فطورها "غوبلز" وجعل التخويف والاثارة واستثمار العواطف الجياشة سبيلاً للتضليل والتخلص من الخصوم، وكم الافواه لحشد الانصار والحملات في المغامرات الجنونية. صدام اقتدى في سلوكه بنفس النظريات.. وبدأ بالتلاعب بعواطف السطح.. فالعراقيون وطنيون.. وعليه فان الاتهام بـ "التبعية" ستخفف من ردود فعلها وطنية العراقيين.. فشن حملة واسعة لطلاق الزوجين وللتهجير واسقاط الجنسية تحت شعارات وطنية دفعنا وما زلنا ندفع ثمنها.. بل شن الحرب واعتبر ايران العدو التاريخي للعرب، بغطاء المشاعر القومية والخطر الفارسي المجوسي، فوقف معه العالم العربي والغربي على حد سواء.. فقُتل واسر وجرح وهجر الملايين ودمرت البلاد وجففت الاهوار فدفعنا وما زلنا ندفع الثمن.. وشن الحرب على الكويت تحت لافتة الحقوق المسلوبة، فدفعنا وما زلنا ندفع الثمن. وبنفس السلوكيات اضطهد شعبه.. وامتلأت السجون من كل الالوان والاتجاهات، بما في ذلك من اعضاء حزبه. وزع بعدل ظلمه على السنة بتهمة التآمر والخيانة.. والاكراد بالانفصال "فانفلوا"، وضربوا بالكيمياوي.. والشيعة بالعمالة، ومنهم حزب "الدعوة" باثر رجعي.. فدفعنا وما زلنا ندفع الثمن.. وشن تحت رايات الحملة الايمانية اقسى الحملات ضد المرجعية والمؤمنين، فاغتيل من اغتيل وسجن من سجن.. فدفعنا وما زلنا ندفع الثمن. وتستمر لعبة استغلال عواطف السطح وذاكرته القصيرة.. يقوم بذلك الارهاب ليجند الاطفال والمراهقين.. في عمليات قتل يومية.. ارهقت وترهق البلاد.. وسالت وتسيل بسببها دماء عزيزة كثيرة.. وتستمر اللعبة من وسائل اعلام تعمل ليل نهار على استغلال المشاعر والمخاوف والنزعات السطحية وترويج الاكاذيب وتضليل شعبنا، متناسين ان الشعوب ليست حيوانات وقردة تجرى عليها التجارب، بل بشر وعقول تمتلك تحت ذاكرتها السطحية ذاكرة عميقة تختزن فيها ردود فعل اخرى تناقض تماماً ردودها الخائفة والمتهاوية والارتزاقية. منذ التغيير وليومنا هذا نواجه تحديات وارهاب وعنف وشحن طائفي واحتلال وتدخلات اجنبية.. ولقد فشلنا عندما ذهبنا لاجراءات وسياسات، ارتدت علينا، او سرعان ما تراجعنا عنها.. ونجحنا وضربنا الارهاب والعنف عندما قلبنا المعادلة.. واعتمدنا على قوى شعبنا بكافة تلاوينه وقطاعاته المدنية والعسكرية.. واعتمدنا على وعيه المتجذر العميق، وعلى سياسات واضحة ومدروسة