد ان تصنع لنفسها نفوذا باستخدام الاعلام ودعم الارهاب وخدمة اسرائيل ، وقد تدخلت قطر في جميع دول (الربيع العربي) في تنافس خفي مع السعودية ، وفي العراق جربت قطر جميع وسائل دعم الارهاب وتدريبه وتمويله ، ومن الامثلة على الدور القطري في العراق :
١.    تستضيف قطر وكيل وزارة الخارجية في النظام الصدامي رياض القيسي ويعمل الان مستشارا في الخارجية القطرية وحصل على الجنسية ، ويقود القيسي مجموعات ارهابية تعمل داخل العراق .
٢.    تريد قطر احياء تنظيمات الاخوان المسلمين والتيارات الاسلامية السنية المتشددة الخاصة بها في العراق والمنطقة لتشكل جبهتها الضاغطة لمواجهة النفوذ السعودي الوهابي ، ومواجهة اصدقاء السعودية في العراق الثلاثي المطلك وعلاوي والنجيفي حسب تعبير المصدر.
٣.    حسم كثير من المطلوبين والقتلة والساسة الطموحين في العراق موقفهم بالانضمام الى الاجندة القطرية وليس السعودية ، وقد سبب الصراع السعودي القطري ارباكا وتفككا في الساحة السنية ، وانعكس بشكل خلافات بينهم اما عموم الناس فلا يعرفون ماذا يجري.
٤.    كانت قطر قد استقبلت طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام كما استقبلته السعودية ثم استقر في تركيا ، وقالت مصادر مطلعة ان اسرائيل تهتم به كثيرا وقد خصصت له دورا مهما في مستقبل العراق الأمر الذي جعل كلا من السعودية وقطر وتركيا يتنازعون على تبنيه !!.
٥.    رعت قطر مؤتمرا سريا عقد في ٢٠١٢ في الاردن ضم قيادات من بقايا النظام السابق وفصائل ارهابية وحارث الضاري، وحضره رئيسا مخابرات قطر والسعودية ووزير خارجية تركيا احمد اوغلو ، هدف المؤتمر التحضير لاشعال الوضع الامني في العراق في لحظة سقوط الرئيس بشار الاسد في سوريا على ان تبدأ الشرارة من محافظة ديالى. 
٦.    عملية تهريب السجناء الاخيرة التي جرت في سجني ابو غريب والتاجي تقول التحقيقات الاولية انها جرت بتمويل قطري مسبق، وهدفها ارسال مزيد من الارهابيين الى سوريا .
٧.    كانت قطر تشجع وتمول الاعتصامات المستمرة في الرمادي والفلوجة وسامراء والموصل ، وكانت خطة الاعتصامات هي استغلال اخفاقات الحكومة ومعاناة الناس من الفقر والبطالة وانعدام الخدمات لتنظيم تظاهرات حاشدة تتحول تدريجيا الى تمرد وعصيان مدني ثم تسليح المتظاهرين للخروج بسيناريو يشبه السيناريو السوري ، وتتقدم التظاهرات رموز القاعدة وبقايا البعث المحضور وبعض المسؤولين الحاليين في الحكومة . الا ان هذه الاجندة فشلت لاسباب لامجال لذكرها .
ايران :
الحدود البرية الطويلة ، والتأريخ المشترك ، والتداخل السكاني والمذهبي كلها لم تجد نفعا في تبرير العلاقات الجيدة بين العراق وايران ، احد اسباب الاندماج العراقي الايراني وجود المركز الديني والمرجعي لشيعة العالم في النجف الاشرف ، ووجود عدد كبير من المراجع وكبار العلماء الذين لا يهتمون بالانتماء الوطني ويعدون عقيدتهم هي الوطن ! وقد عاشوا بين العراق وايران وبلدان اخرى منذ ابتداء زمن الغيبة الكبرى فهم شخصيات عابرة للجنسيات والحدود ، كان الدور الايراني ايجابيا مع العراق بعد سقوط نظام صدام . وايران اول دولة اعترفت بالحكومة العراقية ، واصبحت ترتبط مع العراق بعلاقات تجارية مهمة ، وتحاول ايران احتضان جميع الاطراف العراقية بلا تمييز الا ان هذا الدور تقابله دول المنطقة وبعض الاحزاب العراقية بالتشكيك وتوجيه الاتهامات واختلاق التهم ، والعلة في ذلك هو الحرب الدعائية القائمة بين ايران واسرائيل ، وبسبب تبعية دول المنطقة لسياسات اسرائيل واميركا ، لذا لا يمكن اعتبار مواقفها تجاه ايران معيارا ويرى المراقبون ان مواقف بعض دول المنطقة تجاه ايران ما هي الا انعكاس للموقف الاسرائيلي الامريكي المشترك . وقد تبقى العلاقات العراقية الايرانية محكومة بتطورات الصراع الاسرائيلي الايراني الخفي منه والعلني وما يفرزه من آثار اعلامية وسياسية .
