والاخطر من ذلك ان جمهور كل طرف صار يعتقد بانه المقصود عند اطلاق تسمية معينة.. وليس مجرد فئة قليلة منهم.. وهذه امور خطيرة، تعقد الامور.. وندفع جميعاً ثمنها، وتغلق مجالات الحل. فاذا ما قلنا لنحارب "الارهاب" فسيعتقد "السني" انه المقصود بذلك.. واذا قلنا لنحارب "الميليشيات" فسيعتقد "الشيعي" انه المستهدف.. وسيعتقد الكرد بان من يؤكد على عروبته او وحدة البلاد يستهدفهم.. وسيعتقد "العلمانيون" انهم المعنيون عند الكلام عن الكفر.. وسيعتقد "الاسلاميون" انهم المقصودون عند الكلام عن الظلاميين، وقس على ذلك. لنكن منصفين.. ولنر هل ردود الفعل هذه مبررة.. وهل يتحمل من تتولد لديه هذه الانطباعات المسؤولية ام تقع المسؤولية على التعبئة السياسية الجارية، سواء من قبل وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية، ومن قبل القوى السياسية والشخصيات المتصدية للشأن العام الحكومية والمعارضة؟ ليتذكر الشيعة ما عانوه من تسميات النظام السابق والحساسيات التي ولدتها في صفوفهم.. بل ليضعوا نصب اعينهم ردود فعلهم عندما يتم وصفهم بالصفوية وغيرها.. فلا يلوموا اخوانهم السنة اليوم، في تدهور ثقتهم بشركائهم في الوطن، خصوصاً مع تكرار الخروقات في التعامل مع مناطقهم وابنائهم واعمال القتل التي تنالهم ايضاً.. وليتذكر السنة بالمقابل ان الارهاب يقتل يومياً مئات وعشرات الشيعة.. وان للقتلة هوية وجغرافية معينة ينطلقون منها.. وان عدم التصدي لهم بحجة عدم اضعاف ساحاتهم وخشيتهم من تهديدات القاعدة، او بحجة ان اجراءات السلطات تضيق عليهم، سيقابله منطق عدم التصدي للميليشيات او المجاميع المسلحة، التي تتغطى بمنطق ان الاستمرار بالسكوت على جرائم "القاعدة" سيعني المزيد من سفك الدماء والقتل اليومي. اذا ما ضاعت اللغة والاهداف المشتركة، وقدرتنا في التمييز بين المتطرفين وجموع الشعب في كل ساحة، فسينتصر الارهاب والقتل.. وسيزداد العنف وتردي الاوضاع، وعلى كافة الصعد.. وسندفع جميعاً ثمنه. ولا فائدة او جدوى من تبرئة النفس وادانة الاخرين. وعلينا ان نقف وقفة رجل واحد ندافع عن حقوق الشعب بدون اي تمييز. فان كانت لغتنا واهدافنا مشتركة، وانصفنا انفسنا واخواننا وعملنا سوية، فان الاوضاع ستتغير بالتأكيد –ولو تدريجياً- لمصلحة الوحدة الوطنية والامن والاستقرار.