نحن اليوم في أشد الحاجة إلى التعاون كهذا الوقت، فالله سبحانه وتعالى يأمرنا ـ وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي والوجوب ـ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان..
الحقيقة الأولى التي يمكن أن تُستنبط من هذه الآية أن التعاون على إطلاقه ليس قيمة خيرة، لكن التعاون المقيد بالبر والتقوى، قال تعالى:
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾
هناك تعاون يرضي الله عز وجل، وهناك تعاون يستوجب سخط الله عز وجل، فقبل أن تعاون إنساناً دقق هل هذا التعاون على البر والتقوى؟ هل هذا التعاون على صلاح الدنيا وصلاح الآخرة ؟ أم على فساد الدنيا وضياع الآخرة..
اذن علينا ان نتمعن جيداً قبل الشروع بالتعاون والتكاتف من اجل ان لا نقع في جهنم من حيث لا نشعر ...
وكذلك أن التوجيه النبوي واضحاً في ذلك حين يرسم لنا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- شكل
المجتمع المسلم، وعلاقة أفراده ببعضهم البعض فيقول: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد
بعضه بعضاً)
ولكم اخوتي الاعزاء مثال واضح للتكاتف بين مجتمع النمل فيقول: "وانظر مثلاً إلى النمل؛ يعيش في تكاتف عجيب بين أفراده، تخرج أسرابه طالبة قُوتَها، فإذا ظفرت بها شرعت في نقلها على فرقتين اثنتين: فرقة تحمله إلى بيوتها ذاهبة، وأخرى خارجة من بيوتها إلى القوت، لا تخالط فرقة أخرى، ولا يقع بينها تزاحم ولا تدافع، الذاهبون في طريق، والراجعون في طريق، في تناسق عجيب.
ثم إن ثقل على إحداها حمل شيء؛ استغاثت بأخواتها فتعاونت معها على حمله، ثم خلوا بينها وبينه بلا أجرة، بل انظر كيف مكن التكاتف النمل من زراعة الأرض!
لقد شاهد أحد العلماء في إحدى الغابات قطعة من الأرض، قد نما فيها أرز قصير من نوع بري، مساحة قطعة الأرض خمسة أقدام في ثلاثة، ويتراءى للناظر إلى هذه البقعة من الأرض أن أحداً لا بدّ أن يعتني بها، فالأرض الطينية مشققة، والأعشاب مستأصلة، والغريب أنه ليس هناك مناطق أرز حول ذلك المكان.
ولاحظ ذلك العالم أن طوائف من النمل تأتي إلى هذه المزرعة الصغيرة وتذهب، فانبطح على الأرض ذات يوم ليراقب ماذا يصنع النمل، فإذا به يفاجأ بأن النمل هو صاحب المزرعة، وأنه اتخذ الزراعة مهنة تشغل كل وقته؛ فبعضه يشق الأرض ويحرث، والبعض الآخر يزيل الأعشاب الضارة وينظف.
وبعد أن طال الأرز واستوى ونضج، وبدأ موسم الحصاد؛ شاهد صفاً من النمل في وقت الحصاد متسلقاً شجر الأرز إلى أن يصل إلى الحبوب، فتنتزع كل نملة حبة من تلك الحبوب ثم تهبط سريعاً إلى الأرض، ثم تذهب به إلى مخازن تحت الأرض لتخزينها ثم تعود.
وطائفة أخرى أعجب من هذه؛ تتسلق مجموعة منها أعواد الأرز فتلتقط الحب وتلقي به، وبينما هي كذلك؛ إذ بمجموعة أخرى تحتها تتلقى هذا الحب، وتذهب به إلى المخازن، ويعيش النمل هناك عيشة مدنية في بيوت ذات شقق وطوابق، أجزاء منها تحت الأرض، وأجزاء فوقها، وله حرس وخدم وعبيد، وهناك ممرضات تعتني بالمرضى ليلاً ونهاراً، وقسم آخر يرفع جثث الموتى، ويشيعها ليدفنها".