آخر تطورات الوضع في دول التدخل الاقليمي قد يغير من خططها في العراق ويجعلها تنشغل بنفسها ، الضربة الاكبر لدول التدخل انها فشلت في اسقاط النظام السوري على المدى المنظور ، كما جرت في البلدان الثلاثة التي تتآمر على العراق تطورات داخلية اهمها :
١.    انشغلت السعودية بمعركة اسقاط الاخوان المسلمين في مصر وعزل الرئيس محمد مرسي ، وهذا الموقف امتداد للتنافس التأريخي القائم بين الوهابية المنطلقة من السعودية وبين تيار الاخوان المنطلق في مصر ، خاصة وان الرياض لمست تحركا اخوانيا في منطقة الخليج يهدد انظمة المنطقة والنفوذ الوهابي مدعوما من القاهرة بعد التغيير . كما تعاني المملكة من ازدهار التيار الليبرالي التقليدي الذي يقوده احد ابناء الاسرة السعودية المالكة والذي وعد بالتظاهر ضد الاسرة الحاكمة في الايام القليلة المقبلة في اطار الربيع العربي، في وقت ترجح المصادر المهتمة بالشأن السعودي قرب موت الملك الحالي عبد الله الذي يقاسي الشيخوخة والامراض والذي يعني نشوب نزاع وحشي على خلافته قد يؤدي الى سقوط الاسرة الحاكمة نهائيا .
٢.    في قطر تم عزل الامير حمد وتنصيب ابنه تميم في ظروف غامضة فهناك من يقول بأن الاستبدال تم بتواطؤ من زوجته موزة لصالح ابنها ، ومنهم من يقول ان الأمير مصاب بمرض خطير لا يستطيع معه الاستمرار في الامارة ، ورأي آخر يرجح تغييرا في الدور القطري لصالح السعودية ، فتتخلى قطر عن دعم الارهاب ، وبالفعل كانت اولى قرارات الامير الجديد طرد يوسف القرضاوي مفتي الطائفية والتكفير من الدوحة ، والاعلان عن سياسة معتدلة . بينما يتوجس البعض ان يكون التغيير غطاء لدور قطري اشد خطرا .
٣.    في تركيا اندلعت تظاهرات ميدان غازي في اسطنبول لاسباب عادية جدا هي الاعتراض على قطع اشجار من الساحة لبناء سوق ، الا انها كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، فقد امتدت التظاهرات الى مدن تركية عديدة فاجأت اوردغان وحزبه وكانت تدعو الى اسقاط النظام واجراء اصلاحات كربيع تركي واضح ، واتضح ان الشارع كان محتقنا ويبحث عن سبب للانفجار لأن النهضة الاقتصادية التركية بدأت تعطي نتائج معاكسة من الفقر والبطالة واستحقاقات ديون الشركات العاملة بعقود الدفع الآجل مما ادى الى عودة القلق المعيشي الى الشارع ، ورفض الشعب التركي تدخل حكومته في القضية السورية او اختلاق مشاكل مع العراق ، هدأت التظاهرات ولكنها مازالت نارا تحت الرماد .
العراق يعين اعداءه على نفسه :
  هناك اعتقاد بأن العراق لا يحتاج الى تدخل اجنبي لارباكه وافشاله ، بل يمكن تركه لوحده يواجه مشكلاته الداخلية وهي وحدها كافية للاجهاز عليه! فالطبقة السياسية لم تنجح في التعبير عن شعبها ووحدته وطموحاته المشروعة ، بل انساقت وراء التخندق الطائفي والقومي ولم تستطع الاجتماع على اهداف موحدة ولم تؤسس دولة متماسكة ذات مشروع موحد ، الامر الذي حول هذا البلد الى بستان بلا اسيجة يستطيع اللصوص دخوله من الجهات الاربع ، وقد يفسر هذا الفشل بسبب الاندماج بين القوى المعارضة القديمة الحقيقية التي قدمت التضحيات طيلة ثلاثة عقود لازاحة النظام القائم والقوى الطارئة التي تمثل مشاريع أجنبية في اطار العملية السياسية ، وتغطية التقاطع القائم بين الفريقين دائما بمجاملات مكشوفة بينما تتفاعل عوامل الصراع في الخفاء فتظهر آثارها فسادا وانهيارا امنيا وتفككا سياسيا ... مهما حاولت القوى الخارجية التدخل في شؤون العراق فلن تستطيع النيل منه الا اذا وجدت عناصر مساعدة من الداخل . والبلدان مثل الافراد ، الحديث الشريف يخاطب الفرد المسلم : (اعدى اعداءك نفسك التي بين جنبيك فان قدرت عليها فأنت على غيرها أقدر) قبل ان يواجه العراق عوامل الخطر من الخارج فليعالج اعداءه الداخليين الذين هم بين جنبيه .
التجزية والتحليل
مؤسسة وطنيون الاعلامية
٧/٨/٢٠١٣

