وتحولت بغداد بين ليلة وضحاها إلى منطقة مائية! فجأة اختفت الأرصفة من الشوارع وأضحى الشارع (السايدين!) يجوبه المياه.
فبعد السنوات العجاف التي عاشها العراق من قلة المياه الجوفية, وعدم تخزين الماء في خزانات كبيرة لوقت الحاجة, مع إهمال القطاع الزراعي بسبب عدم وجود ماء الري, التي فقدت منذ سنوات, حتى وصل الأمر بالمواطن أن يصلي صلاة الاستسقاء كي يوفر مياه الشرب لهُ ولعائلته, وماء الري لزرعه أيضاً.
ما أن أمطرت السماء قليلاً حتى حصل الآتي..
عطل أغلب السيارات التي وصل المطر إلى (الديلكو!) في محركها, وأصحاب المحلات الخارجية (الجنابر!) فسدة بضاعتهم التي تُأكل وجنابر الأجهزة الكهربائية فقد حرقت تلك الأجهزة جميعها! وأصحاب المحلات الرسمية فقد دخلت مياه الأمطار أليها وحرقت ودمرت وفعلت ما فعلت من كوارث! أما البيوت فسأتكلم عن منطقتي حصراً: وصل الماء إلى البيوت وغرقت كل من (غرف النوم بما فيها من أجهزة وأثاث وكهربائيات والمطبخ أيضاً فقد فسد العشاء عند جيراني!) والحمدلله (أحنة تعشينة من وقت!) أما الجامع الذي بالقرب من منزلي فقد أصبحت صالته مسبح داخلي تطفوا عليه كل حاجياته! (مسبح صيفي!)
وأجزم أذا استمرت الأمطار إلى يوم غد فسيصل الماء إلى منارة الجامع ومن لا يجيد السباحة فله خيارين إما النجدة ب (الجوب!) ليسبح, أو يخرج بعيداً عن المنطقة! أو الغرق في مكان سكناه!
وبناء على ما ذكر ألينا الآتي: من الآن دقت ساعة الصفر, وسيبدأ العمل الجاد من أجل الخلاص, نعم دقت ساعة (الركظة الزينة!)
و (طكت المجاري!) و (طكَت الكهرباء!) ولم يبقى إلى ساعات أو دقايق وننتقل جميعاً إلى رحمة الطابق الثاني, فقد تم غرق هذا الطابق بالمياه.
الى اللقاء في ـ مطرة ـ وفاجعة جديدة يحترق فيها كل شيْ, ويغرق فيها أي شيء, وتغرق الدولمة مجدداً, ويبقى المسؤول ضمير مستتر تقديره نائم!