وعبرة: بعضهم يسميه / ارض الرافدين, لوجود نهري دجلة والفرات , وآخرون يسمونه/ارض الأنبياء, كونه ارض بعث فيه الكثير منهم, وكانوا يسمونه أيضا/ ارض السواد, نسبة لانتشار النخيل في أرضه, تحديدا الوسط والجنوب, وارض الحضارات, ارض سومر, ارض أشور, ارض الإسلام, عراق الحسين, نسبة لشهيد كربلاء, ارض التضحيات, ارض الصمود... مسميات كثر لم تنقطع عبر التاريخ بل هي بازدياد مضطرد, ولما لا وخيره كثير, والأمهات فيه تلد, علماء, قادة, مضحين, شرفاء, كلهم غيرة, واصل للوفاء, منار للشرفاء..
حتى في غابر الأيام, أزمنة الدماء, حين ساد/ الغزاة, الظالمين, لم ينقطع منه الرموز, أي رموز, في وقتها, في كل وقت, هي نبراس, ونور هداية لمن لا أراد أن يهتدي..
أنهم أعلام لنا, وأكثر قد تتغير الأعلام, ولكن لن ينساهم العالم, لأنهم لا يتغيرون بتغير الأزمنة, الأنظمة, فقد أنصفهم التاريخ, والعالم, ولم ننصفهم نحن, أبناء هذا البلد..
اليوم لن نجازيهم, حتى لو جعلنا عند كل بضعة أمتار نصب يخلد احدهم, عفوا يخلدنا بهم, فمن نحن لهم, كما قلت العالم يعرفنا بهم, أنهم كل تاريخنا, أنهم ثروتنا التي لا تنضب فهل تعتقد أن الأجنبي, او العربي لو قدر له أن يزور العراق, هل سيتذكر العراقي اليوم؟ ويسأل عن زيد وعمر, عن ابتسام وأمال؟ أم انه سيقول خذوني لبابل, متعوني بأطلالها, أريد أن أرى الزقورة, أتشرف بالزيارة لكربلاء.. أريد أن أتصور بالناصرية, أريد أن أقف إجلالا أمام السياب؛ أماكن وأسماء كما قلنا كثر, أن أردنا إحصاءها, بما أنجزت, وقدمت لكانت لدينا مؤلفات ضخمة .
ولكننا كعادة مقصرون, كيف ولا ونحن الآن نغرق بمطرة, ونعجز عن ردم حفرة..
كيف ولا ونحن اليوم كالأيام السوداء, نعيش حرب,فائز فيها الجهل, الذي أسنده الظالمون للعراق وأهله..
رموزنا كالأيتام, تحتاج لمن يرعها, ويحي ذكراها, يزيل عنها الغبرة, يظهرها لمحبيها, بعد أن أخفاها الأعداء, بغضا, وحقدا..
العراقي يفرح بان يجد شارعا يسمى باسم بطل اتفق عليه الناس اجمع, وأكثر قاعة يطلق عليها اسم صاحب منجز أي منجز,كان يكون رياضي عرفانا بدوره, فقد سعدت الناس بتسمية مكان باسم نجم الكرة وشيخ المدربين العراقيين (عمو بابا), ويتفاخر ألاعبين بتسمية دورة كروية او جائزة كاس باسمه..
كما يستاء العراقي, لمحاولة طمس هوية شخصيات فذة, او تقليل قيمتهم, لا بل إعلان الحرب عليهم, بسلبهم, ما اكتسبوه, عجبا أيمكن أن نتطاول على الرموز, على العلماء, أيمكن أن يصل الحال, لإزالة أسمائهم من قاعات العلم والدراسة, وهم هم؟ قدموا ما قدموا ! وان كان الفاعل من يكون؟ حاربهم الطواغيت, فانتصروا عليهم, التاريخ أنصفهم, وأنت تحاربهم, بأي دين؟ بأي سلطة؟ أمر مستهجن, يرفضه العلماء, المتعلمين, أصحاب الرأي, والدين , قد يكون الشعب, ارتضى الغرق بالمياه الأسنة, تقبل أن تتحمل المسؤولية صخرة.. لكنه بأطيافه يرفض, الإساءة لتاريخ البلد..
مسك الختام نحتاج اليوم مصلحين ؛ ولا نحتاج اليوم, لمن يتلاعب بالمشاعر, يستهدف أهل الفضل, حتى في ذكراهم..