بعد التغيير او الانقلاب السياسي في العراق بأقصاء الرئيس أحمد حسن البكر آنذاك واجباره على التنازل الى نائبه صدام التكريتي الذي تولى حكم البلاد عام ١٩٧٩-٢٠٠٣ تغيرت سياسة البعث وحكومته اتجاه الدول المجاورة ومنها ايران التي دخلت حرباً طائفية بدعم عربي خليجي ودولي ضدها وضد ثورتها.
كان لمدينة الثورة دورا كبيراً في المشاركة في الحرب مع الجارة ايران و التي استمرت ٨ سنوات قدمت قوافل من القتلى بحربٍ خاسرة ليس فيها فائز سوى من كان يدعمها من دول الخليج وامريكا وحلفائها, استخدم ازلام الطاغية الضغط المباشر والتهديد واخذ الرجال من بيوتهم وزجهم بقواطع الجيش الشعبي , فكانت هذه المحرقة الذي رملت النساء وايتمت العيال نتيجة سياسات رعناء من الحزب الحاكم ,لقد أُمليت هذه السياسات على حكومة البعث من قبل امريكا وحلفائها في منطقة الخليج.
بعد زج شباب البلاد بمحرقة الحرب ومنها ابناء مدينة الثورة رغما عنهم مستخدماً العنف والقسوة في التعامل, و اراد صدام أن يرسل رسالة الى المرجعية في النجف الاشرف بان وجهاء وشباب (الثورة) التمسوا من القائد بأطلاق اسمه على مدينتهم فسميت بمدينة(صدام) وهذا الظلم الاخر لهذه المدينة التي اغلب جماهيرها لم يكنوا الولاء لحكومة البعث اطلاقاُ , اثناء الحرب العراقية, الإيرانية وبعدها كانت الاعتقالات الليلية مستمرة وقدمت القرابين من الشهداء على يد الطاغية ومرتزقته من المنتفعين, كما قدمت المدينة كوكبة اخرى من شبابها بعد الانتفاضة الشعبانية, والمرحلة الاخيرة من حكم الصداميين كانت بعد احداث جامع المحسن نتيجة خروج الجماهير استنكارا لقتل الشهيد محمد صادق الصدر ونجليه, وتراس الحملة الامنية المقبور قصي صدام.
ثم لنا وقفه مع التغيرات التي طرئت على تاريخ العراق , وسقوط الصنم بعد احداث ٢٠٠٣ نتيجة السياسات الخاطئة فكانت نتيجة هذه السياسات دُخول القوات الامريكية وحلفائها حربا ضد الجيش العراقي , انتهت تلك المغامرة بانكسار الجيش , وتهديم واحراق البنية التحتية للبلاد, فكان لمدينة الثورة وقفة مع مجريات الاحداث التي الت ايها بعد التغيير العسكري للعراق, ظهور تيارات غير منظمة ومليشيات عقائدية مستخدمة اسماء المراجع لغرض فرض واقع جديد على هذه المدينة, فسميت بمدينة الصدر هذا الاسم الذي هز الطغاة.
كنا نتأمل بان يكون لهذه المدينة اهتمام خاص كونها عانت ما عانت من الظلم والحيف, ولكن الذي حدث اصبحت هذه المدينة هدفا للمنتفعين والارهابيين, المنتفعين يظهرون ويزورون اثناء الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات ,اما الارهابيين فيستهدفون هذه المدينة والابرياء من سكانها , وما اكثر الفواجع في هذه المدينة المنكوبة واخرها نكبة العزاء الذي ذهب ضحته اكثر من(١٥٠) شهيد ولم نرى دور للحكومة سوى كلمات خجولة تدل بالاستهانة بالبشر ولم تكلف الحكومة نفسها وان تجعل الحداد وتعطيل الحركة في العراق المنكوب من الارهاب وساسة العصر في بلادنا.
نقول الى من لديهم ضمائر حية ,كونوا مثل حكومة نيروبي عندما اعلنت الحداد على مقتل (٦٧) من مواطنيها على يدي الارهاب, لا نقول احموا مواطنيكم بل نقول اعلنوا الحداد عليهم, لان فاقد الشيء لا يعطيه .