إذاً هي ليست مملكة نمل بل هي مملكة التكاتف والتعاون، نتعلم من خبراتها، ونتأمل في حالها، وما أجمل قول الشاعر:
النمل تبني قراها في تماسكها *** والنحل تجني رحيق الشهد أعواناً
ناخذ قبسات من آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مثالاً واقعياً حياً للمجتمع المتكاتف، وعاشوا جميعاً على قلب رجل واحد، في ظل غاية واحدة، وهدف واحد, وما رايناه وسمعنا من قصص تبهر العقول وتأسر الالباب منها وقفة كربلاء التضحية والاباء وتكاتف اصحاب مولانا الامام الحسين عليه السلام حتى استشهدوا معه تاركين اهليهم وفلذات اكبادهم , علينا نحن الان ان نكون كما كانوا حتى لاندع للجبناء احفاد الملاعين ان يؤخذوا لهم مكاناً بيننا ليقتلوا خيرة ابنائنا ويعبثوا في مدننا ويفسدوا فيها اكثر مما كانوا عليه في اللانظام المباد , دعونا نكون جداراً لا تهزه الريح ولا العواصف من فولاذ وحديد لا نعطي ولا تكون بيننا اية فجوة او جفوة يستغلها عدونا اليوم ونحن بمسيس الحاجة لان نتكاتف مستمدين العون والقوة من القوي المتين متوكلين عليه ومتوسلين له بحرمة كتابه وبمحمد وآله الطيبين الطاهرين ان يمكننا من اعدائنا وان نمسك ونذل ونخزي كل من يريد بنا وبعراقنا سوء .
علينا جميعا وليس انا وانت وفرادى لا بل جماعات نكون روح في جسد واحد عيوننا تفتح وآذاننا وارواحنا تكون وطنية بحته وحسَّنا الامني يعمل من اجل حماية ارواح ابنائنا واهلنا في العراق كونه مهدد من قبل جماعات مسلحة لاترحم تقتل على الهوية ابلى من الشياطين ,واجرم من الاجرام نفسه ..
نرى العكس من ذلك راجين التعاون والتكاتف الحقيقي بيننا جميعاً لافرق بين الشرطي والجندي فهم منا ابنائنا واخواننا , اما من نريد قوله هنا هو الابتعاد عن الانا والفخفخة بل نكون سواسيا حتى نتمكن من حماية انفسنا ومدننا من شرور القاعدة المقيتة , قاعدة الموت بجميع الانواع قاعدة الخبث والنفاق والقتل والتهجير قاعدة الخطأ وليس الصواب قاعدة انبثقت من عدوة الشعوب ومن نفوس خبيثة حدثنا عنها رسول الانسانية الاعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم , هم الذين سرقوا مدينته واسموها باسمائهم وهي مدينة طيبة !! مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
اعزائي واخوتي ابناء العراق والناصرية الانفجارات التي طالت مدينتنا بعد ان كانت آمنه ليس من السهل علينا ان ترك من فعلوها يعيشوا بسلام وامان بعد ان قتلوا وارعبوا ابناء مدينتنا والعراق بصورة عامة بل علينا ان نطالب الحكومة بالقاء القبض عليهم واخذ القصاص العادل بحقهم ويعلقوا بنفس اماكن زهقت فيها ارواح الابرياء لاان يتركوهم حتى يهربوا من السجون وهذا خزي وعار على الجهات المختصة !!
لنترك الخلافات والاختلافات جانباً ولنعي الامر بكل ما تحمل عقولنا من فكر سليم حتى يتسنى للجميع كيفية وضع خطط امنية وولوج الحس الامني والوطني لارواحنا وبودنا لابنائنا الشرطة والاجهزة الامنية الاخرى واخبارهم بكل شيء نراه مخل بالنظام , وعدم التعامل
بالعنف والقسوة والكلمات البذيئة من قبل الشرطة او اجهزة اخرى تلبس المرقط والمسدسات وكانهم امن هدام الملعون يتعاملون بقسوة مع رجال الشرطة والجماهير وهم
لايعلمون انهم اجهزة وضعت لحماية ابناء البلد وليس للتبختر والتسلط عليهم فما كان في
يجول بخواطرهم ولّى مع صدام الحقير واليوم الجماهير هي مصدر القرار , ومن يريد التسلط
على ابناء العراق فهو بعثي معاد حقير ليس له مكان بيننا ابداً نحن جميعاً من نتحمل
مسؤولية حماية وامن الوطن من شرور الاعداء وريحهم النتن .
فتكاتفنا وبتعاوننا الحقيقي الذي امرنا به الله تعالى سنهزم الارعاب وسيولي من غير رجعة .