ولعلنا نلاقي في قرية ما لا يوجد فيها طبيب أو مدرسة ولكن ترى في كل بقعة من المدن أمرأة أو رجل يعتمد تلك المسميات وتحدد للبعض أوقات خاصة للنساء وأخرى لرجال ويختلف النظام لديهم حسب شهرة "أم الخيرة" ,, ومن الملفت للنظر نجد حتى البعض من المجلات المتخصصة بتحضر المرأة وأهتماماتها الأسرية والاجتماعية عزفت نوعً ما عن هذه السياسة وأصبحت تخصص صفحة كاملة لقراءة الأبراج وتعليم المرأة كيفية معرفة برجها.
وكما أن الشريعة الأسلامية لا تغفل عن أبداء الرأي وأعطاء الحكم لكل واقعة أو حادثة , فمن خلال تعرضنا لبعض الشواهد والمواقف العملية تجاه الأسلام قرأت ماورد عن النبي محمد (ص) أنه قال : (من مشى الى كاهن أو ساحر أو كذاب يصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل الله في كتابه) , "مستطرفات السرائر لأبن أدريس". وفي حديث آخر من كتاب الخصال : (من تكهن أو تكهن له فقد برء من دين محمد). وهنا حجة وبيان واضح للساعين الى أمثال هؤلاء السحرة او الكهنة , يجعلون أملهم بهم في حل مشاكلهم والتخلص من محنهم وآلامهم , ونرى هذا هذا يعود الى أسباب نفسية وأمور تزعزع أيمانهم متناسين أن الله هو الملجأ الوحيد لنا حين تظيق بنا المآرب وتنغلق علينا النوافذ , وكان رد صريح لرأي الشريعة التي تنظر لمن يتامل ويلتجأ لغير الله وعدم التوكل عليه سبحانه من الشرك المنهي عنه , والله سبحانه وتعالى تحدث على لسان نبيه (ص) في محفل كتابه الكريم (وأذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب , دعوة الداعي أذا دعان). وهذا يعني أن الله سبحانه يعلم فاقتنا ويسمع حاجتنا ويرأف بحالنا ويتودد ألينا ويرحمنا , فهل يعقل التوجه الى ضعيفي الايمان من الكهنة وغيرهم في قضاء حوائجنا , والجميع يدرك ان الشفاء من الامراض والرزق ,والمخرج من المشكلات والهموم جميها بيد الله , ونعلم ان الطبيب وسيلة لشفائنا من الامراض والله المشافي ,ولايمكن أستنزال الرزق بدون طرق أبوابه من الكدَ وبذل المجهود في العمل لتكون وسيلة للرزق ايضاَ والله هو الرازق , والنبي (ص) وأوليائه الصالحون هم وسيلة لمغفرة الذنوب , والله الغافر .
وهنا أتسائل هل وجدنا النبي (ص) سعى ألى أحد من هؤلاء في شدة أو محنة وكذلك أولياء الله الصالحون وعلمائنا الربانيون ولم نجد ان الشريعة المقدسة جعلت لنا من" قارئ الفنجان , وفتاح الفال , أو صاحب الخيرة " وسائل للفرج من شدائدنا لكن الاسلام شجب تلك الوسائل وحرم العمل بها والتكسب منها .