حين حاول الرئيس المصري السابق أنور السادات استرضاء الكاتب المعروف محمد حسين هيكل بتنصيبه مستشارا للرئيس قامت قيامة غضب هيكل الذي اعتبر أبعاده عن (الأهرام) لايمكن أن يعدله أو يخفف من وطأته استرضاء من أي نوع ،هيكل كان قلما يكتب وفكرا ينتقد ومواطنا يعشق بلده لهذا رفض أغراء المنصب واختار أن يظل مع القلم ذلك القلم الذي سدد رصاصة إلى قلب الرئيس السابق وأفكاره بعد وأثناء حرب تشرين عام ١٩٧٣ ففجر في كتابه (أكتوبر ٧٣السلاح والسياسة) غضب ملايين المصريين على الكيفية التي أدار فيها السادات الحرب مع إسرائيل ومار افقها وأعقبها من تنازلات عجيبة وغريبة وتهادن مريب واستسلام مريب ،هيكل الذي يعرف عن كواليس السياسة أكثر مايعرفه عن ميدان الحرب وتكتيك المعارك أدرك هيكل بحسه الصحفي أن مكانه الصحيح أن يحمل قلما ليذود به عن وطنه خيرا من ان يكن ككتاب قديم ، ربما تعيد لنا هذه الحكاية الكثير من الوجع الذي نستشعره اليوم ونحن نعاني المرارات بسبب تسلق دفعات كبيرة من الجهلة على رقاب الكراسي والمناصب والمؤسسات بغير حق ودون أنصاف مع شديد الأسف ان القطاع التربوي حيث ، يحتل موضوع التربية في القطر العراقي من المواضيع المهمة والساخنة على مدى التاريخ لأنه ليس فقط مفصل من مفاصل الحياة لكنه يعني ببناء الحياة ذاتها عبر تقويم الأجيال والنهوض بها الى مستوى الإبداع والتطور وتحمل المسؤولية كاملة بدون تخاذل من جانب الوزارة ومن جانب التدريسيين فالتربية لاتعني بجانب التعليم واكتساب المعارف بل تعلم الخلق الرفيع وصقل المواهب وصناعة الإنسان العراقي ووزارة التربية هي المعنية بذلك ويجب أن تكون أكثر اهتماما بهذا الشأن وتقع عليها المسؤولية الكبرى ، ومن هذا المنطلق أعددت الدول الكبرى المتقدمة حضاريا إلى رصد ميزانية عالية للجانب التربوي فهي تضع تسهيلات كي تنهض بالأجيال وتربيتها وتعليمها تعليما جادا ،اما في العراق ظل هذا المرفق المهم متعثرا والى يومنا هذا والأسباب كثيرة تقع أكثرها على سياسات الحكومات المتعاقبة نعم ذلك لعدم اهتمامها بالمفصل التربوي ولكن مع الأسف الشديد يوجد خرق كبير في هذا لقطاع الحيوي المهم، قائد القوات البرية البعيد كل البعد عن القطاع التربوي أصبحت زمام الأمور بيده حيث تم تنصيب بن عمه مدير تربية قضاء بلدروز ومن الشروط والضوابط أن لايتسلم منصب مدير تربية إلا من كان لدية مدة لاتقل عن خمس سنوات كمدير مدرسة ومن بعد ذلك يختبر ويؤدي الامتحان لكي يتسلم منصب مشرف تربوي غير أننا وجدنا في تسلم مدير تربية بلدروز منصبه من غير شروط ولا ضوابط حيث أن الأخير لم يشغل منصب مدير مدرسة ولو ليوم واحد ، فيجب أن لاتكون هذه المناصب على حساب المحسوبية والمنسوبية نتسائل هل وزارة التربية تعلم بذلك ام تعتبر في اعداد الغافلين ...