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
الإسم: مهند الجابري
الدولة: العراق
النص: تاريخ العراق الاقتصادي وتدخلات الخارجية
التاريخ: ١٣ / فبراير / ٢٠١٤ م ١٠:٤٧ ص
إجابة التعليق

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 
المقالات مركز صحي خيري في البصرة .. بشراكة الهلالين العراقي والكويتي

المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه )

المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ

المقالات كِيدوا كيدَكُم

المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب..

المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟

المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية

المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة

المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم)

المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب

المقالات سَننتصِر نُقطة، راس سَطر ✋

المقالات ما سر (قلق) الشعب الاميركي من الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل؟

المقالات كيف نقرأ فوز محمود المشهداني برئاسة البرلمان؟

المقالات كيف ستنتهي (معركة طوفان الأقصى)

المقالات المؤلف والمخرج والاول والآخر هو الله..!

المقالات ما أخفاه الكيان الإرهابي، يظهر على السطح ...

المقالات وإنكشف المستور...

المقالات ملامح الأنحطاط في الإعلام العربي..!

المقالات مسؤولية الجميع؛ الوعي والتضامن والدعم..!

المقالات واشنطن وتَل أبيب يهاجمان لبنان..أغبياؤنا يشاركون بمهارة..!

المقالات بوتين على خط الصراع، هل تستفيد المقاومة من ذلك..!

المقالات الى شعب المقاومة العزيز...

المقالات أغتيال إسماعيل هنية في طهران، ما هي الرسالة، وكيف الرد..!

المقالات علاقة العراق بالهجوم على لبنان..!

المقالات يوم الغدير يوم مرجعية الأمة..!

المقالات نتنياهو وملك الأردن أنقذونا.. وقبرص لا شأن لنا بالحرب..!

المقالات العراق بين مطرقة الصراع الداخلي السياسي وسندان الاحتلال

المقالات المندلاوي: تزامن استشهاد الصدر مع ذكرى سقوط الدكتاتور رسخ في الأذهان حقيقة انتصار الدم على السيف

المقالات الحاشية..!

المقالات انتفاضة ١٩٩١م الانتفاضة الشعبانية..!

المقالات قرار المحكمة الاتحادية يلزم بغداد، مواطن الإقليم..!!

المقالات رد نيابي عراقي حاد .. على البيان السعودي الكويتي بخصوص خور عبد الله

المقالات أمريكا؛ شرارة الحرب الاهلية الثانية

المقالات غزة هزة الكيان الصهيوني والبحر الأحمر اغرق الكيان

المقالات السقوط الاخلاقي في ظل التكنولوجيا

المقالات أبو غريب يمثل نوايا أمريكا...وما علاقة الموقع الأسود (black site) و CIA ….

المقالات "الإعلام المزيف وتأثيره على المجتمع والديمقراطية"

المقالات تهديم الدولة العميقة: مفهوم وتأثيراته

المقالات اصلاحات في النظام السياسي العراقي

المقالات الطفل خزينة الدولة والمجتمع...

المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة

 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم شبكة جنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني