وكعادته في كل محفل اومؤتمراو مهرجان او ملتقى او تجمع محلي او عالمي او اقليمي او عربي- , سياسيا كان او دينيا او ثقافيا او عشائريا – يبث عمار الحكيم شؤون وشجون الهم العراقي المتجدد مستعرضا المعاناة اليومية للمواطن والمتمثلة – بنقص الخدمات وتفشي البطالة وضعف الامن وانتشار الجريمة وسوء الاحوال المعاشية .
وبايمانه المطلق بان المواطن هو الغاية والوسيلة وانه علة وسبب وجود الدول وقيام الحكومات , واهماله وغمط حقوقه كفر بكل القيم وتجاوز على النواميس الشرعية والاخلاقية والوضعية وتنكر لدوره الفاعل في تشييد الدول وقيام الحضارات وتنصيب الحكومات والملوك ,ولانه يؤمن بان المواطنين هم صناع التاريخ وان الحكام مختلسوه ،ايمانا وقناعة بكل ما مر ناشد المسؤولين ان يقفوا على ابواب المواطنيين ليجسوا نبض همومهم ،ويتحسسوا معاناتهم اليومية ويتعرفوا على مشاكلهم واحتياجاتهم عن قرب ويبادروا الى معالجة الممكن فورا،ويضعوا الحلول المرحلية للمشاكل والاحتياجات الاصعب.
وانطلاقا من هذا الايمان يجد الحكيم نفسه مكلفا شرعيا للتصدي وممارسة دور المراقب اليقظ النزيه لتاشير الاخطاء وتشخيص السلبيات التي واكبت وما زالت تواكب مسيرة الحكومة وخاصة فيما يتعلق برفع الغبن عن المواطن وتعويضه عن سني القهر والعوز والحرمان التي مارستها السلطات الدكتاتورية بعد ان اذاقت المستضعفين شتى صروف التنكيل والتعذيب والتشريد والطاردة و تكميم الافواه والابادة الجماعية.
لاشك ان الحكيم يقفو خطى جده العظيم سيد الوصيين الذي قال بحسرة وغصة وهو يرى انقلاب الامة وتنكر الحكام وكثرة المظالم : اما والذي فلق الحبة وبرا النسمة لولا حضور الحاضر وثبوت الحجة بوجود الناصر وما اخذ الله على العلماء ان لا يقاروا على كضة ظالم ولاسغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت اخرها بكاس اولها ولالفينكم دنياكم هذه ازهد من عفطة عنز .
كيف يسكت الحكيم عن المظالم وهو يرى ملتقاه الثقافي وقد صار مهوى المستضعفين والمغبونين ؟
كيف يسكت وقد صار منبره صوتا وهتافا وراية ....فلا يملك الاّ ان
يطالب بانصاف الارامل وجبر خواطرهن وقد فقدن المعيل وزاد عددهن على المليون ارملة .
يطالب بايواء الايتام وانقاذهم من التشرد والتسول وقد ناهز عددهم الاربعة ملايين يتيما .
يناشد فرقاء العملية السياسية تجميد الازمات والابتعاد عن التصعيد والتراشق الاعلامي والعمل على حل الاشكالات حول طاولة مستديرة بعيدا عن وسائل الاعلام .
وان استمرار الخلافات واتساع الهوة انعكس على الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية وادى الى تدهورها واستياء الشارع العراقي وتململه ووصوله الى حالة الياس والاحباط والقنوط .
يعرج على الاعمال الارهابية التي طالت الابرياء فيطالب بانزال اقسى العقوبات بحق المجرمين ويدعوا الجهات الامنية الى مسك زمام المبادرة والانقضاض قبل تنفيذ العمل الارهابي ومباغتة المجرمين في جحورهم واوكارهم .
دعا الى رسم استراتيجية واضحة في عملية التسليح وليس عسكرة الدولة وجعلها مصدر قلق وتهديد لشعبها ولدول الجوار .
على ان تسبق ذلك تهيئة البنى التحتية وتوفير متطلبات ذلك من تدريب جيد وتوفير واعداد المخازن الخاصة والادارات الكفوءة والمدارج الحديثة للطائرات .
اكد على دعم الحكومة في مساعيها لتعزيز الوحدة الوطنية ومعالجة الوضع الامني وتقديم الخدمات العامة والضرورية للمواطنين .
حذر من الانجرار وراء الدعوات المضللة التي تحاول العزف على الوتر الطائفي من خلال استغلال الاحداث الاجرامية في هذه المنطقة اوتلك والتي يسعى اعداء العراق لاثارتها بين ابناء الشعب الواحد .
وفي خضم كل هذه الاحداث لم ينسى الحكيم - وفي كل مناسبة - مايجري في الدول العربية الشقيقة وما تتعرض له سوريا من مخاطر وتخريب وتدمير، وما يلاقيه الابرياء من الشعب السوري من تصفية وذبح وابادة على ايدي الظلاميين اعداء الانسانية المدعومين من اجندات خارجية تغذيها اسرائيل وقوى الاستكبار العالمي وبعض الانظمة الخليجية المشبوهة، فتمنى لها وللشعوب العربية ولكل شعوب العالم الحرية والوحدة والسلام مؤكدا معارضة العراقيين لأي عدوان خارجي اوحرب ضد سوريا وشعبها الشقيق .
لاشك ان العراق الجريح وشعبه المستهدف الصابر بحاجة ماسة الى توحد رؤى مسؤوليه وتجميدهم الازمات المستعصية وتعليقهم الخلافات الجانبية للوقوف بوحدة وحزم بوجه الهجمة الارهابية الشرسة التي تستهدف الوجود العراقي واسقاط التجربة الديمقراطية ،خاصة بعدما طفحت على السطح علامات خطرة تذكر العراقيين باحداث التهجير الطائفي والقتل على الهوية والعودة الى سني الخراب والدمار ،وما يحدث لشبك الموصل ولبعض العوائل في البصرة والناصرية والكوت وديالى خلال الايام الماضية خير دليل .وهو مايدفعنا لمناشدة المسؤولين في الحكومة المركزية ومجالس المحافظات الى احتواء الحالة واخذ المسببين لهذه الاحداث ومثيري هذه النعرات بشدة.
كما ان علماء الدين و شيوخ المساجد ورؤساء العشائر امام مسوؤلية تأريخية ولعب الدور البناء في توجيه العامة من الناس والحث على الاخوة و الابتعاد عن الخطاب الطائفي والتذكير بمخاطر الانجراف خلف الاجندة المدسوسة التي تستهدف العراقيين وتجرهم الى حرب طائفية تحرق الجميع .