وندعو الباري عز وجل ان لاتعود تلك الايام السوداء، وقد ترسخت في الذاكرة اسماء مناطق استباحتها وسيطرت عليها الجماعات الارهابية بصورة كاملة تقريبا، ومن تلك المناطقة ، منطقة اللطيفية الواقع على الطريق الرئيسي الواصل بين محافظة بغداد، ومحافظات بابل وكربلاء والنجف، وفي فترة من الفترات اصبح من الصعب جدا ان يسافر المرء على هذا الطريق ويمر باللطيفية لان الارهابيين سيطروا عليه، وراحوا يوقفون السيارات ويقتلون على الهوية.
ومن المؤسف جدا ان تتوارد الاخبار والمعلومات عن عودة بعض المشاهد والصور المؤلمة في هذه المنطقة، فبالامس القريب قتل الارهابيون ثمانية عشر شخصا من بينهم اطفال يمثلون عائلة واحدة في اللطيفية بسبب انتمائهم المذهبي، وبعدها قتلوا افراد عائلة اخرى مؤلفة من ستة افراد، واخذت المنشورات التهديدية تنتشر بشكل واسع، ووفق ماتناقتله عدد من الفضائيات فأنه حتى الان تركت ٢٧٠ عائلة بيوتها واراضيها بسبب تهديدات الارهابيين، والحبل على الجرار.. وهنا فأنه لابد ان تتنبه الجهات الامنية المسؤولة الى جرس الانذار هذا وتتخذ الاجراءات السريعة والحازمة حتى لاتخرج الامور عن السيطرة وتتكرر الماسي والويلات السابقة.
وليس هذا فحسب ، بل ان مناطق اخرى بدأت تعيش وتواجه نفس الاوضاع ، ففي محافظة نينوى اخذت التهديدات لابناء المكون الشبكي تتزايد من الجماعات الارهابية ، الامر الذي دفع عشرات العوائل الى ترك بيوتها واملاكها، لاجل ان تحافظ على حياتها.
ان الجماعات الارهابية التكفيرية والصدامية يمكن ان تستغل الاوضاع الاقليمية المضطربة، لتمرر مخططاتها الاجرامية بدعم ومساندة اطراف خارجية، وهذا مابدأت تظهر بوادره بوضوح مؤخرا، وهو ماينبغي ان يلتفت اليه المعنيون ويقطعوا دابر الارهاب، فكفانا نزفا للدماء وازهاقا للارواح.