١٨ مليار دينار .. ليس بالقليل !!

لانعتقد ان السيدة النائب اطلقت هذا الرقم جزافا، فهي ان لم تكن مختصة بالشؤون المالية والاقتصادية، فأنها عضو في اللجنة المالية البرلمانية، ولابد ان يكون لديها اطلاع على الكثير من الارقام الذي قد لايتاح للكثيرين الاطلاع عليها، او التوقف عندها عند المرور عليها في هذه الصحيفة او تلك الفضائية، او ذاك الموقع الالكتروني الاخباري.
   وبحسبة بسيطة جدا، بعيدا عن المعادلات الرياضية، والخوض والاستغراق في نسب ومعدلات الفقر والبطالة وازمة السكن، وعدم استيعاب المباني المدرسية لاعداد الطلبة، الذي قدر مسؤول في وزارة التربية اعدادهم بأكثر من ثمانية ملايين طالب، اي مايعادل ربع مجموع سكان البلاد.. بعيدا عن كل هذا وذاك، فأنه يمكن القول ان مبلغ ١٨ مليار دولار يمكن ان يشيد به مائة وثمانين منزلا تساهم في انتشال مائة وثمانين عائلة من واقع مأساوي تعيشها جراء فقدان السكن الملائم. هذا اذا افترضنا ان كلفة بناء كل منزل هي مائة مليون دينار.
   او يمكن بهذا المبلغ الخيالي انشاء تسعة مراكز صحية، او ثلاث مستشفيات نموذجية في مناطق يستعصي على ابنائها الحصول على ابسط علاج حين يحتاجون اليه.
  بعبارة اخرى ان ١٨ مليار دينار .. مبلغ كبير جدا في بلد يعاني الكثير من ابنائه العوز والحرمان من ابسط مقومات ومستلزمات الحياة الحرة الكريمة.
   ونعود الى ماذكرته السيدة نجيبة نجيب، لننبه الى انها تحدثت فقط عن الرواتب التقاعدية للبرلمانيين واشارت الى ان الغائها يوفر ١٨ مليار دينار، ولم تشر الى الرواتب التقاعدية للمئات –ان لم يكن الالاف-من اصحاب الدرجات الخاصة، الذين لو الغيت، او خفظت رواتبهم بحسب استحقاقاتهم الحقيقية، لوفرت ربما ١٨٠ مليار دينار سنويا وليس ١٨ مليارا فقط.