من المعيب ان يتحدث البعض عن انجازات امنية ويذهبون إلى تمجيد القائد الضرورة ورجل المرحلة دون ان يكون هناك جهد واقعي يدعم هذا التوجه لانها عندها يمكن لغيرنا ان يقول "تفضلوا هذه هي الانجازات " لكن ان تستمر مهزلة التمجيد والضحك على الذقون وتتصاعد وتيرتها بدعم اعلامي من قبل شبكة الاعلام العراقي التي تحولت إلى شبكة تملقيه تبث الانجازات غير الواقعية وتشطب الام وجراحات وهموم المواطنين وتتناساهم لان تعليمات صدرت من المسؤول الفلاني والعلاني بهذا الصدد فهذا امر مخجل ضاف لسلسلة الفشل الامني التي باتت كارثية لدرجة يمكن ان نقول عنها بانها تهدد كل شيء في هذه البلاد ولكون الموضوع قد تم الخوض فيه كثيرا ومطولا حتى اصبحنا نتسأل ونسأل انفسنا هل يجدي الحديث بدبلوماسية وتجاوز عثرات المسؤولين عن هذا الملف لان بعضنا يعتقد ان تتبع العثرات هذه يصب في خانة اضعاف المشروع بشكل عام ولو افترضنا ان هذا صحيح فهل ينبغي لنا التغطية على الفشل الذي يوحي اكثرهم بانه غير موجود وانهم يتعرضون لمؤامرة ومحاولات تصفية سياسية عبر اطراف مناوئة اقليمية تلتقي مصالحها مع جهات داخلية تنقسم بين الطامعة بغير وجه حق واخرى طامحة لخلافة الحكومة الحالية لها نفس الخلفية الطائفية لكنها اقل تمسكا بالسلطة فهي كما يصورون خانعة مخادعة تتبنى خطابا معتدلا لكنها في الحقيقة منافقة تصطف مع الاعداء لتحقيق مكاسب خاصة !!! وغير ذلك من التبريرات والافتراضات التخوينية التي تنتهي كلها عند الحل يكمن في بقاء الوضع على ما هو عليه دون ان يتحمل احد المسؤولية ومن يحرك ساكنا فعليه تحمل نتيجة ذلك واول ما سيجنيه هو وضعه في قائمة خونة المشروع ولانعلم عن أي مشروع يتحدثون في وقت تستباح فيه الدماء ويقتل الناس على يد شبكات إجرامية منظمة وقوى ارهابية امتهنت القتل والترويع وهي طليقة اليد تفعل ما تشاء في ظل هذا الوضع الشاذ الذي نعيشه والذي وصلنا اليه بسبب تبني الحكومة لبعض الفاشلين من القادة الامنيين وزج العشرات من المتواطئين داخل الاجهزة الامنية جراء الفساد والرشى التي يتلقاها بعض سماسرة المنطقة الخضراء وهم كثر واعتقد ان الحديث عن هذين الامرين لابد ان ياخذ من المسؤولين موقفا واضحا فهم اما فاسدين ويجب ابعادهم او متواطئين وينبغي عند ذاك تتبعهم ومحاسبتهم لان ارواح العراقيين ودمائهم يجب ان تحترم ولا يتم التعامل معها ببرود كالذي نراه ونلمسه اليوم وهو ينم بلا ريب عن لامبالاة ستؤدي إلى كارثة ان استمر الوضع بهذا الشكل المنحرف .. وهنا يمكن ان نقول من باب الحرص اولا ان على الجميع تحمل مسؤولياته اول من عليه تحمل المسؤولية هو المواطن العراقي نفسه الذي يدفع الثمن ويتلقى الضربات وتحمل المسؤولية ينطلق من تكوين رأي عام ضاغط يؤدي بالنهاية إلى نبذ وابعاد امثال هولاء عن المشهد الامني من قيادات غير كفؤة تنتهج التبرير وتكتفي بعرض احصائيات عن عدد الضحايا وتدفع باتجاه محاسبة من يعاضد هولاء ويمنحهم الشرعية في البقاء متسمرين في كرسي القرار دون ان يقدموا ما يشفع لهم .. لاننا سئمنا لغة التخوين والبقاء بانتظار ان تطالنا مفخخات الارهاب وكواتمه فاما ان تسكت وتذهب ضحية سكوتك واما ان تتكلم لتصبح بذلك خائنا لاتحب بلادك (لو تسكت لو تموت ) وهذا الظلم بعينه بل هو الخنوع الذي سينتهي بنا إلى هاوية سحيقة لاننا عند ذاك امام خيارين الاول ان نقبل بقائد ضرورة جديد والثاني ان نموت شهداء سكوتنا المطبق ونقبل بواقع الحال وهو البقاء تحت سطوة الارهاب الذي ينبغي ان تعالج اسباب تناميه بقوة وحزم لا بالشعارات والكلام الفارغ .