تناولت وسائل الاعلام المختلفة قبل اسابيع ظاهرة وهي ان رئيس حكومة احد الدول الاوربية ظهر متنكر ويقود سيارة تكسي ، وكان هدفه من ذلك القرب من المواطن ومعايشة حياته اليومية وتشخيص الاخطاء والاحتياجات ، فهذا المسؤول ، لم يعتمد على مستشارين لينقلوا له ما يحتاجه المواطن وما يعانيه في حياته اليومية ، كما يفعل المسؤولين في دول الشرق الاوسط عموما او في العراق خصوصاً ، بل دفعه الى ذلك شعوره بالمسؤولية وحبه للوطن والمواطن ، نحن العراقيون نفتقر لمثل هذه الظاهرة فلم نرى من سياسيو السلطة وعلى رأسهم المالكي او علاوي او النجيفي او الجعفري او الخزاعي وهؤلاء كلهم مسؤولون وعلى راس السلطة التنفيذية والتشريعية ، لا نقول افعلوا كما يفعل رئيس وزراء السويد بل نقول احذوا حذوا السيد عمار الحكيم .
المعروف ان عمار الحكيم رجل دين وابن المرجعية الدينية وهو سياسي له ثقله ، وعندما يصدر منه كلام ليس مجرد كلام فبخبرته وعلمه بخفايا وخبايا الامور ، وما يترتب على اساس ذلك من حقوق للمواطن العراقي ، فكلامه ذو فائدة وعبرة ، معتبراً ايه تكليفاً شرعياً ووطنياً ، سمعته في الملتقى الثقافي الاسبوعي يوصي المسؤولين : ( بان يكون المسؤول على باب المواطن وليس المواطن على باب المسؤول ) .
عبر الحياة متناثرة في كل زوايا الحياة ، انما عين الحكيم وحدها القادرة على التقاطها ، دون غيره من السياسيين ، وان مبادراته جميعها مستمد من خلال زياراته الميدانية واطلاعه على الواقع ، فالرجل يلتقي بالمواطنين سواء في الجامعات واقسامها الداخلية ويطلع على احوالهم كما يظهر في الفضائيات ، او يزور ضحايا الارهاب في المستشفيات ، ويزور الدوائر التي تهم ذو الاحتياجات الخاصة ورعاية الطفولة ، وجميع ما يهم الشعب ، ويدخل بيوتهم عبر وسائل الاعلام التي تبث الملتقى الثقافي الاسبوعي ومن خلاله يوعي الشعب بحقوقه ، ويذكر الحكومة بواجباتها ويعطيها الحلول ، ويرفدها بكل ما يسهم في بناء الدولة فالحكيم بهذا العمل يكون قريب من المواطن و يحاكي همومه وهموم ومشاكل الوطن ، علاوة على ذلك فالحكيم شاهدته بأم عيني وهو يمشي بين الناس في مناسبات كثيرة كالأعياد والمناسبات الدينية ويسلم على الناس والناس تسلم عليه ، ولم يسكن المنطقة الخضراء كالسياسيين الاخرين ، فعلا يعتبر الحكيم سياسي الشعب وحكيم الشعب من الشعب والى الشعب .
نعلم ان كل صاحب سلطة محكوم بالموت ، وكل قوة محكومة بالفناء ، وكل حكومة آيلة للسقوط ، ولا نتوقع ان يكون الحاكم من الملائكة ولكن لانقبل ان يكون من الشياطين ، فبعض المسؤولين في وقت الانتخابات يمثلون دور الملائكة ويقفون على باب المواطن وبعد الحصول على مبتغاهم يكونوا جنود ابليس ويذلون المواطن ويتنكرون له.