كم ستهدر من الدماء في العراق حتى يدرك ابناؤه ان لا طريق امامهم سوى العيش المشترك.. وان يتصدوا جميعاً للارهاب والعنف. ففي الايام والاسابيع السابقة تصاعدت عمليات القتل والتفجيرات.. وسقط الاحد الماضي فقط اكثر من ٤٠ شهيداً ومئات الضحايا.. وصار القتل والموت اقرب للروتين اليومي.. وارتفعت المعدلات خلال الاشهر الماضية الى اعلى بكثير من المعدلات مقارنة بنفس الاشهر للسنوات الماضية.. ورغم انها لم تصل الى معدلات ٢٠٠٥ -٢٠٠٧ لكنها تتسارع للاقتراب منها.
لن نستطيع دحر الارهاب والعنف بدون تعاون وتصدي السنة بعلمائهم وقادتهم وجماهيرهم، ولن يتمكن السنة من دحر الارهاب والعنف الذي ينالهم دون التعاون مع الشيعة بمراجعهم وقياداتهم وجماهيرهم ايضاً، ذلك عند البقاء في حدود هذه العلاقات فقط. فالارهاب رغم عدائه الطائفي والتكفيري للشيعة، لكنه سيعجز عن منافستهم على ارض او سلطة او سكان.. واينما حاول ذلك، فانه دفع الشيعة للانتظام والرد.. فقاد عملياً لتقوية الشيعة بدل اضعافهم، رغم التضحيات والخسائر العظيمة.. بالمقابل تؤكد كافة التجارب في افغانستان وباكستان والجزائر واليمن والسعودية ومصر والعراق وسوريا والصومال والتشاد ومالي وغيرها، ان الهدف الاساس للارهاب هو تأسيس دولته، واخذ زمام قيادة المسلمين الذين يشكل السنة الغالبية في معظم هذه الدول.. فمعارك اساسية وكبرى ستكون على ارض وجمهور السنة.. وان العمليات الاجرامية ضد الشيعة او غيرهم هو للتعبئة والترعيب والترهيب، بينما احد الاهداف الواضحة هو جمهور ومناطق السنة انفسهم.
يساعد الارهاب في منطقه هذا ان بعض السنة ما زالوا يعتقدون ان خطر الشيعة عليهم اكثر من خطر الارهاب، فيحتضنون الارهاب ويساعدونه ويتحالفون معه.. ويساعد الارهاب في منطقه ايضاً ان بعض الشيعة لا يميز بين الارهاب والسنة.. فيرتكبون في خطابهم وافعالهم اخطاء كبيرة تخدم الارهاب في مراميه وخططه، فتقويه بدل ان تطوقه وتضعفه. وما لم يدرك الطرفان هذه المعادلة ويتحقق التعاون لمحاربة الارهاب والعنف.. فان الة الموت ستستغل المخاوف المتبادلة لتقوي من وجودها واستراتيجياتها. وسيدفع شعبنا، بل شعوب المنطقة والعالم كافة ثمن تصاعد الارهاب والعنف.
عادل عبد المهدي