ألشباب هم المخزون البشري ألذي نراهن عليه في مقبل ألأيام، فلا يجدر بنا أن ندع ألحبل على ألغارب ولا نحرك ساكناً حيال حالة ألمراوحة وتجميدعزوف نشاط ألشباب ألسياسي لأجل غير مسمى. لا نلقي بتبعات ذلك ألعزوف على كاهل ألشباب بشكل مطلق من دون ألنظر إلى حيثيات ألأمور من كل جوانبها وأبعادها، فهناك تداخل كبير بين ألأسباب وألمسببات، ومن غير أللائق أن نتناول ألنتائج من غير األنظر إلى ألأسباب . نعم، هناك إخفاقات وهناك مراوحة في ألجمود في ألمؤسسة تلك أو الدائرة تلك، وهناك عدم تجاوب وعدم فاعلية من قبل ألمجتمع حيال هذا ألنشاط أو ذاك، وهناك عدم تشجيع أو حتى كلمة طيبة أو على أقل تقدير نقد بناء يشد من أزر ألشباب ألعاملين وينظر لمكامن ألخلل في شخصيتهم ، ولكن لا يبرر على ألإطلاق بحالة ألعزوف وحالة ألقطيعة ، فهناك كثير من ألشباب وكثير من ألطاقات تنشط في ظرف معين .
هناك فهم مغلوط قد يقع فيه بعض ألشباب ألمتحمسين للعمل ألسياسي في أول مشوارهم، وهو عدم فهمهم ألصحيح لما هو ألعمل أصلاً وعدم درايتهم بكونه - ألعمل ألسياسي - يتسم بشيء من ألتضحية بالوقت وألجهد وحتى ألتعرض إلى بعض ألمشكل. وعندما يصطدمون بهذا ألواقع تتولد عندهم ردود فعل عكسية عن ألعمل وحتى عن ألمجتمع، وهذا أمر خاطئ يحتاج إلى توعية وتصحيح بالتحاور وألنقاش ألموضوعي. ومادمنا قد فتحنا ألباب على مصراعيه في هذا ألموضوع بكل شفافية وأنفتاح ورحابة صدر فلا يجدر أن يفوتنا في هذه ألجزئية أن ننتقد ألشباب وإن كان ألنقد في بعض ألأحيان قد يوجع، .
فهناك شريحة شبابية مخلصة أنصهرت في ألعمل ألسياسي منذ حداثة سنها ولم تدخر وسعاً في تقديم ألغالي وألنفيس من أجل ألعمل وأستمراريته ، ووجدت نفسها إلا وهي في ركاب ألمؤسسة ألسياسية وضمن أفرادها
ألمطلوب من ألشباب أليوم وإزاء هذه األتحديات وألأستحقاقات ألكثيرة على ألأرض أن ينخرطوا في مضمار ألعمل ألسياسي من أجل وطنهم ، وأن يلقوا كل تبعات ألماضي خلف ظهورهم، وأن ينظروا للإمام، فإشعال شمعة خير من أن تلعن ألظلام كما يقولون. ألمجتمع بحاجة لطاقاتكم وجهدكم كي تبنوه وتشيدوه بكل حب ومثابرة، ألبناء إن لم يكن صحيحاً وقوياً سرعان ما يتصدع ويكون مصيره نحو ألخراب واألزوال.
أنتم مدعوون أيها الشباب لحمل هذه المسؤولية وإعطائها للأجيال القادمة بكل جد وإصرار على ألتغيير في حقول العمل ألإنساني وألسياسي ، وتنسحب تلك ألمسؤولية على مؤسساتنا ألحكومية وألمدنية بأن تفتح باعها إلى ألشرائح ألشبابية ألواعدة كي يعطوا ويبدعوا ويرتقوا بصروح مؤسساتنا نحو ألأفضل، وعلى شبابنا ألطموح الذي يحمل هم ألعمل ألسياسي أن يبادروا بكل قوة لخوض معترك ألعمل، وهذا للوهلة ألأولى يعد ضمانة حقيقية لسير ألنشاط وحراكه في واقع ألمجتمع.
لقد بلغ ألسيل ألزبى, لِما آل إليه حال بعض شباننا أليافع أليوم, وألذين بتنا نمتعض لرؤيتهم في هذا ألحال؟ وهذا ما دعانا لنكتب ألآن وبكل أسف؟ وما هذا إلا تصوير واقعي لشريحة واسعة من مجتمعنا ألآن, باتت ظاهرة لذوي البصائـِر, ولنبتعد قليلاً عن ألمجاملات وألمحاباة, فلا أَرب لنا فيها. فبعض شباننا الذين هم في أوج الفتوة والعطاء وألطاقة, وألذين هم ثروة هائلة لا تقدر بثمن, ما حالهم أليـــوم؟
عزيز الكعبي