ولما كانت سوريا باتفاقها وتحالفها مع ايران وحزب الله تمثل الجانب الاقوى والاخطر والاصدق في خط المقاومة والمواجهة مع اسرائيل، ماجعلها السكين المؤلم في خاصرة اسرائيل والشوكة الدامية في عيون انظمة العمالة ، صار لزاما على اسرائيل الاستعانة باداة الشر ( اميركا ) ومن يدور في فلكها للتخلص من هذا الكابوس. وبعد ان يئست اميركا وانظمة الخليج من تحقيق هدفها على ايدي العصابات التكفيرية التي اغدقت عليها الاموال والسلاح بالرغم من مرور عامين على ذلك لجأت الى اختلاق سيناريو فاشل ومفضوح تمثل باطلاق غازات سامة ومواد كيماوية بواسطة عملائها واتهام النظام السوري باستعمالها ليكون ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية لأسقاط النظام او اضعافه بعد تدمير بناه العسكرية والاقتصادية والتحتية وجر حزب الله وايران بالنتيجة الى حرب مدمرة.
ما نتوقعه من هذه الضربة التي نرفضها ونقف بالضد من داعميها و الساعين اليها والمحرضين عليها ومنفذيها والمشاركين فيها.. ما نتوقعه انها ستلحق ضررا بالغا ليس في سوريا لوحدها بل في كل دول المنطقة واولها العراق. اذ في حال سقوط الحكومة السورية وسيطرة قوى التكفير وانتشار الفوضى ستتوجه تلك العصابات بكل ثقلها الى دعم واسناد شراذمها في العراق تلك الشراذم التي تلقى دعما خليجيا متواصلا بالمال والسلاح ، ودعما سياسيا في العراق حتى من بعض الجهات المشاركة في البرلمان والحكومة ، مثلما توفر لها حواضن وملاذات آمنة خاصة في المدن المحاذية لسوريا .وسيساعدها الوضع الامني المتراخي على اشعال الساحة العراقية باعمال تفجير وتخريب وتهجير وتصفيات تهدد العملية السياسة برمتها وتدخل العراق بدوامة عنف وخيمة.
اما في حال خروج النظام في سوريا معافى وانكسار شوكة عصابات القاعدة والنصرة وخذلان داعميها فستفر فلول تلك العصابات الى الحدود الاضعف .. الى العراق طبعا فليس هناك – غير العراق - من يوفر لها الملاذ والغطاء ويتعاطف معها اويرتضيها على اراضيه لافي تركيا ولا الاردن ولا لبنان ولا حتى اسرائيل.
وعندها ستستغل من قبل اعداء العراق وتجربته الديمقراطية في دول الجوار والاخوة الاعداء، وسيكون منافقوا الداخل خير عون لوجستي وسياسي وحاضن لأشعال فتنة اوحرب اهلية لاتبقي للعراق قائمة ولن ينجوا منها حتى مثيروها.