إن الله تعالى يريد أن يعيد القوة والسلطة والحكم الى أيدي الصالحين من الأمة، العابدين المستضعفين الذين إستضعفهم الظالمين، إن كانت القوة والسلطة بيد الصالحين فإنهم سيعمرون الأرض ، أما إذا كانت القوة والسلطة بيد الفاسدين الظالمين فإنهم سيذيقوا الأمة والناس الذل والهوان والقتل والتشريد والإستعباد والإرهاب، (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص آية٥
إن الصالحين والمستضعفين من عباد الله لديهم عهدا من الله بأنه سيعطيهم القوة والحكم، تلك مشيئة الله تعالى ونحن في عصر الإنتظار عصر قائم آل محمد صلوات الله وسلمه عليهم الذي سيملىء الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا،
وهنا يقال الإمام السجاد (ع) : تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله (ص) والأئمة بعده ، يا أبا خالد !.. إنّ أهل زمان غيبته ، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان ، لأنّ الله - تعالى ذكره - أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (ص) بالسيف ، أولئك المخلصون حقا ، وشيعتنا صدقاً ، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً ،وقال (ع) : إنتظار الفرج من أعظم الفرج .
إن إنتظار الإمام القائم (عج) يجب أن يكون إنتظار قائم، لا إنتظار قاعد متكاسل منتظرا مغيرا لواقع الأمه الإسلاميه؛ مرتبط بالإمام القائم في التغير الإجتماعي والسياسي والعسكري وآمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، إن الإمام منتظرا للتغيير فينا نحن أولا، ونتحرك نحو تغيير الأمه والواقع المزري، علينا أن نتحمل المسؤولية في المشروع الإلهي المهدوي ونهيئ القاعدة الجماهيرية ونعد مقومات الظهور حتى نكون إيجابين لا سلبيين، فالإعداد نفسيا وإجتماعيا وعسكريا وإقتصاديا وكلما كان الإعداد جادا موحدا متحدا إقتربنا أكثر من إمامنا وكنا أقرب من ظهوره .