وللأسف فانه حتى مع عدم قناعة بعض الإطراف بجدوى الحل العسكري الا ان هؤلاء ولأسباب تتعلق بمخاوف من خسائر مؤكدة ستلحق بهم من قواعدهم الشعبية فأنهم يرفضون الإذعان إلى الحق والقبول بالأمر الواقع وإعلان الهدنة والدخول في مفوضات مباشرة وهذه المخاوف والهواجس أعلن عنها الطرفين،المهاجم والمعترض على الهجوم، حتى مع تراجع الوضع الإنساني في المناطق التي يدور فيها وحولها الصراع وحتى مع سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف أبناء قواتنا المسلحة وأبناء العشائر،وأمر المخاوف لا يقتصر على الحكومة المركزية والحكومة المحلية والأطراف الرافضة لدخول الجيش الى المدن وإنما تعداها الى الإطراف السياسية التي ترى في الوقوف الى جانب الجيش واجب وطني وترى في المحافظة على أرواح المدنيين حق وطني وأنساني،هذه الأخرى لديها مخاوف من اتهامها بالوقوف الى جانب داعش والوقوف ضد الجيش وهي تهمة جاهزة من قبل مشعلي الحرائق ومرخصي الدم العراقي من اجل المناصب والكراسي وصناديق الاقتراع.
ليس مهما اتهامي بالوقوف الى جانب داعش طالما إنني أتحدث عن واقع مؤلم لا يريد السادة المسؤولين الحديث عنه والاعتراف به خوفا على مكتسبات تحققت بالكذب والنفاق وهذا الواقع يتمثل بتراجع الوضع الإنساني في الفلوجة اكثر من غيرها الى مراحل خطرة ومأساوية جدا وكذلك بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرض لها أبنائنا في القوات المسلحة بسبب زجهم في معركة لم يستعدوا لها بصورة صحيحة بل هي ليست معركتهم وكان بامكان الدولة ان تتجنب هذه المواجهة بإيكال الامر الى العشائر والصحوات وتحقن دماء ابنائنا وهو ما تعمل به الان لكن بعد ان سالت الدماء واتسعت فجوة الحقد والخلاف.
لا اعتقد ان الامر سيطول اكثر من هذا الوقت واتوقع ان تنبري بعض الكتل الوطنية لطرح مبادرة عراقية حقيقية لجمع الفرقاء ووضع الحلول التي من شانها ان توحد الجهد العسكري وتصبه في بوتقة المخاطر الحقيقية وتجنب المدنيين اينما كانوا مخاطر الحرب وابعادها عن المدن،ولن تعنيها تخرصات المتصيدين في الماء العكر ومطلقي الاتهامات الجاهزة لانها على يقين ان الحقيقة تثار لنفسها ولا يمكن حجبها او اسكاتها ..كما ان الوقائع السابقة تقول ان الراي العام سيكون الى جانبها بعد ان تنكشف الاقنعة المزيفة وبعد ان يعي الجميع خطر الاقتتال ويعرف قيمة الدماء العراقية الغالية التي تذهب نتيجة حسابات خاصة وأهداف حزبية وشخصية خالصة..