كثيرة هي الأموال التي تصرف من قبل الوقف الشيعي على المساجد من اجل توسيعها ، لكن بدون دراسة وتخطيط او استيعاب للناس ومناسباتهم وإقامة مجالس العزاء فيها وخاصة في المناطق الشعبية، فيقوم المتولي على المسجد باستغلاله تجاريا ببناء المحال التجارية ، وهو يشغل مساحة كبيرة في مناطق مكتظة بالناس لايوجد فيها مكان فارغ، وبالرغم من عدم وجود مصلين ، أو دراسة أو دورات تجمع الأطفال من اجل تعليمهم الأخلاق الفاضلة واحترام الآخرين والنظام واستغلال الفراغ يتركون في الأزقة والشوارع والمساجد مقفلة!!، بينما تجد هناك حسينيات صغيرة تم التبرع بها من قبل بعض الناس تفتح أبوابها بصورة شبه دائمة وتقام فيها الدورات الدينية والتربوية وهي تكتظ بعدد كبير من المصلين من الشباب والمسنين.
بالعودة على إقامة مجالس عزاء في تلك المساجد ، ففي الأيام الأخيرة كثرت الاستهدافات الإرهابية وخاصة في المناطق الشعبية وبعد أن استهدفت الملاعب ومساطر العمال ، اليوم يتم استهداف سرادق العزاء التي تقام في الشوارع العامة التي يتم قطعها أمام المارة ، خوفا من الاستهداف لكن البعض ومن باب إماطة الأذى عن الطريق، يتركون نصف الشارع سالكا والأخر مقفلا ، هذا الأمر سبب دخول انتحاري بسيارته إلى احد تلك السرادق فخلف العشرات من الشهداء والجرحى ، وعندما يتم طرح تساءل وهو مشروع، لماذا لا تقام تلك المجالس في المساجد يأتيك الاستنكار وبعض الأحيان النهر والاهانة، كيف نترك عادات أبائنا وأجدادنا كيف يحدث ذلك وماذا يقول علينا الآخرون!، إنها العادات والأعراف التي تقتلنا يوميا ونحن نبقى متمسكين بها ، لاندري ماهو الفرق بين المناطق التي تقيم العزاء في الحسينيات والمساجد والمناطق الشعبية التي لم تترك الأعراف العشائرية والريفية وهي تعيش في المدينة!!، ونتساءل ألا يمكن أن تتبدل تلك العادات بعد هذا العدد من الضحايا، وهل المناطق الشعبية أفضل من المناطق الأخرى التي تقام مجلس عزائها في المساجد ؟ إذا علمنا هي الأفضلية للأخرى في كل الجوانب العمرانية ومستوى المعيشة.
فالمطلوب من الوقف الشيعي عندما يصرف الأموال الكبيرة أن يشترط على المتولي لذلك المسجد بان يخدم تلك المنطقة التي يقع فيها المسجد وليس يكون مخصصا للاحتفال لبعض الأحزاب ومراكز للتوجيه السياسي، فهي مؤمنة الحراسة من قبل حراس مدربين ، يقومون بتفتيش الوافدين من دون أي حرج لان هذا عملهم، فينبغي التحرك سريعا من قبل عقلاء القوم والسلطات المحلية والجهات المتنفذة في تلك المناطق لخطورة الاستهداف على الناس ، للحفاظ على أرواح المواطنين.