أمريكا التي دخلت بقواتها إلى الوطن العربي منذ ١٩٩٠ والحجة تحرير الكويت وجدة من تلك ألعبة الفرصة للتمركز في الأراضي والمياه الإقليمية العربية لتتدخل في كل سياسات تلك الدول , فبعد احتلال العراق الذي لا زال يعاني من إثارة ذلك الاحتلال وكذلك من تسلط الأحزاب والإرهاب والطائفية تحركت إلى دول أخر وبحجة الربيع العربي لتزرع عملاها من السلفية الوهابية في عدة دول ولتتغير الحكومات إلى حكومات سلفية تقتل وتدمر وتكفر كل من لا يؤيدها في سياستها فتونس وليبيا ومصر وسوريا تلك الدول تحولت من دول مستقرة تنعم بالحرية إلى دول متطرفة دينيا يحكمها رعاع همج متخلفون أشعلوا الحرب فيها إلى ما لا نهاية قتل يومي لأبرياء تدمير للبنى التحتية هولاء هم أناس يرتدون ملابس تشبه التي يرتديها الأفغان ملتحين شعورهم طويلة كما في عصور الجاهلية فهل هولاء هم من سيغيرون بلادنا نحو الأفضل .
اليوم الشعب السوري يعاني الأمرين من سياسة هولاء فالشعب مشرد والقتل مستمر والدمار شمل كل شيء وهذا ما إرادته إسرائيل لأنها هي من خططت إما التنفيذ فكان من قبل أمريكا والعرب من دول الخليج خاصة السعودية وقطر التي دفعت ثمن الحرب على سوريا مقدمآ لأمريكا , إما بقية الدول العربية فهي ايضآ شاركت في المخطط من خلال الصمت على كل ما يحدث , إما الجامعة العربية فكان موقفها متخاذل عندما أعطت معقد سوريا إلى ما يعرف بالمعارضة ولا نعرف إن كانت الجامعة العربية جامعة شعوب أو أنظمة أو معارضة .
مخطط الشرق الأوسط هو يهودي هدفه القضاء على الدول العربية ومن اجل سلامة امن إسرائيل اولآ والتخلص من هذا البلد بالذات إي (سوريا) لأنة الداعم والمؤيد للمقاومة ألبنانية وهو الطريق التي تحصل من خلاله المقاومة على الأسلحة من إيران , فبعد فشلهم في جعل مصر مركز لتجمع السلفية والوهابية تحركوا نحو سوريا من خلال عملائهم وبعد نجاح المخطط وتدمير هذا البلد استخدموا حجة الأسلحة الكيماوية لضرب سوريا عسكريآ وقالوا إن الجيش السوري هو من أطلقها رغم إن العالم بأسرة يعلم من أطلقها على الشعب السوري . اليوم أمريكا تحشد الدول الأوربية والعربية من اجل أعطاها الضوء الأخضر لضرب سوريا عسكريآ طبعآ روسيا والصين معارضة منذ سنوات لهذا التدخل وقد هدد بوتن برد حاسم وتحدا كل المزاعم الأمريكية بوجود أسلحة محرمة لدى الحكومة السورية والبرلمان البريطاني رفض ايضآ كما رفضت ألمانيا التدخل العسكري في سوريا كما حذرت إيران من هذا التدخل وأكدت وعلى لسان وزير دفاعها إن تدخل أمريكا في سوريا إلى التجربة المريرة للعدوان الأمريكي على العراق وأفغانستان وأكد إن واشنطن قادرة على إشعال الحرب لكنها ستكون غير قادرة على إنهائها, إما العراق فقد حذر من استخدام نفس الحجة لضرب الشعب السوري كما حذر من عواقب التدخل الأمريكي في شؤون هذا البلد , إما تركيا ودول الخليج فأيدا الضربة العسكرية لان تلك الدول هي من تؤيد وتساند الإرهاب في المنطقة العربية.
إما موقف الحكومة السورية فقد قال الأسد إننا سندافع عن أرضنا حتى النهاية . أمريكا تهدد بضرب سوريا لأنها تقول أنها استخدمت أسلحة كيماوية ضد المواطنين فماذا لو تأكد لها إن من استخدم تلك الأسلحة هي المعارضة ومن يواليهم هل ستضربها أمريكا وتعاقب الدول المؤيدة لها سؤال يطرح نفسه إما الإجابة فلأمريكا فقط .
أمريكا دائمآ تبرر تصرفاتها وتعطي الحجج لكن اليوم ليس كالأمس وبشار ليس صدام الذي تخلى عنة شعبة وأهلة وكل من حوله بسبب سياساته وسلم العراق لأمريكا بدوم مقاومة إما بشار الأسد فشعبة وأهلة معه واغلب الدول الأوربية والعربية معه خاصة روسيا والصين ولبنان وإيران تلك الدول دعمت ولا زالت تدعمه من اجل القضاء على الإرهاب الذي اجتاح البلاد منذ أكثر من عامين لذلك فالتقف أمريكا عند حدها وكفاها تدخلآ في شون الدول والتسحب أساطيلها من المياه العربية إلى غير رجعة لان كل ما يحدث في الساحة العربية من اضطرابات وقتل ودمار هي السبب فيه . وكفاكم يا عرب جبنآ وخضوعآ وعمالتآ للدول الاستعمارية قفوا ولو لمرة واحدة موقفآ موحدآ مشرفآ تجاه ما يحدث ولو إن ذلك بعيد المنال .
حميدة مكي ألسعيدي