لماذا في "اربيل" الامنة؟ وهل هدفها طرد المستثمرين؟ ام لها علاقة بالصراع الدائر في سوريا بين المجاميع الكردية و"جبهة النصرة" او "الدولة الاسلامية"؟ وهل يراد توسيع ساحة المعركة. فما دامت سوريا بطرفيها الحاكم والمعارض ستذهب الى جنيف (٢) في حل دولي، فلماذا لا يذهب العراق بطرفيه الحاكم العربي والكردي من جهة ومعارضة "المقاومة المسلحة" من جهة اخرى لحل دولي ايضاً؟ ام نقيض ذلك تماماً.. لتكون رسالة رفض لمجمل الحلول الدولية والديمقراطية خصوصاً بعد انتخابات كردستان الناجحة.. والانتخابات الوطنية المرتقبة؟ "فالقاعدة" اليوم هي التنظيم الوحيد الذي يمتلك شبكة تمتد من الشيشان الى عمق اسيا.. ومن افغانستان الى افريقيا والاطلسي، مع تواجدات نشطة ونائمة في اوروبا والولايات المتحدة.
تنظيمات "القاعدة" باسمائها المختلفة تدعو للخلافة.. وتقدمت جدياً في بعض الدول.. فسيطرت على مساحات من الارض وقطاعات من الجمهور.. مع التذكير ان تنظيمات منها انتقلت، بعد سقوط طلبان، للحدود العراقية الايرانية، فكانت قواعد عبور لبقية البلدان.. ومع استحضار رسائل الزرقاوي التي وضعت "تكتيكات" المعركة في العراق، بما في ذلك في الساحة الكردية للعمل تحت الارض وربط الساحات من جهة.. او للتصعيد من جهة اخرى، كالتفجير الذي راح ضحيته المرحوم سامي عبد الرحمن وعشرات الشهداء الاخرين.
ستقوم "اربيل" باجراءات امنية، ولن تتغير اجراءات "بغداد" كثيراً.. لكن "القاعدة" ملف عراقي واقليمي ودولي.. وما لم تتوقف السياسات الحمقاء قصيرة النظر لاستغلال "القاعدة" لزعزعة الخصوم والحكومات، ليستعاض عنها بسياسات التعاون والتنسيق الجدية لمواجهتها.. وما لم تعزل عن جمهورها ليصبح عليها وليس لها، كما في فترة "الصحوات".. فان الاجراءات الامنية ستكون مؤقتة، ان لم ترافقها سياسات لكسب قطاعات الجماهير بمختلف قومياتها ومذاهبها في عمق مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقيدية والامنية.
عادل عبد المهدي