بدأ رؤساء الكتل السياسية بالتحرك خارج العراق سواء كان هذا التحرك إقليمياً أو دولياً ، فمنهم من يريد أن يضمن البقاء لولاية ثالثة ، ومنهم من يريد أن يعزز مكانته في الحكومة القادمة . فانطلقت رحلة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي إلى طهران ولقاءاته مع القادة الإيرانية هي لتطوير العلاقات بين البلدين على أعلى المستويات وجس نبض القيادة الإيرانية حول الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة وتوجهاتها في هذا الخصوص وتغيير توجهها عن دعم المالكي حيث دعمت القيادة الإيرانية المالكي عندما تولى الولاية الثانية .
لقد أفرزت الوقائع والإحداث من هي الجهات الإقليمية والدولية التي تؤثر على مسار الانتخابات البرلمانية العراقية وإيجاد التحالفات المستقبلية والتهيئة لقيادة البلد . لقد كان للدور الأمريكي والإيراني دور بارزاً في تشكيل الحكومة الحالية وإعطاء رئاسة الوزراء إلى نوري المالكي . وهذا ما شجع المالكي أن يطمح بأن يتولى الولاية الثالثة باعتماد والمساندة على الحليفين الإقليمي والدولي كلا من أمريكا وإيران . فقد طالب أن يشد الرحال إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من شهر ولكن الإدارة الأمريكية رفضت ذلك لكونها غير راضية على أدارته للحكومة بسبب خلقه للازمات السياسية المتكررة بين حلفائه في العملية السياسية . قد تكون وجهته القادمة خلال هذا الشهر إلى أمريكا من أجل أن يحصل على الضوء الأخضر للبقاء لولاية الثالثة ، ولكن جميع المؤشرات تشير أن الإدارة الأمريكية غير مساندة أو موافقة لبقائه لولاية ثالثة ، فقد يطرح بعض السيناريو أمام الإدارة الأمريكية عساها أن تقتنع منها أن تحالفه في الانتخابات القادمة سوف يحصل على أكثر المقاعد في مجلس النواب القادم مما يتيح له الفرصة في تشكيل الحكومة القادمة ،إن الإدارة الأمريكية على يقين أن تحالف المالكي لم يحصل على أكثر المقاعد في مجلس النواب القادم والدلائل قد أفرزت ذلك من خلال انتخابات مجالس المحافظات / ٢٠١٣ . أما السيناريو الأخر هو أن الحليف الإقليمي الإيراني هو ضامن لمساندته وتأييده إلى تولي الولاية الثالثة وهذا الباب قد أغلقه السيد عمار الحكيم عندما ذهب إلى طهران والتقى بالمسئولين الإيرانيين و بالخصوص بالسيد علي الخامنئي ليسد الباب الذي أتى منه بقوة لتوليه الحكومة الحالية . وبهذا الموقف أصبح المالكي في موقف حرج وقلق من البقاء لولاية القادمة لان الدعم الإقليمي والدولي قد سد بوجه ، لذلك سوف يركز على الدعم الداخلي من أجل الحصول على مقاعد تأهله بالبقاء على سدة الحكم عن طريق التحالفات مع بعض الكتل السياسية مقابل إغرائهم بالمكاسب على حساب حقوق الشعب العراقي ، ولكن المتابع للشارع العراقي يجد تراجعاً كبيراً لشعبية المالكي بسبب انعدام ألأمن وزيادة نسبة الفساد وقلة الخدمات المقدمة وزيادة البطالة كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى تراجع شعبيته وهذا أنعكس في نتائج انتخابات مجالس المحافظات . فما عليه إلا أن يستسلم إلى أمر الواقع ، ولكن كما يقال (( البيه ما يخليه )) .