اليوم في عالم التكنولوجيا, وفي الإعلام المتعدد (الملتيميديا), ووسائل الاتصال الحديثة, أصبح للنشر صفة يومية بل وآنية فهو مستمر ومتواصل يرسم في كل لحظة معالم سلوكنا, صارت الحالة الذهنية تعيش إدمانا مع وجود أغبياء وحمقى وكافرين, أصبحت الحداثة تتمثل بإظهار تناقضات عقلائية, وطقوس غير لائقة للإنسانية . اخذ النشر والتبليغ طابعا أخر فبعد أن كان همه الإصلاح ، صار همه إفساد عقول الناس وتدمير منظوماتهم الأخلاقية ، وبعد إن كان نشر الرسالات يرمي إلى خلق بيئة نظيفة خالية من الأدران ، أمسى اليوم يرمي بنفاياته عبر وسائل النشر المتعددة في منازل الناس وسط عوائلهم.
العالم اليوم يشهد البؤس الحقيقي والخطر المحدق عن طريق هذه الوسائل في عالم يمكن ان يكون عالم اللاتوازن, فانجراف الشباب وراء شبهات لا تنتمي للإسلام بشيء ولا تمت للخلق بأي صلة ، يعني بالنتيجة انحدارا من القمة الى الهاوية, بل إلى الحضيض ، البعض يقلد شخصيات أخرى لغرض ما ,او ربما للمساس بشخص أو بغية تحطيمه !.
وسائل النشر كثيرة جدا ، لنستخدمها في إصلاح الناس وإرشادهم إلى طريق الحق وإبعادهم عن الانزلاق وراء الرغبات الفانية ، هما طريقان لا ثالث لهما ، طريق الحق والرحمن ، وطريق الباطل والشيطان ، لنا ان نختار أيهما نسلك، ولنا ان نتوقع النتائج.
ولا يعلم احدنا بعد ذلك ماذا سيحدث ولا يخطط لشيء سوى الانتقام أو تلبية رغبات بائسة قد لا ترى
النور مهما طالت الأيام ومهما تغيرت الأمور ، حياتنا هي عبارة عن(ومضة),عاجلا ام أجلا تنتهي وتصبح هباء فلنجعلها غابة من الشكر والعرفان.