يعد الشعب العراقي في صدارة الشعوب المضطهدة على الصعيد الدولي والإقليمي، وتحمل عقود من الزمن تحت حكومات وأنظمة دكتاتورية تطبق سياسات خارجية ودولية، وعمدت تلك الانظمة طيلة فترت حكمها على تجويع الشعب وحرمانه من جميع حقوقه، وسلب حرياته وعرقلة عجلت التقدم والتنمية البشرية والاقتصادية والفكرية، وجعلت البلد يدور في دوامة الحروب الدولية والداخلية.
وقد استهدفت الشباب بشكل مباشر حيث زجتهم في الخدمة العسكرية الإلزامية، وصعوبة العيش وملاحقتهم فكريا وحزبيا من اجل تنظيمهم وادلجتهم في صفوف حزب ألبعث، ومنهم من رفض تلك الضغوطات والأساليب ووقف إمام ذلك الفكر الشمولي والمتطرف، ودفع ثمن الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان وأصبح مصيره في احواض التيزاب وماكينات الثرم البشري أو مغيب في غياهب ألسجون، حتى اضحينا في الامر الواقع إمام العولمة والتكنولوجيا والعلوم الحديثة ووسائل الاتصال الاجتماعي وغيرها، التي دخلت البيوت بدون استأذان واجتاحت الشباب والكبار على حدا سواء.
إن دخول التكنولوجيا الحديثة في العراق بشكل مباشر وسريع ودخولها في المناهج التدريسية بكتلة واحدة لفئة الشباب يعد ضربة قاضية للتعليم والتقدم بشكل عام، ولذلك رأينا في الاعوام المنصرمة نسبة الرسوب في المدارس والجامعات والمعاهد كبيرة ورهيبة على كافة المستويات ألتعليمية، بالإضافة إلى المشاكل التي يمر بها البلد وفخ المغريات الاخرى مثل الفضائيات والموبايل والانتر نت وصفحات التواصل ألاجتماعي، وأماكن اللهو الغير اخلاقية المنتشرة في ارجاء المعمورة وبدعم مباشر من الجهات المسؤولة والمتنفذة في ألسلطة، والتي جعلت الوزارات التعليمية إمام الامر الواقع.
فقد جعلت بعض المواسم عبور شامل، والبعض الاخر ثلاثة أدوار، ويعد هذا لا فرق بين المثابر من اجل النهوض بالواقع العلمي والثقافي في ألبلد، ومواكبة التقدم الهائل في ألعالم، ومن جعل نفسه اسير المغريات وتفاهات الحياة.
فلذلك الذين لا ينجحون بالدور ألأول، ولا في ألثاني، لا يمكن إن يحسب لهم النجاح في الدور الثالث، وكذلك الامر هذا ينطبق على قادة البلدان والشعوب في العالم ومن تولى مركز القرار، فالقائد المثابر ينجح من الدور الأول مهما اختلف موقعه أو ازدادت مسؤولياته...