ومع هذه التحذيرات المتكررة لم تكن هناك من استجابات من قبل الحكومة ومن قبل القيادة العام للقوات المسلحة وكلنا يتذكر كيف ان قيادات المجلس الاعلى حذرت من ان الحرب ستكون على ابواب بغداد اذا لم يكن هناك تحرك جدي لوقف تدفق المقاتلين العرب والاجانب الى الاراضي العراقية والتمركز في مناطق وصحراء المنطقة الغربية وديالى والموصل وكان حينها القائد العام للقوات المسلحة منشغلا بصناعة الازمات مرة مع الاكراد بقضايا النفط والشركات الاجنبية ومرة مع النجيفي ومرة مع علاوي واخرى مع الكرد وقيادة قوات دجلة ومرات مع صالح المطلك ومع العيساوي ومع السليمان وكأن رئاسة الوزراء اعطيت لمهرج لا يجيد غير التقلب والتنقل من موقف الى اخر مع هذا الوضع ومع هذه الازمات تمكنت المجاميع الارهابية من التمركز والدخول الى المدن والقصبات وعاثت في الارض فسادا حتى سجل عام ٢٠١٣ الاسوء في عدد القتلى والجرحى والخطف والفساد والتراجع في جميع الملفات ومنذ عام ٢٠٠٣ ووصل الارهاب الى كل شبر ومكان ولم تبق محافظة بمنجى عن عمليات القتل والتفخيخ والقتل بكاتم الصوت.
هذا التراجع الامني الرهيب والتراجع المرادف له في المستويات الصحية والخدمية والاجتماعية وانتشار الفساد والفوضى الذي اسفر عن تراجع كبير في شعبية المالكي رافقه بروز المجلس الاعلى والتيار الصدري كقوى منافسة في المرحلة المقبلة وهذا ما كشفته انتخابات مجالس المحافظات وغير هذا فان المجلس الاعلى والتيار الصدري لديهما مقبولية كبيرة لدى القوى السياسية الاخرى ،كل هذه المعطيات التي هي صدا للواقع المرفوض فان دولة القانون استشعرت حالة الخطر القادم بانهيار مملكة مختار العصر وانتهاء عصر ما ننطيها فكان لا بد من ايجاد عدو وهمي وهم يجيدون صناعة العدو والتسقيط افضل حتى من المجاميع الارهابية ومن بائعي الشرف والدم ومن هو الاكثر منافسا لدولة القانون ،انه المجلس الاعلى وهذا هو مكمن الخطر وواحد من الوسائل التي يعتقد الدعاة انها فعالة كونهم يجيدون تسويقها هي وسيلة التسقيط طالما انهم لا يملكون حريجة في الدين ولا يراعون ميثاقا ولا شرفا .
ان قيام اتباع المالكي بشن مثل هذه الهجمة الشرسة ضد المجلس الاعلى وتلفيق التهم ضد قادته وتقويله ما لم يقله انما يكشف عن حالة الخوف والهلع التي يعاني منها اتباع المالكي ويبين من طرف اخر قوة المجلس الاعلى والتزامه الاخلاقي والمهني ودخوله كمنافس شرس وحقيقي في استحقاقات المرحلة المقبلة.
ما يحز بالنفس هو هذا التسافل والانحطاط في الطرح وفي التهجم على الرموز والذي يترفع عنه حتى اولاد الشوارع والبغايا من قبل الصفحات التابعة للمالكي لكنه في الوقت ذاته يبين من اي مستنقع ينهل هؤلاء ومن اي شيطان يتعلمون.