فأجاب معاوية(لع): إنّما قتلهُ عليّ لأنّهُ هو مَنْ أتى به للمعركة!
تَصَوّرَ معاوية أنّهُ بآلأمكان و من خلال تلاعبه بآلكلماتِ و آلعباراتِ أنْ يُغيّر آلحقّ للأبد, فآلأنسان يستطيع أنْ يُكذّب بعض آلوقت لكنْ يستحيل أنْ يُكذّبَ كلّ آلوقت .. و آلكذبة قد تُجدي بعض آلوقت لأستغفال آلأمة و إستحمارها و إستعمارها لكن من آلمستحيل أنْ يستمرّ فاعلية الكذب .. أيّ الأستحمار و الأستعمار إلى آخرِ ألعمر و السّبب هو أنّ آلأمّة حينما تتسلّح بآلفكر ألحقيقيّ – و لا بُدّ من تحقّق ذلك – فأنّها سرعان ما تتّخذ موقفها آلتأريخيّ آلمطلوب لقطع دابر ألفتن و الضّلالات و الأكاذيب ألتي عادة مّا تسبب ضياع ألأمة و وقوعها فريسة سهلة بأيدي آلأعداء الذين ترأسهم و يترأسهم إلى الآن ألصهاينة آليهود!
ما أردنا بيانهُ لكم أيّها آلقُرّاء ألأعزاء هو موقف ألسّلفيين الذّباحين و آلمُطبلينَ لتدعيم جيوش الكفر و الصهاينة ألذين يُكرّرون آليوم نفس مقولة "معاوية" ألخارج عن آلأسلام و عن طاعة خليفة و إمام زمانه ألأمام عليّ(ع) .. هذا كلّه بذريعة ألمُطالبة بدم "عثمان" حتّى سبّبَ هذا آللعين إراقة دماء عشرات آلآلاف من آلمسلمين من أجل سلطانه ليَسُنّ سنّة الأنحراف و الدجل و الخيانة حتى يومنا هذا!
كيف يُمكن أن يكون الأمام علي(ع) ألّذي طهره الله تعالى بقوله - إنّما يُريد الله ليُذهب عنّكم آلرّجس أهلَ آلبيت و يُطهّركم تطهيراً - بنصّ ألكتاب؛ أنْ يكونِ متآمراً على أحدٍ!؟
ليس هذا يا إخواني هو غاية حديثنا و فحواه .. بل ما نريد بينانه و آلتّوصل إليه هو أنّ آلسّلفيين ألذّين عميّت بصيرتهم بَدؤا يتحسّسون مدى إنحرافهم – بعد ما تكشّفت جرائمهم و مَآلَ حركتهم و مدى التخريب الذي خلّفوهُ في أوساط ألأمّة بسبب وقوفهم موقف معاوية و عنادهم أمام الحقّ المبين في لبنان و سوريا و العراق و فلسطين و كل آلبلاد الأسلامية طبعاً بإستثناء "إسرائيل" راعيهم و ممولهم و مؤسس حركتهم السّلفية القاعديّة بآلأساس!
إنّ هؤلاء أصبحوا آليوم أمامَ آلأمر ألواقع؛ فبعد ما عجزوا من تدمير آلحقّ لوحدهم بسبب وعي الناس و صمود الدولة الاسلامية المعاصرة التي تواجه مُخططاتهم و تقود العالم المستضعف ضد المستكبر .. أصبحوا – أيّ ألسّلفيون - يُردّدون و يطلبون من ساداتهم في إسرائيل و مراكز الأستكبار ألعالمي في واشنطن و أنكلترا بآلتدخل و المشاركة معهم للقضاء على محور ألمقاومة لأنّهم جبناء و عاجزون على ذلك, و ليس هذا فقط .. بل إننا حينما قدّمنا الأدلة العقليّة و الشرعيّة و آلنّقليّة لبعضهم من أنصاف ألمثقفين هنا و هناك أجابونا أخيراً بجواب "معاوية" مُردّدين فحوى مقولته: "بكون ألنّظام ألسّوريّ هو آلمسؤول عن آلدّمار المُتَوَقَعْ إذا ما تدخلتْ جيوش ألصّهيونية العالميّة مباشرةً لنصرة السّلفيين ألذّباحين عسكرياً كما حدث في ليبيا و غيرها]!؟
فهل رأيتم بشراً عُميتْ بصيرتهم أكثر من هؤلاء آلسّلفيين ألتائهين!؟
كيف يُمكن أنْ يُكرّروا نفس آلمواقف و آلجرائم التي إرتكبها "معاوية" و أمثاله .. بعد أكثر من ألف عام و بنفس ألطريقة و آلغاية!
أ لا يُوجد شيئ من آلعقل في رؤوس هؤلاء آلجّهلة ألحاقدين ألّذينَ ماتَتْ قُلوبهم و ضمائرهم و فَقدوا مروئتهم !؟
أ لا يَرَونَ ما جَرى و يَجري في ليبيا ومصر و بقية آلبلدان ألعربيّة و آلأسلاميّة بسبب ألتّدخل ألصّهيونيّ ألمباشر فيها!؟
كيف يُمكن لمُدّعي شرع الله و سنّة نبيهُ ألكريم ألأصيل أن يُصفّقوا لليهود و يتعاونوا مع آلظالمين و يدعونهم في آلعلن لتخريب بلدهم و بيوتهم و قتل أهلهم!؟
و فَوقَ هذا كلّه يقولونَ و يُكرّرونَ بكلّ قباحةٍ و بلا حياءٍ:
[بأنّ آلنظام ألسّوريّ يتحمّل تبعات ألضّربة آلصّهيونية - آلأمريكية على سوريا!؟]
فهلْ رأيتم أغبياء و وحوش بشريّة أضلّ من هؤلاء ألسّلفيين ألمُتلاعبين بآلكلمات؟
كيف يُمكنُ أنْ يستوي آلأعمى و آلبّصير .. و آلظّلمات و آلنّور لِمُجرّد مقولاتٍ شيطانيّةٍّ من هذا آلقبيل!
لا و آلله لنْ يُغيّروا آلحقّ .. فآلحقّ حقّ و آلباطلُ باطلٌ و آلزّمن هو آلحاكم ..
و كفى بالله شهيداً بيننا و بينكم و من عنده علم الكتاب ..
و إنّ نصر الله آتٍ لسحقكم أيّها آلسّلفيون ألسّاقطون.
عزيز الخزرجي