انتهت ألثمان سنوات ولم يحقق المالكي شيئا من عهوده ووعوده التي وعد بها الشعب العراقي في الإصلاح السياسي والاجتماعي وتوفير الخدمات والأمن وإعادة العراق إلى دائرة الأضواء والشهرة والمجد بل ان الفترة الثانية من حكومة المالكي كانت أسوء من الأولى بكل المقاييس رغم خروج المحتل ورغم وفرة المال والعيال فتراجع مستوى الأمن إلى حد خطير وبدأت الإشارات الحمراء تنطلق من هنا وهناك وتحذيرات جدية من ان العراق يسير إلى الهاوية بسبب سوء الإدارة والتخبط والعشوائية والاستهانة بدماء الأبرياء وسجلت أرقام وزارة الصحة والدفاع والداخلية معدلات عالية للشهداء والضحايا والمغدورين تجاوزت ما تم تسجيله في سنوات الحرب الطائفية التي حدثت أعوام ٢٠٠٥ إلى ٢٠٠٧ وارتفعت مع هذا الانفلات الأمني معدلات الفساد المالي والإداري ولم تحقق الحكومة اي منجز في مجال توفير الخدمات وفي رفع مستوى الإنفاق وتراجع الواقع الصحي والتربوي وغير هذا فقد تم التجاوز على الدستور وعلى المؤسسة التشريعية والقضائية وحاولت الحكومة باي وسيلة اما تعطيل هذه المؤسسات او السيطرة عليها وجعلها مطية بيد الحكومة وبيد رئيس الوزراء حصرا.
ويمكن القول وبتجرد ودون تأخير ان المرحلة الثانية من عمر حكومة المالكي هي الأفضل في ازدهار وصناعة الأزمات التي سعت الحكومة وبكل ما او تيت من قوة لان تعتاش عليها كونها البضاعة الوحيدة التي تجيد صناعتها وتسويقها فبدأت بأزمة مجلس السياسات الإستراتيجية بعد اتفاق اربيل مباشرتا مرورا بالمعارك مع الإقليم التي استمرت لسنوات وانتهت بساعات وليس انتهاءا بحروب المالكي والنجيفي والمطلك وعلاوي والعيساوي والسليمان.
لم يعد المالكي خامة بيضاء يتحدث بنقاوة المصلحين والزهاد والعباد وأصحاب القلوب المرهفة والكسيرة بل تغيرت نظرة المالكي لجميع الأشياء من حوله وأصبح يرى نفسه فلتة لن تجود الدنيا بها وان امر البلاد والعباد رهن يديه وان امر الحفاظ على العباد تكليف لا يمكن التخلي عنه مع وجود الحلي والأديب والسنيد والعسكري والصيهود والشلاه والفتلاوي ولا ننسى بكل الأحوال عرابي البعث عامر الخزاعي وعزة الشابندر.
لن يتذكر المالكي ما قاله قبل ثمان سنوات ولا يريد ان يتذكر وسيحاول بكل الطرق والأساليب التعلق بامل الحصول على ولاية ثالثة ورابعة وحتى خامسة ليس حبا بالعراق والعراقيين الذين يتنفسون ألان من تحت الماء والمجاري بل لأنه استطعم حلاوة السلطة وسطوتها ولأنه غاص الى هامته بملفات الفساد والسلب والنهب وسوء الإدارة والاستهانة بدماء الأبرياء هو وفريقه وهذه الملفات وغيرها تجعله يهرب من مصيره المجهول الى أمل التمسك بالسلطة وتحصين نفسه من سياط العدالة والقانون التي ستناله مهما طال الزمن.