شهيد كربلاء الحسين بن علي فوالدة الإمام علي بن أبي طالب زوج البتول وابن عم الرسول إما امة فهي فاطمة بنت محمد بن عبد الله نبي الرحمة الصادق الأمين (ص), لقب بعدة ألقاب منها (أبا عبد الله ,سيد شباب أهل الجنة , سبط الرسول , أبو الأحرار, الرشيد, الوفي , الطيب , السيد الزكي) وغيرها الكثير من ألقاب والكنى , ولد في مدينة الرسول في الثالث من شعبان واستشهد في العاشر من محرم , ثالث الأئمة المعصومين , والخامس من أصحاب الكساء ,
إما أبنائه فهم ,علي بن الحسين السجاد ,علي الأكبر , علي الأصغر, سكينه , فاطمة , زينب , رقية , وخوله .
إما صبره فقد ضرب به المثل هو وإخوة العباس وأخته زينب الحوراء , لم يخف يوما من الموت وكان يردد دائمآ (الموت خير من ركوب العار ــ والعار أولى من دخول النار ) .
الحسين (ع) لم يكن شخص عادي بل هو ثورة تحرر جاء ت لتغير الوضع السيئ الذي كانت تعيشه ألامه العربية من تمزق ودكتاتورية في ظل حكم بني أمية وبكافة الجوانب بعد إن استولوا على الخلافة بالخداع والكفر والتسلط , لم يدخلوا الإسلام عن قناعة وإيمان بل عن خوف بعد إن انتشر الدين الإسلامي في كل إرجاء الجزيرة العربية كرههم للرسول (ص) والآلة تجسد بمحاربتهم له وأهله حين اجتمعوا في سقيفة بني ساعده بعد موت الرسول مباشرتآ ليستولوا على الحكم وهم الذين يعرفون جيدآ إن الرسول بايع الإمام علي(ع) خليفتآ من بعدة لذلك قتلوا أئمة أهل البيت الواحد تلو الأخر .
إن حركة التغير التي أرادها الحسين هي حركة مرتبطة بالله واضحة الأهداف لها بعد روحي وقدسي وأنساني في نفوس الناس حيث تشابهت مع حركات الأنبياء الذين جاءوا للقضاء على الظلم وتحقيق الطمأنينة والاستقرار والحفاظ على كرامة الإنسان وتخليصه من العبودية وكل الأفكار الوثنية البائدة .
كما إن لهذه الثورة بعدآ جماهيريآ من خلال تهيئة الجماهير ومساندتهم للثورة حينما قام الطرفان الإمام وأهل الكوفة بتبادل الرسل فيما بينهم , دعا أهل الكوفة ومن خلال الرسائل والكتب لأمام للمجيء لإنقاذهم من ظلم وطغيان بني أمية وكان الإمام (ع) يكره كثيرآ الظلم وهذا ما أكدته اغلب خطاباته مثل (لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ) و( إلا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة ).
انه الإمام عند خروجه من المدينة كان يعلم جيدآ بمصيره ومصير عياله وحرمة والنهاية المفجعة التي تنتظرهم في كربلاء ورغم كل التحذيرات التي قيلت له وأخرها من الشاعر الفرزدق الذي التقى به في الطريق إثناء سيرة إلى الكوفة عند سؤاله عن الوضع هناك فأجابه قائلآ (قلوبهم معك وسيوفهم عليك ) .لكنة لم يتخاذل ويخاف بل استمر بالسير نحو الكوفة لأنه أراد التغير والإصلاح وهذا ما أكدته مقولته المشهورة ( لم اخرج أثرا أو بطرا بل خرجت من اجل إصلاح امة جدي محمد ).
أرسل الإمام اولآ رسوله وابن عمة مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليستطلع أحوالها ومدى ولائها له وصل مسلم إلى الكوفة واجتمع بأهلها من اجل نصرة الإمام الحسين(ع) ولكن ما أن سمعوا بمكافئة ابن زياد التي خصصت لمن يأتي بمسلم حتى اخذ الكل يبحث عنة ليسلمه وهذا ما حدث قبض على مسلم وسلم إلى الأمير الفاسق الذي قام بقتلة وأمر أعوانه بسحب جثمانه في كل شوارع الكوفة غدر بمسلم ليقع شهيدآ من اجل إعلاء كلمة الحق ومن اجل الولاء لإل بيت محمد عليهم السلام .
استخدم بني أمية أسلوب التهديد والترغيب والقمع ضد أهل الكوفة من اجل التخلي عن الإمام ومحاربته فقاموا باعتقال وجهاء الكوفة كالمختار الثقفي , وسليمان بن صرد , والحارث الهمذاني , ليتسنى لهم الانفراد بالأمام وأصحابه .
كانت المعركة غير متكافئة عرض عليهم الإمام إن يقتلوه لوحدة ويتركوا أصحابه وأهلة لكن ظلم بني أمية وصل ألي أبشع صورة الظلم بقتل ألطفل الرضيع وهو في حضن أبية ألحسين (ع),كذالك سطر ألإمام ألعباس أروع صور التضحية بوقوفه بجانب أخيه ألحسين والتضحية بنفسه من أجل نصرته .
كان ألإمام أخر من قتل بالمعركة وكادت ألأسرة ألنبوية أن تنقطع لولى وجود علي بن ألحسين (المريض) ألذي أنقذته عمته الحوراء زينب (ع)ألتي كان لها ألدور ألكبير بالمحافظة على بقية العائلة وعلى وصول كل أحداث المعركة إلى كل أرجاء العالم , أن مقتل ألإمام وأهلة واصحابة أحد أبرز ألأسباب ألتي أدت ألي سقوط حكم بني أمية لان ألأمام ألحسين وأهلة وأصحابه كانوا مثالآ للتضحية والفداء من اجل أعلاء كلمة لا ألله لا ألله محمد رسول الله ومن أجل إحقاق ألحق وكما قال ألزعيم ألهندي غاندي (تعلمت من ألحسين أن أكون مظلومآ فأنتصر) .
عاشوراء تبقى في الذاكرة إلى الأبد لان الإمام الحسين قدم في معركة ألطف أغلى ما يملك ضحى بنفسه وأهلة من اجل الدين والقيم وإعلاء كلمة الحق وإعلاء راية الإسلام
إما بني أمية فقد استخدموا أبشع أساليب الظلم والإجرام قتل وسبي وتمثيل بجثث الشهداء حتى الأطفال والنساء لم يسلموا من بني أميه وأعوانهم أمثال شمر بن ذي الجو شن وحرملة وشبث ابن ربعي وعمر بن سعد . لكن صوت زينب كان أعلى من كل الأصوات حين عرت بني أمية وأميرهم يزيد في عقر داره من خلال خطبتها المشهور ة في قصر الأمارة في الشام والتي أوضحت فيها مدى كرههم وحقدهم للرسول وال بيته ومدى بشاعة ما فعلوه بالأمام الحسين وعياله وأصحابه في كربلاء يوم العاشر من محرم وان الله سيحاسب من شارك في المؤامرة اشد الحساب يوم القيامة وانه الخلود لمن دافع عن الحق وأهلة والخزي والعار لمن وقف بوجه سبط النبي وحاربه , وباستشهاد الإمام الحسين بدئت مرحلة جديدة من مراحل ضعف الدولة الأموية لأنه ثورة الإمام كانت بدية لثورات أخرى ضد طغيان بني أمية لتنهي حكمهم والى الأبد .
حميدة مكي ألسعيدي